مقتطفات السبت 16

سنة النشر : 14/06/2014 الصحيفة : الاقتصادية

 

- أهلاً بكم في مقتطفات السبت رقم 16

***

- حافز السبت: كلنا ننظر للمستقبل وننتظر حوادثه. كلنا نحلم بمستقبل تتحقق فيها أمانينا لحياة أفضل.. حياةٌ تستمر فيها الحياة.

***

- في 12 يونيو عام 1961 ميلادي وقف الرئيس الأمريكي "جون كينيدي" وألقى واحدا من أهم وأجمل خطاباته للأمة الأمريكية، وكان خطيباً مفوها له أسلوب ساحر في صياغة الصور وابتداع التراكيب اللفظية، فقال: "وداعا لشح المياه فها هي التقنية الأمريكية العظيمة تثبت أن لا شيء يعيقها أبدا لتنفيذ كل ما في مصلحة بناء هذه الأمة ورفاه شعبها، وضمان مصادر الحياة لها.. للأبد". لقد كان الرئيس كينيدي يشير لبناء أول معمل تكرير مياه عذبة من البحر بمدينة "فري بورت" بولاية تكساس "وكانت تعاني جفافا في بعض أنحائها". وكان كينيدي يقول: "الآن انتهت مشكلة المياه العذبة للأبد، ولن تتنازع الأمم مصادر المياه، فالتقنية سخرت لنا استخراج الماء العذب من مصدر لا نهائي.. هذا المحيط". وفي أيام كينيدي كانت الطاقة رخيصة جدا مما أتاح له القول إنهم عثروا على كنز كنوز الحياة .. وقبل مشكلات البيئة البحرية وظواهر البيت الزجاجي .. قبل أن تتعقد الأمور كثيرا.. كثيراً!

***

- كاليفورنيا من أشد الولايات الأمريكية جفافا وعانت جفافا قياسيا في العام 2013، وستسجل رقما ربما أكبر هذا العام، فليس هناك مؤشرات للتحسن. الولايات المتحدة الأمريكية لم تتوسع في صناعة المياه المحلاة من المحيط، فهي تطل على أكبر حوضين مائيين: المحيط الهادي والمحيط الأطلسي.. والسبب غير معروف بالدقة ــ حسب تتبعي التاريخي لصناعة تكرير المياه في أمريكا ــ ربما لأن مصادر المياه الطبيعية كانت متوافرة.. الآن لا. كاليفورنيا مهددة بالعطش الكبير، لذا فكرت سلطات المياه بالتوسع مرة أخرى في النهل من المحيط اللانهائي .. ويبنون حالياً مصنع "كارلزباد" الضخم، الذي سيضخ 190 مليون لتر يوميا في عروق مدينة سان دييجو العطشى، وهناك أكثر من خطة موضوعة لسبعة عشر معملا آخر على طول الساحل الكاليفورني من شمال منطقة الخليج إلى حدود المكسيك في الجنوب. لكن مهلا، دعوني أقول لكم بمن استعان الأمريكان في تقنية بناء المصنع الضخم "كارلزباد".

***

- يوم وقف وتباهى كينيدي بجبروت التقنية الأمريكية، بودي أن أرى وجهه الآن وخبرة أجنبية أكبر تقوم على المساعدة الفنية والعملية والإنشائية في بناء مصنع "كارلزباد" العملاق.. هل عرفتم ما هي تلك الجهة الأجنبية؟ إنها إسرائيل، دولة الصهاينة التي تخز أعيننا العربية كل يوم بتقنيات هائلة تتسيد بها العالم التقني. والرجل اليهودي الذي اسمه أفشالوم فيلبر هو صاحب الكلمة الطولي الآن في الساحل الغربي الأمريكي بصناعة الماء. وهو يقود الشركة الإسرائيلية "آي دي إي" للتكنولوجيا. ولتعلموا أن إسرائيل تعتمد في ربع مصادرها للمياه على المياه المكررة من البحر.

***

- منذ عشر سنوات كتبت في هذه الجريدة أطلب التركيز على تعليم تقنية المياه وافتتاح معاهد متخصصة لهذا الغرض، وشطحت شوية وقلت كلاما مثل أن يُؤسس مركزُ بحثٍ متقدمٍ جدا، يُحضَر له أكبر علماء صناعة المياه والباحثين في المجال بالعالم لأن مستقبلنا سيعتمد على المياه المحلية، فنحن والإمارات أكبر الدول إطلاقا في كل العالم اعتمادا على المياه.

***

- هل لي أن أسأل وزارة التعليم العالي هذا السؤال: كم مبتعثٍ أو باحثٍ أرسلتم للتقنية المتقدمة في هندسة المياه؟ ونسأل أنفسنا ماذا أعددنا من بُنىً تأسيسية للبحث والدراسة في صناعة المياه؟

في أمان الله.