سنة النشر : 31/05/2014 الصحيفة : الاقتصادية
* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 14
***
* حافز السبت: فرق بين أن يهاجمك عدو، وبين أن تفتح له شقـا ليهاجمك.
***
* جولة في المنطقة:
العراق:
الحالة الاقتتالية باقية، ولا أصدق أن السبب فقط سياسي أو طائفي أو مطالبات عدلية، الذي أصدقه أنه أيضا التعود على الولوغ بدم الأبرياء حتى إدمانه. يعرف أطباء النفس والمحللون النفسانيون أن هناك من يصيبهم توحش ذئبي للعطش للدم وحب القتل والتلذذ به لذاته. ولما يجد مثل هؤلاء المرضى تبريرا سياسيا أو دينيا يزيد ولوغهم في الدم بلا أي شعور بأي خطيئة، بل تتضاعف باللذة. إن الحالة العراقية هي الأخطر لأنها بوابات جهنم للاشتعال الكامل في المنطقة متى انطلقت من عقالها كاملة إن لم يعِ لها القادة والسياسيون والفاعلون في المنطقة.. وفي العالم.
الخليج:
الخليج الأكثر هدوءا حتى الآن. الورقة القوية مع دول الخليج العربية هي مجلسهم.. لا غير. متى تفكك هذا المجلس من الداخل وتصدّعت جدرانه فهم هنا مثل من يفقد مناعته الداخلية فيصبح عرضة لهجوم ليس فقد أضرى الجراثيم بل حتى أحقرها. إن المجلس هو الفكرة العبقرية الأمنية الآمنة لدول الخليج التي تحميهم من خطر منطقي، واسميته خطرا منطقيا لأن في هذه الدول كل جواذب الطمع والجشع السياسي وغيره من أنظمة ودول قائمة في القرب وفي الأبعد. لذا من الغرائب التي تخلو من المنطق أن تختلف دول الخليج في الداخل، مهما كان المبرر، ومهما كان السبب.. لأنه حتى في الأخطار هناك أيضا "مبدأ ألأولوية"، أي على دول الخليج فهم وإدراك أنهم بأي خلاف بينهم، مهما رأت أطراف منهم أنها محقة، فلا بد أن يتم التغاضي عنه وحتى دفنه على مخاطره وجروحه، لأن الخطر الكبير رابض حولهم. وأخاف أن هذا الخطر الكبير بالفهم السياسي المعلوماتي لا يتربص لهم فقط، بل ينتظر خلافاتهم لتفتح أمامه ممرا سهلا وواسعا للولوج. إن شعوب منطقة الخليج مصائرها معلقة بعد الله على هذا الفهم.
سورية ولبنان:
سورية أكبر مأساة شهدها التاريخ لأمة وشعب بالتاريخ، وتتعقد كل يوم لأنها مولغة مفتوحة لكل يدٍ بأظافر طويلة قذرة لتغطّ بها، فلا تدري كيف يمكن أن يأتي حل وكل يوم فتحة شيطانية دموية جديدة ولم يعد الأطراف المتدخلون يبذلون الكثير في إخفاء ما يسببونه من ذبح لشعب كامل بريء.. إن الشأن السوري لن يحل أبدا إن لم يكن هناك اتفاق دولي لحله، فقد تعدت الحلول من زمان قدرة دول المنطقة كلها، وما عقّد المسألة السورية إلا تخاذل عجيب من الأطراف المؤيدة للثورة بل انسحابات مشهودة، بينما تبقى القوى الخارجية المؤيدة للنظام صارمة ثابتة قوية لا تتزحزح.. وستتعقد المسائل بعد الانتخابات الرئاسية التي ستعطي ثقة أكبر وأبعد للنظام. ولا أرى غير التوجه عالميا لحل المسألة السورية لأن ضررها سيضرب كل العالم. أما لبنان فهي أرجوحة يحملها حبل الأمل في استقرار بعيد، وحبل الخطر الجاثم القريب.
***
* والمهم:
فلسطين.. خلاص، لها رب يحميها.