سنة النشر : 17/05/2014 الصحيفة : الاقتصادية
- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 12
***
- حافز السبت: الحدس الاجتماعي حالة من الانتباه القوي والتواصل بين العقل والنفس الخلاّقة والضمير. الحدسُ الاجتماعي يغيّر العالم، يغيره للخير للمحبة، للأمان.. وللإبداع.
***
- مناسبة السبت: أقيم ملتقى كبير بتنسيق وإدارة من جمعية "روابط"، بمدينة الدمام في المنطقة الشرقية من السعودية. وجمعية "ترابط" لم تنشأ إلاّ بحدسٍ اجتماعي حقيقي من عاملين داخل مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام. قاد هذا الحدسُ لمعرفة أبعاد المرضى المنومين في المستشفى، خصوصا أصحاب الأمراض التي تتطلب تنويما ممتدا، عن حالاتهم الشخصية النفسية والمادية والاجتماعية، فأصبح داخل المستشفى مجموعة يقودها هذا الحدس الاجتماعي السامي، الذي يربط الجسور بين المرضى عبر القلوب بتحري حالاتهم النفسية والاجتماعية والمادية، بينما يجري العلاج الطبي فكبر هنا قلب المستشفى، وكلما كبرت قلوب المستشفيات سينتج بإذن الله أمران: تقلّ الأخطاء الطبية بالتواصل الشخصي الذي يساعد على التشخيص، وتحسن متابعة أثر العلاج. وستسري إجراءات المستشفى بشكل أيسر، وترتفع حالة التركيز من مديره إلى طاقمه الطبي والطبي المساعد والإداري والتشغيلي. نحن في حاجة إلى أن تكبر قلوب المستشفيات، وهنا سيكبر أداؤها، وترتفع جودة خدماتها. هذا ما يقوله لي حدسي!
***
- شخصية الأسبوع: "هيلدا إسماعيل" سيدة شابة، تصعد نجمةً برّاقة في العمل الاجتماعي المتخصص بالمنطقة الشرقية من السعودية. عرفتها منذ خمس سنوات وهي تعمل مع الأطفال المحتاجين لرعاية خاصة. ثم رأيتها تعمل مع الصم، لإبراز مواهبهم والترويج لها اجتماعيا حتى تبرز شخصية "الأنا" الجميلة الفاعلة في داخل من تعاني أو يعاني الصمم. ثم تقدمت في العمل الاجتماعي وكأنه همّها الوحيد، وصارت تعمل على إقامة المناسبات، فكرة، وتخطيطا، ومتابعة وتنسيقا. ويوم حضرتُ لزيارة معرض الإنجازات لذوي الإعاقة الذي أقيم في مبنى "سايتك" بالخبر، كانت المنصات كثيرة، ومع الازدحام فوتُّ واحداً، فإذا هي تعترض بقوة، كيف أترك عملا وجهدا وعرقا قام به عبقري أو عباقرة من ذوي الإعاقة، وكأنها تجري وراء خاطف سرق منها شيئا ثمينا. قلت إنه يبدو أن كل همها العمل الاجتماعي، ولكنها كاتبة معروفة في جريدة اليوم، وزوجة للناقد المتفرد في حقله الأستاذ محمد العباس. "هيلدا" يهديها حدَسُها الاجتماعي وهو قاطرة حياتها.
***
- سؤال السبت: ويسأل الأخُ حامد العنزي: "لماذا تقول إن الرئاسة أو السلطة هي أقوى شهوة على الأرض؟". هذا ما أعتقد أنه الصحيح. تأكد أن كل صاحب رئاسة أو قوة سلطوية يبعد عنه الحدس الواقعي وكل أمنياته في كل لحظة ألاّ يتزحزح قيد أنملةٍ من كرسيّه، لأنه لا يستطيع أن يتحمل أن يرى نفسَه أقل، أو يتعرض لمهانة، فوق الشغف العظيم الذي أظنه شبه غريزي في البشر للسلطة. إن الرئيس أو الحاكم الديكتاتور لا يمكنه أن يصعد أعلى فقد وصل لقمة السلطة، والأصعب ليس ذاك الصعود غير الممكن، بل النزول أو التنازل عن قمته.. أي حركة صغيرة سيقوم بها تعني مكانة أقل، فما بالك بخطوةٍ عظمى وهي التخلي عن الكرسي العالي والسقوط على الأرض. لا لن يفعل.. إلا نادرون من البشر. والندرة تؤكد حقيقة العموم.
***
- والمهم: لا تبحث عن السلطة، وابحث عن النجاح والتفوق.. بقيادة حدَسك الداخلي.
في أمان الله