مقتطفات السبت 10

سنة النشر : 03/05/2014 الصحيفة : الاقتصادية

 

- أهلاً بكم في مقتطفات السبت رقم 10

***

- قمّة الشر أن تؤذي أحداً.. بدون أن تستفيد من ذاك الأذى.

***

- حديث السبت: هي ليست المرة الأولى التي يصرف أحد المؤذين وقتاً ليسرق حسابي في التوتر، وهنا أنضَمُّ لمئاتٍ من الناس الذين تعرضوا لمثل هذا الاقتحام الشرير. ونسميه شرّا محضاً، لأني أفهم أن يقوم مجرمٌ مؤذٍ ويسرق منك أرضاً، أو ساعة، أو محمولاً، أو يقتحم منزلا ويسرقه.. فهنا يؤذي الآخرين بجرمه وشرّه، ولكن دافعه أن يفيد نفسَه بمال أو عين. ولكن في سرقة الحسابات ليس هناك إلا الشر خالصاً. إنه شرٌ خامٌ أصيل بلا قطرة مخلوطة من خير، إعتامٌ كامل للنفس بدون ذرّة تتسرب منها سبسبة ضوء. لا أدري إن كان يجدي أصلا التوجيه والتعقيل مع هذا النوع من الناس، لأن بدواخلهم بناءٌ غليظ أصم من أسمنت النوايا السوداء المسلح لا تتخلله كلمة طيبة. ما الحل؟ اعتمادُ تقنيةٍ مرخصة ورسمية لمتابعة مصادرهم، وتوظيف تقنية وتقنيين في آخر ما وصل إليه العلم في الموضوع، والقانون التطبيقي الرادع.

***

- مناسبة الأسبوع: لا شك أن افتتاح ملعب "الجوهرة" كان من أهم الأحداث في المملكة هذا الأسبوع. لقد كان الملعبُ جوهرةً أيضا في فلسفته، فلسفةٌ تحكي حال القطاع الإنشائي بالبلاد، والمراقبة العامة عليها. تُبنى مبانٍ تخلو من أي مسحة جمال معمارية، وبتشطيبات لا تعطي انعكاسا لرقي مفهوم فن المعمار، الذي هو من أرقى المذاقات في عالم البناء وفي عالم الفنون. كثير من جامعات العالم العريقة تسمي كليات الهندسة المعمارية عندها بكليات الفنون الجميلة، بينما في ملعب الجوهرة المعمارُ يكاد ينطق عن نفسه، ويحدثك عن أبعاده، ومقاصده، وفنونه. ملعب يدخل ليس فقط عالم الرياضة، بل عالم المقاولات والمعمار في البلاد إلى قلب العالم المتقدم في هذه الميادين. إنه قطعة من الفن والتقنية والفلسفة والإبداع الذي يدل على أن خيال المعماريين لا حد له. وشيء آخر. تتعثر مشاريعنا، ولا نعلم أهي من المقاولين، أم من المراقبين، أم من عدم انتظام الإجراءات والدفع والمكاشفة والشفافية، فينزف اقتصادنا دماً مهدورا، وصرحٌ شامخٌ مثل ملعب الجوهرة يُنجز ضمن موعد مضبوط التزم بدقة عقارب الساعة. أود ألا ينتهي ملعب الجوهرة بالافتتاح وفوز فريق الشباب فيه كأول شرف لناد سعودي، وقلبي مع النادي الأهلي العريق.. إنما لا بد أن نبدأ بالتفكير: لم لا تكون كل منشآت البلاد كفلسفة ملعب الجوهرة؟

ولا بدّ أن نضع الأجوبة!

***

- المهم: لا تكفي الفرحة بملعب الجوهرة، هذا المعمار الأيقوني الفريد، والمعلمُ فائق الفخامة، وتبقى حاجة العائلات الصغيرة بالبلاد للسكن أكثر من مُلحّة. ودوما أتمنى على أصحاب المعالي بوزاراتهم أن يخرجوا في مسألة الإبداع والفكر العقلي لتفعيل الحلول خارج أسوار مبانيهم، ودوائر موظفيهم، فالعقولُ أيضاً جواهر، وقد توجد جواهر من العقول خارج منظومة الوزارة تسهم دراماتيكيا بالحلول. ولوزارة الإسكان أن تسأل نفسها: لمَ تنجح "أرامكو" في بناء صرح بهذه الضخامة، وتقريبا أقل من الوقت المعتمد بلا عثرة، بينما تبقى الحاجة التي وجدت من أجلها الوزارة معلقة بأكثر من مشكلة؟ ربما المشكلة ليست في الوزارة.. وليس نقصاً أبداً أن تبحث عن حلولٍ خارج الوزارة.

في أمان الله.