سنة النشر : 07/02/2014 الصحيفة : الاقتصادية
- لقد تغير يوم العطلة، وصار "سبتا" بعد أن كان "جمعة"، أتابع معكم بذات الروح وربما بطريقة جديدة يفرضها الطابع الإخراجي الجديد في "الاقتصادية" المتجددة.
***
- أهلا بكم في "مقتطفات السبت" رقم 1
***
- حافز السبت: صراعاتٌ هنا وهناك، نزاعاتٌ حول أفكارٍ وعقائد وسياسة تزيد في صدوع وحدة الأمة إيغالا. أرجو منك أن تخرج من هذه الدوائر وتفكر فقط في حياتك، في مستقبلك، وأن تتفوق بعقلك الخلاق، وظّفه فكرا واجتهادا في مناحي التغيير للأفضل. وسيعمل مثلك الكثيرون فتقل تلك النزاعات لأن الناس وقودها وهم لا يعلمون. عندما يركزُ الناس لحياتهم، لتطوير معاشهم الشخصي، تنطفئ رويدا تلك النزاعات، وتبدأ الأمةُ في لمّ شتاتها للنهوض.
***
- الطاقة: أنا متحيزٌ ضد الطاقة الذرية خوفا من عقباتها التي لم تسلم منها أكثر الأمم براعة في الصناعة الذرية، وأرى الشمس التي ستبقى ما بقي الزمان هي المصدر الذي يجب أن نعمل ونبحث ونصرف من أجل أن يكون مورد طاقتنا الأول، ومن يدري ربما نجحنا في تصديره، ويكون ثروة لا تنضب. وأكد هذا زميلنا في "الاقتصادية" الدكتور "هيثم باحيدرة" في مقالته التي خرجت في الثالث من الشهر الميلادي الجاري بعنوان "الطاقة الشمسية النظيفة في السعودية". يقول الدكتور هيثم: "ومن شأن تركيب الألواح الشمسية في السعودية ــــ التي تتمتع ببعض أكبر المناطق الصحراوية في العالم ـــ توفير ما يكفي من الكهرباء لسكان العالم". فيا لها من معلومة مذهلة، ومفرحة، لو أمكن تحقيقها. الدكتور إبراهيم متفائل بتحقق ذلك رغم أن هناك صعوبات إجرائية ولوجستية وتحديات أخرى متوقعة يمكن تحديها وتجاوزها. الله "ينوّر" حياتك يا دكتور إبراهيم.
***
- كتاب الأسبوع: ظاهرة الكاتبات الأمريكيات الإفريقيات تفرض نفسها على الأدب الفكري بقوة، وكتبهن تحتل الصدارة في المبيعات على قائمة الصحف المشهورة كالـ "نيويورك تايمز"، و"لوس أنجيليس تايمز".. وقد قدّمتُ في "مقتطفات الجمعة" سابقاً عدة كاتبات، هذه المرة أقدم "تيري ماكلين" الكاتبة السوداء الرائعة العبقرية التي أذهلت أمريكا بعدة قصص عن حياة النساء والرجال السود ببراعة. قال عنها ناقد في مجلة "سان فرانسسكو كرونكل" إنها أفضل من في العالم في هذه المادة. قرأت لها رواية "ماما"، ودخلت عالم المجتمع الأسود بأمريكا وكأني أمشي بينهم أطالع، أضحك عاليا، وتنهمر دموعي بلا توقف في عشرات الصفحات، مقدِّمةً أسلوبا خليطا من اللهجات السوداء، مع إنجليزية أكاديمية. أما في روايتها التي تفوقت فيها على نفسها "انتظار للانبعاث" Waitingto Exhale فهي تدور حول أربع صديقات، ويعتبرن أنفسهن بلهجتهن الأفرو ــ أمريكان "سيسته" ٍSistah أي أخوات، وهي الطريقة التي ينطقن بها كلمة Sister. وهي ليست كاتبة فقط بل دارسة أنثربولوجية من الطراز الأول، وروحها في الكتابة خليط بين نفَس "مارك توين"، وانطباعية "إيدث وارتون"، وسلاسة "همنجواي". وهنا دليل للجميع بأن العقلَ، لا اللون ولا الجنس، يحقق نجاح وتفوق أي إنسان.
***
- بطولة امرأة: لما علمت "واينونا" المولودة في حي فقير بفيرمونت الأمريكية، أن أحد أطفال أسرتها تعرض للتحرش العنيف، تغيرت حياتها بالكامل من سائقة شاحنة غير مكترثة، إلى واحدة من الناشطات المؤثرات ضد العنف المنزلي والخارجي على الأطفال. وكيف عملت ذلك؟ بإيمانها بقوة العقل الخلاق، فاجتهدت لتغير حياتها لتكون كفؤا لمهمة التوعية ضد العنف والتحرش، فعادت للجامعة ودرست القانون، وهي التي كانت طالبة ثانوية مهملة، كي تعرف كل نص قانوني في موضوع عنف الأطفال وكيف تحامي عن الأسر الضعيفة التي تتعرض للعنف. إيمانٌ بمبدأ، وُظِّف له العقل. والعقلُ دوماً يستجيب!