مقتطفات السبت 3

سنة النشر : 22/02/2014 الصحيفة : الاقتصادية

 

- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 3

***

- حافز السبت: الإعلامُ يجب أن يكون حُراً. أن يكون حرا ليسأل أي سؤال. ليتساءل حول أي موضوع، أن يبحث عن أي دليل. وأن يصحح أي خطأ. وأن يفقد هذه الحرية لو اتّهمَ أو ادّعي أو ظلَم.

****

- تأمل: فجأة يجد الخروف أن صاحبه يعتني إعلافه، فيسأل الخروف نفسه: "ماذا عند صاحبنا على هذا الكرم؟" ثم يبدأ في ضرب أخماس بأسداس، وتدور برأسه أفكار التوجس والشك، بأن الرجل لا بد أن له قصدا وراء ذلك. ويستمر صاحب الخروف في العناية إعلاف خروفة أياما ثم أسابيع ثم أشهر، فيذهب الشك مطلقا عن الخروف ويرى الدنيا صفاء وأمانا.. وفي اليوم التالي يكون أضحية العيد. العبرة هنا أن الأشياء لا تؤخذ على ظواهرها، وأن الاعتياد على شيء يجب ألا يجعلك تعتقد أن استمراره بلا حد، فلا تكون مستعدا بخطط بديلة عند فقدانه. وكذلك عندما تطمئن لسلام طويل ثم تلقي سلاحك.. هنا فإنك بدون أن تعلم ترسل دعوة لعدوك ليغزوك بجهد أقل. تمتع بلحظاتك وما تغمره بك اللحظة.. ولكن كن يقظا عندما تنتهي أن تكون مستعدا للحظات البديلة.

****

- تقترح عضوة في جمعية ضد التدخين في رسالة ضافية أن أكون من الداعمين لحملة تحريم التدخين. وأظن أن العلماء أفادوا في إباحة التدخين لأن الأصل في الأشياء الإباحة، كما قال بعضهم بكراهيته لخبثه، وقال بعض بتحريمه لضرره. ومن كرّهً من العلماء شرب الدخان قياسا على قول رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم: "من أكل بصلا أو ثوما أو كراثا فلا يقربنّ مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم". وبما أني لست دارسا شرعيا فيحق لي أن أتساءل، إن كان القياس فعلا بالثوم والبصل والكراث في حكم التكريه، فذلك لأن لها رائحة غير مستساغة، وليس لأنها تلحق ضررا بدنيا، بل على العكس هذه الأطعمة بالذات هي الأكثر فائدة للجسم. بينما السيجارة إضافة إلى رائحتها، وهي بالقياس أيضا أقل سطوة من رائحة الثوم التي كُرِّهَت لأجله، تم إهمال ضررها الأكيد مقابل النفع الأكيد في الأطعمة التي لحقها تكريه الرائحة. وهنا يبدو منطقيا أن يلحق التدخين شيء يتجاوز التكريه ويتعداه، وإن قسنا على الضرر، فهو يفضي إلى أشنع الأمراض المميته كتليّف الرئة والسرطان. ولا نجد ضررا أشد خطورة من ذلك، ومن هنا كما يبدو لي يكون التحريم أقرب في الحكم منه إلى التكريه، فضلا عن الإباحة. كل منا رأى أو سمع أو فقد عزيزا بسبب التدخين أو أن التدخين أسهم مباشرة مع أمراض أخرى، لذا نعجب أن نصبر على بلائه الشديد. وإني أظن أن التكريه كان في السابق لأنه في ذاك الوقت لم يعرفوا من التدخين إلا خبث رائحته، ولم يصل لعلمهم ما تكشفت عنه الأمور فيما بعد بأنه قاتل بامتياز. ولعل الأمر تُعاد دراسته شرعيا لإنقاذ أجيال مقبلة، خصوصا وقد سجلنا في الإحصائيات العالمية أننا في مقدمة مستهلكي الدخان في العالم.

****

- والمهم: إن أردتَ أن تثبت شيئا، فلتكن أعمالُك أطول عمرا من عمرك.

في أمان الله.