هل في العالم منظمة قلبها طيب؟

سنة النشر : 16/12/2015 الصحيفة : اليوم

 

هل ظلمَنا العالمُ؟ أم ظلمْنا أنفسَنا؟ أم ظلمنا أنفسنا، فظلمنا العالم؟ أسئلة محيرة، وتحتاج لعقل أممي حاذق في علم السياسة والاجتماع ورصد الشواهد، وتحقيق الدلائل، وتمحيص الحوادث، فالإجابة ليست سهلة على الإطلاق، على أن أي مسألة لا تنتظر الحل طويلا، فإن وضعت أنت حلها فسيكون الأمر بنسبة معقولة طبقا لما أردته من حلول، وإن تركتها فإن المسألة ستحل نفسها تلقائيا، ولن تكون هي ما تريده أنت من الحلول، فلابد من جواب، لابد من حل.

ولأني لا أملك إجابة عملية ومدللة على أي من الأسئلة أعلاه فكنت دائما أتمنى أننا دولة تقوم على الحق، وتؤدي الحقوق كما تتطلبه ظروفها التي يجب أن تُحتـَرَم. كما يجب أن نحترم ظروف أي أمة غيرنا، على أن هذا من الطوباوية التي لا يقولها الواقع، وتتلبك بها أمعاءُ السياسية، فلا حيلة لنا به.

وكما يؤلمكم كمحبين لبلدكم، يؤلمني أن أقرأ وأسمع ما يُفترى على هذه البلاد، وتعرفون - كما أعرف - أن من يعاديك لن يقبل منك تبريرا ولا تصحيحا ولا تدليلا على سوء ما يروّج ضدك، بل إن من يعادينا حسب المنطق البراغماتي المصلحي الذي هو دائر كالهواء في العمل المصلحي لأي أمة أنهم لن يستمعوا، ولن يرحبوا بأي تفسير ولا تدليل، بل سيتجهون لطريق معاكس جدا لما نأمله، وهو البحث - بأي طريقة - لاصطناع دلائل جديدة لنشر ما يسيئ لنا من جديد.

لا ندعي أننا من مصدِّري الطيبة والمثالية على الأرض، كما أنهم هم ليسوا أيضا من مصدري الطيبة والمثالية على الأرض، والأدلة من وثائقهم العملية تثبت أنهم من مصدّري الشر والحرب والنهب على الأرض. أنا أعترف بأني عاطفي جدًا، وأميل للهرب إلى الحلم لمَّا يضيق الواقع، ومن أحلامي التي ألجأ اليها لما تشتد علينا الأصوات الدراكولية التي لا ترتوي من مص دماء سمعة الأمم والمجتمعات، هو تخيل أن منظمة حليوة وطيبة وقلبها أبيض من منظمات الأمم المتحدة تقول لنا : "نحن سنأتي وننصفكم"، ثم إن الحلم ما دام أنه حلم فلأتمدد أكثر وأطلب من أحلامي أن هذه المنظمة اللطيفة، في عالم تشح فيه اللطافة كما صارت تشح موارد الأرض، تذهب إلى أبعد، وتقول : "لست فقط أنصفكم، بل سأقول للعالم : إنكم الأفضل"، ثم هذا الحلم الغريب الميال للمبالغات كمبالغات السروجي بطل المقامات الحريرية يبالغ لدرجة حتى الحلم نفسه بدأ لا يصدقها، ويخبرني بأن المنظمة الحلوة تقول: "مندوبنا الأممي الكبير سيأتي اليكم ويعلن تفوقكم على الملأ لكم وللعالم، ونفتح مكتبنا الإقليمي للعالم العربي عندكم!".

أضغاث أحلام، صح؟ لا، ليس صحيحا.

الحلم الأول: مع أنه صعب، لكن ليس صعبا جدا... تحقق.

الحلم الثاني: مع أنه صعب جدًا... تحقق.

الحلم الثالث الذي لا يصدقه الحلم نفسه ... تحقق.

كل هذا تحقق - بفضل الله تعالى - ثم بالمنصفين في هيئة العمل التطوعي الوليدة للأمم المتحدة، وبشخص مسؤولها المحب، بل المولع بالشباب التطوعي السعودي وأعمالهم، إنه السيد إبراهيم حسين، الأممي البارز، والعربي السوداني العريق، الذي سيأتي عندنا ويقول - بإذن الله - كل ذلك.

بقي الآن أن يتحقق ذلك سريعا قبل تغير الظروف، وأنا - بإذن الله - مطمئن لأن هذا يمكن أن يتحقق بوجود أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف الذي يؤمن بالشباب، ويرتكز فهمه التنموي على العمل التطوعي المتطور، وبوجود عقلية من الطراز الاجتماعي والوطني الممتاز هو معالي الدكتور ماجد القصبي. كل ذلك تحت قيادة حكومة تحمل شعارًا رئيسًا هو: التقدم بقيادة الشباب.