سنة النشر : 13/01/2009 الصحيفة : اليوم
المزيد من الدم - شعار الحرب على غزة .. حمى ركبت العقلَ الصهيوني اليهودي في فلسطين من مرض تأصل عبر قرون التيه، وهو البحث عن الأمن، فما عاشوا طيلة حياتهم إلا جنسا مهددا وكريها ومكروها. وما عليك، حتى في الأدبيات الغربية وفي الأصوليات الدينية النصرانية لم يكن اليهود إلا رهطا معاديا.
هذا لا يعني عدم الاعتراف بنجاحات مدوية لهم، ولكنه جاء عبر الدهاء الخبيث، والنوايا المضمرة لسحق الإنسانية، وصياغة حلم أوحد هو السيادة النهائية لليهود مما يدعون أنه وحي تلمودي لذا عمد اليهود من اللحظة الأولى لوصولهم إلى أرض فلسطين الجنة المخطوفة، والتي يسمونها بتوق ديني (الجنة الموعودة) إلى أخذ الأراضي وصنع المستوطنات في الأبعاد وفي التخوم، حتى تكفل لهم المساحة الآمنة من خطر الدول العربية المجاورة.. على أن الخطر لم يأت أبدا من الدول المجاورة ولكنه جاء من مكمن الحذر، جاءهم من داخل فلسطين. لا، لست داعية عنف أبدا، ولكن لولا العنف الذي عم العالم وعم فلسطين لما تحرك العالم، ولما تحرك اليهود.
لم يتحرك اليهود أمام كل نداءات العرب في القمم والمحافل الدولية، وحركتهم حجرة انطلقت من يد صبي، زرعت لهم الخوف في العقل والوهم، وهذه الدفعات الاستشهادية من اللحم الغض الحي الذي نفذته فتيات وفتيان من عمر الورود..وهذه الصواريخ التي تصنع وتطلق من اجل كسر الحصار.. أعترف، العنف كان الحل! ..
وسأقبل جبينك إن انتقدتني وقلت ان هذا ليس عنفا، وإنما هو مقاومة تشب في الروح والنفس الكريمة الأبية! وها نحن نرى الآن أحلام اولمرت والليكود تتكسر كما يتكسر الخزف حينما ينطحه ثور هائج، وستتداعي كالخزف المكسور الاحلام التي بناها اليهود على ضفاف المتوسط في قطاع غزة، وعلى قمم التلال في الضفة الغربية، حملة تحطيم الأحلام هذه بدأت عندما بدأت أول خطوة جندي يهودي داخل أول مستوطنة، والحبل على الجرار.. إن الله يذيق المعتدي طعم ذات السم الذي تجرعه الفلسطينيون.. ومازالوا!
اليوم سيكون أكبر الباكين المنتحبين هو الرجل الذي أمر ، وعمل بكل ما يملكه من وحشية لإرساء وترسيخ القوة والعدوان. الأمن في فلسطين.. بضاعة نفدت من مستودعات.. النفوس!