حماس

سنة النشر : 08/01/2009 الصحيفة : اليوم

 

 (أولئك الذين تجمهروا ونقاطروا على صالة «الأندلس» بمدينة الدمام، وأغلبهم من النساء والشيوخ وأصحاب الحاجة، كما قال لي الأستاذ «سعيد اليامي» وهو يديرُ برنامجاً تلفزيزنيا مباشرا، يتسابقون من أجل مساعدة غزة. برأيي، أنه لم يكن يهمهم مناصرة السلطة أو حماس.. لم يهمهم إلا مناصرة أهلهم في غزة.. لا غير!)

وإليكم هذا:

عندما أستولتْ اسرائيلُ على 24 بالمائة زيادة على ما مُنِحَ لها قانوناً في القرار الأممي رقم 181، وبغير عدلٍ، حين كان القانون بريطانيا ، هل كانت هناك حماس؟

عندما قامت اسرائيل بمذابحها في العام 1950، هل كانت هناك حماس؟

وعندما استولت اسرائيلُ على باقي ال 22بالمائة من الأراضي الفلسطينية التاريخية في العام 1967م، وفسرت قرار مجلس الأمن بالأمم المتحدة رقم 248، وعسَفته لصالح سرقتها أرض الفلسطينيين وأجدادهم، رغم إرادة الاجماع العالمي.. هل كانت هناك حماس؟

واسرائيلُ لم يكن في نيتها إعطاء حقوق مواطنة أو دولة حقيقيةٍ للفلسطينيين، وما أوضح ذاك الموقف عندما صوتت في العام 1974م وحيدة- طبعا مع أمريكا- ضد حلّ قيام دولتين في فلسطين.. فهل كانت هناك حماس؟

وعندما خذلت اسرائيلُ مصرَ في اتفاقيات السلام، وفصلت الحقوق المصرية تماما عن الحقوق الفلسطينية، ورضخت مصرَ مضطرةً آنذاك .. هل كانت هناك حماس؟

أو في العام 1982، عندما غزت اسرائيلُ، بيروت، ورجمتها بقنابل النار، وطحنتها بالبلدوزرات، لكي تلحقَ بها الضفة الغربية بلا مواجهاتٍ.. هل كانت هناك حماس؟

وإليك المفاجأة:

عندما تعالتْ الانتفاضة وهزّت الكيانَ الصهيوني، وسرَتْ في العالم كعدوى من البرق فانبهرت الشعوبُ، وصار أطفالُ فلسطين آمال المحرومين المسلوبين في أصقاع الأرض.. ساهمت اسرائيلُ في إيجاد ومساعدة حماس، ظنا أنها ستطفيء قوة الفصائل الفلسطينية العلمانية.. ولكن حماس كان لها رأيٌ آخر: معارضةُ اسرائيل والعلمانية معا!

كل ما قرأتموه في السابق- ما عدا المقدمة- يا أعزائي، ليس لي به فضلٌ، فأنا ترجمته بتصرف من مقال طويل مشحون غاضب ضد اسرئيل والغرب للكاتبة الدكتورة «جنيفر لوينشتاين»، وكانت قد ارسلته للشاعرة السعودية بالإنجليزية «نعمة النواب»، التي تفضلتْ بإرساله..

وأسألكم بالله: لو لم توجد حماس، هل كانت اسرائيلُ تدلـِّعُ الآن الفلسطينيين بحضنها؟