سنة النشر : 02/04/2015 الصحيفة : اليوم
دعيتُ لمدينة عنيزة من قبل رجل الأعمال فهد بن عبدالعزيز العوهلي، واستجبت شاكرا، وهي استجابة مثيلة لأي دعوة كريمة تصلني، والرجل فهد من عرض رجال الأعمال النابهين، ولم تتعدَّ نظرتي أكثر من ذلك؛ على أن الرجلَ تكشف عن شخصية اجتماعية محبوبة ومحترمة بالمدينة ومهتم حتى النخاع بالأعمال التطوعية التي تُعنى ببناء المجتمع والفكر الاجتماعي.
كان قصد الزيارة التحدث في أحد أعمال مجموعة "عقال" وهي مجموعة شبابية جميلة، همها تقديم ورفد الأفكار التي يتقدم بها الشباب لمشاريع تجارية كي يتبناها ويمولها رجال الأعمال القادرون. والمجموعة يستضيفهم منتدى العوهلي بعنيزة.. هذا ما دُعيت له، أو ما أخبرني عنه السيد العوهلي. وكانت مدة البقاء رغم قصرها، كافية جدا للقاءٍ مثل هذا. قبل حضوري بيوم اتصل أخونا فهد، وقال لي: أنت تصل الإثنين لحضور أعمال مجموعة "عقال" وستبقى على أي حال يوم الثلاثاء، فهل تقبل أن تكون ضيف ثلوثية العوهلي؟ وبنعومة التفافية صارت لي الآن مناسبتان وليست واحدة، واستجبتُ فرحا.
الاثنين، وصلت مساءً، واستقبلني أخونا فهد وأقلني للفندق - المنتجع الذي سأحل ضيفا به، واسترخيت قُبيل لقاء مجموعة عقال، أفكر كيف سأقضي نهاري بالغد المفتوح لي كاملا إلى موعد ثلوثية المهيزعي. أوّل ما عنَّ لي الاتصال ببعض الأقارب والأصدقاء وقضاء الوقت معهم.. فنمت مطمئنا بعد اللقاء الجميل للمجموعة الجميلة، مجموعة «عقال». غير أن أخانا فهد اتصل صباحا مقترحا أن يطلعني على برنامج اليوم. ماذا؟ برنامج اليوم؟ ومن قال إن هناك برنامجاً؟ وبأسلوبه السيكولوجي الذكي قال: "أعرف أنك تحب العمل التطوعي والخدمي الاجتماعي، ورأيتُ أن أهديك ما تحب لذا سنملأ يومنا بزيارة جمعيات كبرى. و.. أسقط بيدي!
كانت زيارتنا الأولى لمجمع "مركز صالح بن صالح الاجتماعي" والمركز من أكبر معالم المدينة في العمل الاجتماعي، وأُسس تكريما للرجل العظيم "صالح بن صالح" المعلم والمثقف الاستثنائي في تاريخ المدينة، وشرح لنا ونحن نسابق الوقت الأخ العزيز صالح الغذامي بعض أعمال المركز المهتمة ببناء الإنسان، والمكتبة المرجعية الكبرى، وطباعة ونشر الكتب، والمخطوطات النادرة، ومركز الأميرة نورة المتكامل للنساء. ثم عرجنا على بلدية عنيزة واستقبلنا رئيسها الفذ المهندس عبدالعزيز البسام، واطلعنا على فخر أعمال البلدية وهو عمل ممهور بأسبقية بلدية عنيزة في برنامج الخدمة الاجتماعية، وبالذات الخدمات المقدمة لبعض الفئات من الناس وهم في بيوتهم، وما لا يقل عن خمسين صالة مناسبات في أحياء المدينة.
وهم لا يطلقون مسمى عامل نظافة المعتاد، بل "صديق البيئة" وما رأيت أجمل وأصدق من هذا الوصف. خرجت مع ابي نهار فهد العوهلي جريا "لجمعية عنيزة للتنمية والخدمات الانسانية"، واستقبلنا رئيس مجلس إدارتها السيد عبدالله اليحي السليم، وهو رجل مذهل بنشاطاته المجتمعية، ودرنا ببعض أقسام الجمعية بمبان جميلة ومرتبة ومرقمة بمساحاتٍ واسعة، وكأنك تسير بمدينة صغيرة، وتقدم خدمات علاجية بمركز علي الجفالي قيل لي إنها الوحيدة في الشرق الأوسط لذوي الإعاقة، ومركز علي التميمي الرائع للتوحد.
وكان لا بد من التعريج لمؤسسة عبدالعزيز العوهلي؛ ويشرح أخي فهد رئيسها ومؤسسها أنها أقيمت من أجل كل الناس لخدمة كل الناس، وعرض برامج عملية في فلسفة البناء الاجتماعي خاصة برنامج "مروءة"، ودعم المؤسسة المالي لبرامج خارج المؤسسة تتطابق مع فلسفة البناء الاجتماعي. لم يتحقق كما تصورت أن التحدث بثلوثية العوهلي سيسبقه نهارٌ مفتوحٌ كاملٌ لي.. ولم أندم.