العمل والمساهمة

سنة النشر : 25/07/2010 الصحيفة : اليوم

 

..إنها أرواحُ شبابِ الأمّةِ. معي في العمل والمساهمة الاجتماعيتين أعد عليك أكثر من عشرين فائزة وفائزا في مجالات التنافس العالمي في ميادين الابتكار، والتفوق.. فكيف بالدائرة الواسعة بأرجاء الوطن..

إنه زمن يثبت فيه الشبابُ أنهم بطريقتهم يتولون الأمورَ، ويغمزون خاصرة الأمة لحثّ الخطى في سباق الأمم.. هم بدأوا، لا أدري إن لاحظنا ذلك أم لا.. ولكنهم ماضون لا يلتفتونِ!

سبق أن تحدثت هنا عن واحد من أبطالي الذين طالما أحدثكم عنهم وبتكرار متحمس، ولا أظن هذا يصيب فيكم موقع الملل والتبرم لأنه عن إنجازات أبنائِكم وبناتكم، أخواتكم وإخوانكم..

وهو الشابُ النشط في فورته الاجتماعية «عمر عثمان»، وعمر صاحب تفانين وتقليعات، وهذه المرة تقليعته كانت فكرة أخاذة، وشاملة الإفادة، وبها تصافُح أجيالٍ. تقليعته الجديدة وأرجو أن تستمر هي : «فطور الناجحين».. يختار مقهى من مقاهي الخبر ليدعو ضيفا متحدِّثا يتحلق حوله الشبابُ على فطور صباح كل خميس.

وكنت ضيف الخميس الماضي، وطلبوا أن أحكي لهم عن سيرة حياتي وقصة نجاحي(؟!) وأوقعوني في كمّين، فلا سيرة حياةٍ حافلةٍ تُذكر، ولا نجاح حقيقي صار، فأخذتهم في مواضيع جانبية حتى أُبعد نفسي عن مطب الذكريات وليس فيها ما يفيدهم رغم إلحاح عمر علىّ أن أعود إلى حوض الموضوع ، ولكني أزجره وأبعده بيدي.. وهذا أفضل ما في أن تكون أكبر من هؤلاء الشباب فكل ما تعمله مسموح ومعذور.

وعندما جاء موعدُ المداخلات انفضحتُ بالكامل، فقد جاؤوا محَضِّرين مادتهم،ومتحرين عن حياتي بوسائل استخباريةٍ عجيبة، وانهالوا علي بأسئلةٍ عن مقامي الأول برحيمة، وأهلي في الجبيل، وما الذي جعلهم يغادرون عنيزة في القصيم، وفُتِحَ موضوعُ الولاء، وولع القصمان بتتبّع التجارة، وصحَّحْتُ لهم أنه تتبع الرزق وليس التجارة، والتفتوا إلى بعضهم .. ولم يصدِّق أحد!

وصلت المقهى وكان الشابُ المثقف «نايف الزريق» يتحدث عن كتابٍ له لطيف وخفيف المعلومات عن الأسلوب الأقوى والألطف في التغيير، والحقيقة كانت أفكارُه بارعة، وهو شابٌ واعدٌ فانتظروه.

نعود إلى التفوق العالمي، لأتحدث بفخر عن شابّين سعوديين حققا إنجازا عالميا، وسميا فريقهما «أرواح حالمة»، والموضوع الذي تنافسا به عالميا ليس عاديا فهو عن خيالات التقنية، موضوع جديد تشرف عليه الشركة الماردة مايكروسوفت، والشابان هما «مهند الكدم»، و»محمد المصري» اللذان حققا المركز الثاني في المنافسات الختامية لكأس التخيل فرع الوسائط المتعددة، وهي مسابقة عالمية سنوية أقامتها «مايكروسوفت» في حفل كبير أقيم بالعاصمة البولندية «وارسو».

وتولى «مهند» باقتدارٍ عرضَ الفلم الخاطف لللانتباه، والعالي التقنية بأفكاره المحلـِّقة. وقام «البراء العوهلي»، وهو شابٌ أعرفه وعبقري وحدثتكم عنه مرة بأن شركة «جوجل» كانت تجري وراءه ليتولى أعمالها في كاليفورنيا، بدور المقدِّم في الفلم المؤثـِّر جدا عن الجوع في العالم.

تصوَّر، في جلسةٍ واحدةٍ في مقهىً غافٍ في كورنيش الخبر، يكون من بينهم أربعة شبابٍ طلبة من جامعة الملك فهد، أو طازجي التخرج منها، بارزين على وزنٍ عالمي.. وكان هناك صديقي الحبيب «عاصم الغامدي» طالب الجامعة ايضا الذي يتولى مع الفتاة «سحر الشريف» حملة كبرى منظمة وذكية على الفيس بوك بعنوان: «أوباما أطلق حميدان التركي»، وكنا قد تداعينا إليها قبل شهر فقط والمشاركون المسجلون تعدوا العشرة آلاف في المملكة وأقطارٍ عربية، وسائرون بحول الله للمليون مناصر.. لمَ لا؟ وتعرفون الان جيداً الناجحين في فطور الناجحين، طبعا ليس من كان له المنبر الرئيس، ولكن.. من حضر! أما «عمر عثمان» فيبدو أنه منتفعٌ مادي، أخذ قيمة اشتراكي في الفطور، ولم تصلني ولا فـٌتـَاتـَة خبز!