سنة النشر : 11/07/2010 الصحيفة : اليوم
.. كان يوم الجمعةِ هذا الذي مضى حافلاً جداً.. إنه يوم عطلة ولكن من يحب أن يكرِّسَ عملـَهُ لتطوير مجتمعه ونفع الناس يعتبر العُطـَلَ أياما داعية للعمل لا للراحة والسكون.. هذا ما يثبته الشبابُ والشابات في دوائر العمل التطوعي.. وإجازة الصيف حلـّتْ.. وأكثر الناس يعطلون، ويسافرون..
ولكن “جمعية العمل التطوعي” التي تم افتتاحها رسمياً الأحد الماضي، يبدو أنها لا تعطل ولا تسافر، ولكنها تخلق للعطلةِ زخماً وفورة نشاط، وأجزم أن الذي يفعله أعضاؤها من أروع الأعمال الترفيهية والتعليمية والتدريبية في المنطقة تضافرا مع المجموعات التطوعية ضمن إشراف المجلس التطوعي، الذي سمّيناه “برلمان العمل التطوعي الشبابي”، وبمشاركةٍ قويةٍ وسخيةٍ من أرامكو السعودية، فكل مرافق الاحتفالات والدورات والنشاطات والأعمال هي في مقر معرض الزيت بالظهران، ليس المبنى الواسع بكل توزيعاته، بل حتى المساحات حوله والخيمة الكبرى متعددة الاستخدامات.. إنك لا تستطيع المشي طليقا من شدة الزحام.. ولم أر وجهاً لا يبتسم، بل لم أرَ شخصا لم تشمله حماسة ما يرى وما يشارك به من جمهور الشباب والأطفال..
إنه محفلٌ بهيجٌ، مُنظمٌ، وممتعٌ، والمكانُ يدور في جوِّهِ عنصران كالأوكسجين والهيدروجين وهما الإبداعُ والمحبة.. جربوا أن تأخذوا اولادكم وبناتكم هناك.. وعندي شعورٌ أول ما يعودون للمنازل لن يقولوا فقط: “شكرا يا أمي ويا أبي لقضاء يوم كله بهجة ونشاط وإفادة فكرية وعملية”، بل سيقولون: “نريد أن نكون مثلهم، نريد الانخراط في العمل التطوعي..” وسترون!. من هم؟ أبطالٌ في بواكير العمر، يصنعون تاريخاً للأجيال القادمة، هم يغيّرون وجهَ المجتمع فيرسمون ابتسامة عريضة بعد أن تجمّدَتْ فيه وتيبست عضلاتُ الابتسام، هم يزرعون في القلوبِ ورودَ الآس والياسمين والخزامى فتضوع العطور النافحة في القلوب لتتفاءل وتتقدم سعيدة للحياة، هم يعيدون تكوين الأفكار، ويشعلون مولـّدات الخيال والإبداع في عقول الشبيبة بعد أن كادت تنطفي من تيبس التروس..
هم يعيدون صياغة القيم التبادلية بين أعضاء المجتمع وينشرون صمغا لاصقا للصدوع في جدار الفرقة والاختلاف.. سيعود كل طفلٍ وطفلةٍ كل مراهق ومراهقةٍ كل شابٍّ وشابةٍ وسيقولون نريد أن نكون نجوماً مثل عبدالله آل عياف، الوافر الحماسة ولطافة الحضور، مشرف مشروع صيف أرامكو من قبل المجلس التطوعي، ومساعدته “إيمان الجشي”، وأسميها فراشة العمل الدؤوب، وأحيانا “إيمانوه!”، ويقال إنها تدير مجاميع من العاملين بمهارة تلقائية، وكان “عمرو مدني” و”حاتم بو علو” المسئولان الأولان في المجلس يشيران إليها بفخر.
وسيكون قدوة أبنائكم كل منسقي المجلس في المناشط الباقية مثل “أحمد اليعقوب” في الرياضة، ويشرف على مشروع تحالفت فيه أرامكو مع مدرسة فريق الأرسنال، وستسمح مناسبة أخرى للحديث عن هذا التحالف الأول من نوعه، وحسام غريب للسلامة، وفيصل العريكان ومشاعل الدوسري للمعرفة وبناء الشخصية، وخلود الزهراني للترفيه، وفاتن العتيبي للهواية والهدايا، وللصحة حسام الغامدي وفيصل القرشي، وللفنون منى الشويعر ومريم البريك، وللدعم اللوجستي إبراهيم الهلال وروان الجهيران، ومحمد الحربي للفريق الإشرافي.
وشاركت من الفرق التطوعية “وجهة” و”كير” و”بنات الدمام” و”الجسد الواحد”، و”ابدأ”، و”الجمعية الوطنية لطلاب الطب” و “من أجل التغيير”، وبلغ عددهم 300 متطوع بإشراف المجلس التطوعي المنبثق من الجمعية.. ولن يسمح المكانُ لنتحدث عن برنامج الموهوبين الذي انتزعني الدكتور “خالد اليحيا” للتحدث معهم وفي ذات الليلة.ـ وستأتي الفرصة إن شاء الله.. ثم حضوري مع أعضاء مجلس جائزة حاضرة الدمام زفافَ الشاب “أنس الجريفاني” أحد رموز العمل التطوعي في المنطفة.. يوم عطلةٍ حافلٌ حقاً!