السرطان

سنة النشر : 27/06/2010 الصحيفة : اليوم

 

«نشكر والدتَنا أم نجيب الزامل..لأنها وراء تبنينا لاسم الرحمة بدلا عن «السرطان» منذ الآن وصاعدا..» هذا شعار مجموعة عمل تطوعي من الأطباء والطبيبات في الإمارات، فقد تلقيتُ اتصالاً هاتفيا:

- أنا من منظمي ندوة عن مرض الرحمة، واعتمدنا الاسمَ من ما ذكرته في مقالاتٍ تابعناها ومقابلات بأن والدتك تحثك بأن يسمى السرطانُ بمرض الرحمة، وأنا اسمي الدكتورة فريال (وذكرت اسمها كاملا)، ولقد غير هذا المسمى كل حياتي من يوم سمعته، أرجو ألا أحزنك حين أقول أني مصابة بهذا المرض، ومنذ قرأتُ عن اسم الرحمة وأنا مستبشرة خيرا، فأمّك تقول: لا يأتي من الله إلا الرحمة.. وصدَقـَتْ.

قبل أن أستوعب المفاجأة والتعاطف معا، هزّتني مرةً ثانية بصوتٍ أقوى:

- قابلتُ في العمرة قبل شهر أربعة أطباء، طبيبة وثلاثة أطباء، كلهم مصابون بمرض الرحمة، وصادف أننا امارتيتان والباقيان عربيان واحد من لبنان والآخر من مصر، وشكلنا «فريق مرض الرحمة».. وستعقد غداً أول ندوةٍ لمؤسسي هذه الجمعية مع مجموعة من مرضى اخترناهم بعد استفتاء وقبول، وكلهم من ذوي التخصصات العالية فمنهم المهندس والصيدلانية ورجل أعمال ناجح، وإعلامية سابقة، وأستاذ جامعة.. وسنطلب منك مداخلة لك عبر الهاتف، إلا إن كنت تستطيع أن تأتي لأبوظبي.. ولكن نحن لا نملك ميزانية ضيافة..

وحاولت أن أزيل قالبَ الدهشة الذي جمّدني لأقول:

- والله لو كان ظرفي يسمح لأتيت الآن وبأسرع وسيلة، ولكني أود أن أقدم كل ما أستطيع، ولم أشعر بتكريم مثل هذا من قبل، ليس فقط لي بل لأنه يتعلق بوالدتي، التي أطلقت الاسمَ وبدأ ينتشر، وأنا بالطبع أرغب بأن أقول شيئا..

-لا، لا نريد خطابا، ولا شكرا، فالكل سيعرف ما ستقول لا جديد، نريدك أن تكون أول علامات تطبيق برنامجنا بأننا كلنا محتاجون للمؤازرة والتفهم حتى ولو كنا أطباء أو مثقفين ومن كل الناس حتى .. الناس العاديين.

-نعم سأعد نفسي وسأقول شيئا .. أعدك.

في الغد: - أنا الدكتور نظام، هل أنت مستعد، الجميع يستمع؟

- السلام عليكم.. أبدأ بما قالته باحثة سعودية معروفة عالميا بأبحاث مرض الرحمة تقول: «بعد خمس سنوات سيكون علاج مرض الرحمة مثل عارض البرد..» لذا أرجو منكم أن تتماسكوا لخمس سنوات قادمة.. ( الجميع يضحك مجاملاً)، وأنا مدمن قراءةٍ للمجلات الطبية، وأتابع بانتظام مجلة نيو إنجلاند الطبية، واليوم بالذات كنت على إطلاع على أبحاث سموها ثورية من قبل هيئة متخصصي السرطان الأمريكية، بأنه في هذا الأسبوع الذي نتكلم فيه تم تحقيق تقدم يعتبر مفصليا ونصرا للباحثين سيسهل بمراحل علاج سرطانات متعددة مثل سرطان الثدي المتأخر، وسرطان البروستات، واللوكيميا (الدم) والميلانوما ( سرطان جلدي شرس).. ولعلنا نحكي يوما أنه كان هناك مرض ترهبه الشعوب ثم صار مجرد عطسة! على أن شجاعتكم وإيمانكم هما دواءكم الحقيقي، ومن منطلق نفسي يحتاج المريض مؤازرة إيجابية من الناس ونفحة قدرة لا عطفا ولا حزنا عليه، لأنه مرض الرحمة.. وهنا روعتكم تقدمون دواء لكل المجتمع.. مع السلامة..»

ثم أن الدكتور «نظام» قال اصبر هناك الدكتورة مريم تريد الحديث، أما ما قالته: - سلم لي على أمِّنا، وتذكـَّر: اللقاءُ بعد خمس سنوات!