الموهوبون

سنة النشر : 13/05/2010 الصحيفة : اليوم


هل الشبابُ يحملون السعادة معهم والحبورَ؟ أم أنهم السعادةُ تتجسد في أهابهم، وفي إشراقةِ ماءِ الشباب في وجوههم، وفي مجرد اجتماعهم وزين حضورهم؟ وإلاّ ما سرّ هذه البسمة الواسعة على محيا أخينا أبي نواف «صالح السليم»، وتلك الفرحة التي تكاد تحمل أخانا المهندس «صلاح السليم»، وهما عمادا منتدى آل الزامل، ومجموعات الشباب التطوعية، ومن يريدون أن يعرفوا عن التطوع اصطفوا، مضيفين رونقا هلاليا مضيئا تترادّ أنوارُه في الصالة الواسعة..

لقد استقبلنا في قاعة هذا المنتدى شخصياتٍ أحببناهم، وأكرمونا، وزادوا من قيمة المنتدى، وأفادونا، ورفعوا من منتدانا.. إلا أن هذه المرّة كان الأمرُ أشدّ بهاء، وأومض ضياء، وأبهج تواجدا..فالشبابُ جعلوا من القاعة لو نظرت إليها من الأعالي وكأنها جوهرةٌ درية ترسل أضواءً إلى الفضاء.. بكلمةٍ: أخذوا بقلوبنا!

أدار الاجتماعَ وحضر تجهيزاته مباشرة وائل العثمان من فريق شبابي، وهو أيضا أمينُ سرِّ مجلس جائزة حاضرة الدمام للإنجاز، مع رئيسنا أبي نواف الذي كان يشعر أنه في قمة وجوده تلك الليلة، وشاركت فرق مثل الفريق الناجح «وجهة»ويحق لهم أن نفخر بهم وبأفعالهم.. وسيكون لنا عدةُ لقاءاتٍ مع فعالياتٍ وفرقٍ أخرى بانتظام. من تجربتي مع الشباب أتأمل دوماً عمق صدق الآية الكريمة:»يا أيها الإنسانُ إنَّكَ كادحٌ إلى ربـِّكَ كدْحاً فَمُلاقِيهِ».. فإنه بقناعتي الوجدانية وعدٌ من الله لنا بأنّ أي عمل نقوم به حبّا له، فإننا سنلاقي نتائج ما عملنا من أجله، ولكن النتائج التي يعدُ بها الله نتائجَ لا يتوقعها الإنسانُ.فمن صفات الله أنه كريم.. ويتجلى هذا الكرمُ في سخاء المكافأة.

كنت حدثتكم من قبل كيف تشكل أبناءُ وبناتُ الخبر والدمام وبقية المدن، حتى صاروا في أقل من عام على كل لسان وفي كل منشط ويخدمون كل غرض، وبزغ عندنا الموهوبون في التخطيط الميداني واللوجستي وتوزيع الفرق الميداني، وقياس المورد البشري، ثم «صارت الجمعية التطوعية الشاملة» والتي تتنوع تحتها كل المناشط متفرقة مستقلة ومتوحدة في الرأس والهدف، علميا وطبيا وصحيا وهندسيا ومشاريع ومساهمات مختلفة، وهل تتصور أن مستشاراً كبيرا كالدكتور خالد عبدالرزاق الغامدي صاحبَ مكتب استشاري يترك مكتبه لساعاتٍ متفرغا لصوغ الخططِ وتدريب الكوادر التي تُعَد للتدريب ( أي تدريب المتدربين) تطوعاً، ويرفع من تقييم جمعيتنا، على طريقة الجامعات ومطار الظهران – الله يسامح نبيل المعجل!- فلو قـُيِّمْنا لكنا أفضل من على القائمة في جودة العمل التطوعي- هذا لو سلمنا من السخرية الحمضية الحارقة من نبيل!!

وأحدثكم أيضا عن فتاةٍ نابغة في القوى البشرية، وفي العلاقات العامة، وفي التخطيط المجتمعي، وفي تهيئة المناسبات الكبرى، أدهشت الجميع من بنات الجمعية هي «رانية بوبشيت»، ورغم ظرفٍ صحي تمر به، و أدعو لها بالشفاء إن شاء الله، يكون همُّها في هذا الظرف إنجاز مهماتها الكبرى التي يحملها كتفها الصغير.. تتواصل مع الدكتور الغامدي، الذي حين سألته عنها رفع رأسَه للسقف، وسكت، ثم ابتسم.. ثم فهمتُ.

في تلك الليلة، تحرك قلبُ وعقلُ أخينا ذي النزعة الإنسانية المهندس «خالد العبدالله الزامل»وقال: فرحتي لا توصَف، ولكن لكل إنجازاتٍ نحتاج بُنىً تحتية صلبة وعملية، فعليكم أولا بتأسيس هذه البنية بنشر ثقافة ووعي العمل التطوعي بين الناس، وبالأخص ابتداءً من المراحل المدرسية المبكرة، وعليكم أن تحرصوا على هذا، لأنه هو الذي سيعطي لكل جهودكم معانيه المقصودة.. وكانت آخرُ ما قيل، علـَّقها كل واحدٍ بقلبِهِ وضميرِهِ ووجدانِهِ وهو يودّع ذاك الجمعَ البهيّ!