سنة النشر : 18/03/2010 الصحيفة : اليوم
.. جاءتني رسالةٌ هاتفية تفيد بإلغاء معرض «لصحّةٍ أفضل» الذي ينظمه «أعضاءُ الجمعية الوطنية لطلاب الطبّ» لظروفٍ طارئة، فحلـّت مناسبةٌ أخرى في «أم الساهك»، تلقائيا في الجدول المليء.
قبل المعرض بقليل وأنا متجه للمناسبةِ، هاتفتني «لطيفة المعيبد» طالبة الطب، وعجِبَتْ من الرسالة ونفـَتها تماما من جهتهم، ثم أصرّت علي للحضور ولم تترك لي نفَساً واحدا، وقالت لي إن الدكتور الصديق «خالد الشيباني» في الانتظار، فأُسقِط في يدي.. وذهبتُ محتارا، ولكني عدتُ يا لطيفة مختالا.
ولو أن الأسماءَ تكفي.. لوضعتُ أسماءَ منظمي المعرض، وقفلتُ المقالَ ومضيت. ولكن الأسماء لا تكفي، وإنما ما يعطي الأسماءَ قيمتـَها هي أفعالـُها، وما يبهر من الأفعال هو أهمّها، وما أهم الأشياءِ في حياتِنا إلا صحتنا.. وما أهم ما في الصحةِ إلا الوقاية، وأهم ما في الوقايةِ هي المعرفة والإطلاع المبكّرَين.
هذهِ الفرقةُ البراقة من طبيبات وأطباء المستقبل رأوا أنهم، من الآن، يجب أن يقرعوا الجرسَ الكبيرَ، جرس الوقايةِ الصحية من أخطر الأمراض التي تعثو بشعبِ هذه الأمة، وعلى رأس القائمةِ؛ السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم.. لذا كرّسوا الوقتَ والجهدَ، وعليك أن تعلم أن طالبَ وطالبة الطبِّ ربما يساعدهم أي شيءٍ على الواقع إلا الوقت، فهو خصيمهم الدائم، هو الترابُ الذي ينزلق من بين أصابعهم مهما شدّدوا قبضة اليد.. ومع ذلك استثمروا آخر قطرةٍ في ماء الوقت الذي يغور سريعا في حياتهم، ليس من أجلهم، ولا تكريساً لدراستهم، وإنما أقاموه لنا.. من أجلنا، حُبـّا فينا.. وابتداءً، إظهاراً إشراقيا لمحبة اللهِ في محبةِ عباده.
أسماءٌ لو أخذَتْ مساحةً كل الجريدةِ لتضرعتُ تضرّعاً من أجل ملءِ الصحيفة بها، فهم وهُنّ روادٌ في مجالهم، في مجال التوعية من أجل صحة أفضل في معرضٍ نظموه في مبنى سوق الراشد بالخبر، وتشكر إدارته على المساهمة في إفساح المكان للتنظيم، وأمتلأ المعرضُ بالزوار، واشتغلت خلايا النحل من طبيباتٍ وأطباء المستقبل قبل الافتتاح.. وكأن انبعاثاتٍ لدُنيةٍ تجلت من أجل الانعتاق للعمل التطوعي هدفاً بلا غاية.
أسراء الزيد، فهد الزهراني، سارة فيصل، فيصل فلاتة، أسامة المسعري، لطيفة المعيبد، خالد الصومالي، رجاء مكي، علي خواجة، فاطمة الحرز، حسام الغامدي، رشا فيصل، حسن العلي، سمية أكبر، أسراء الجامد، زهراء القديحي، جمانة المشيخص،نور بوخمسين،دعاء البقشي، علي الأحمد،محمد التريكي،سنيه باش أعيان،محمد التريكي،ايمان السلطان،مؤيد الشخل..
أسماءُ هؤلاء البناتِ والشباب أفخر أن يكونوا قلادة استهلال زاوية كسُلـَتْ فنامت، لتنهضها مولداتُ الفتوّةِ الهادرةِ ذكاءً وعطاءً.. وعبقريةِ حبّ.
وإني أكيدٌ من أن مديرَ جامعة الدمام سيدعو هذه المجموعة الكوكبية، أو يزورهم، وسيشكرهم وسيشجعهم، وسيكون مديرُ الشئون الصحية مسانداً شخصيا يشد على كل يدٍ شابةٍ أنتجتْ العملَ. فالحقيقة هم امتدادٌ وإنجاح لهدفهم الاستراتيجي ولكن بالميدان، بين الناس.. أو ليسوا هم بناتُ وأبناء الناس ؟!
عندما تقدّمَتْ أمامي الشابة «إسراء الزيد» بالمقص إيذانا بقص شريط الافتتاح، عجبتُ أن الشريط في آخر المعرض لا أوّله، أي بعد أن أنهينا جولتنا به، لم تتركني اسأل فكان جوابُها برقياً: «نحن لا نحتفل في البدايات، بل نحفل بالنتائج..» صَح يا إسراء!