سنة النشر : 05/12/2009 الصحيفة : اليوم
يحبّ شبابُ المنطقةِ الشرقية زفّ نبأٍ جميلٍ إلى أهل المنطقة، وهو اكتمالُ الظهورِ الرسمي لـ «جمعية العمل التطوعي» بالمنطقةِ بموافقة وزارة الشئون الاجتماعية على عملِها ومقتضياتها وأهدافها.
وستكون جمعيةُ أعمالٍ تطوعية مدنيةٍ متشكلةِ الألوان، تخدم مجتمعَ المنطقة ومدنَها ضمن طيفٍ واسعٍ من التخصصاتِ والأعمال، وتكفلُ مرونتُها الواسعة لاحتواء الأعمالِ التطوعيةِ ذاتِ الفائدة والقيمة المضافة في المستقبل.
إنها مظلةٌ عامةٌ لأعمالٍ تطوعيةٍ حاليةٍ، وأعمالٍ توقعيةٍ مستقبليةٍ تحت نظام التطوع العام في المملكة، على ان صفة الجمعية الأكبر أنها تحملُ الروحَ الشبابية، وتكاد تكون من ألفها إلى يائها شبابية، لولا إصرار الشبابِ أنفسِهم على الاستفادة من الحنكة الإدارية والذخيرة الزمنية التي سبقهم بها جيلٌ أكبر .
فهناك من هم أصحاب خبراتٍ في مناصب هامة، ويحملون علماً زاخراً، وعقولاً متجددة العطاء، يشاركون في وضع خططِ واساليب وإجراءات الجمعية، يضعون فيها بذرة مهمة، وهي بذرةُ النموِّ وتجدد العطاء.
ونعتقدُ أن هذه الجمعيةَ ستكونُ فتحاً عملياً يطل على ميادين التطوع الواسعة في أكثر من محفلٍ وميدانٍ ومجال، بل إن الثمراتِ صارت تتدلى من هذه الشجرة، بينما تعاد تسوية تربتها الرسمية. إنها تتكونُ وهي في البدء، ولن تكون كاملة الاكتمال أبداً، لأن الطريقَ نحو التقدم يجب أن يبدأ، ويجب ألا ينتهي. فمن طبيعةِ التطوّرِ عدم الاكتمال.. بل السعي لتحقيق الأفضل، ثم الأفضل، ثم الأفضل.
لن تكون الجمعيةُ قاصرةً على جغرافيا محددةٍ في المنطقة، فكلُّ مدنِ المنطقة تنضوي تحت هذه الجمعيةِ متى أرادت، وكل عملٍ تطوعيٍّ حاضرٍ أو في ضمير القادم من الأيام باختلاف توجهاته وأنواعه سيكون مرحّبا به تحت ظلّ شجرتِها، وله أن يضيف لها ثمرةً من الثمراتِ على أغصانِها، وله أن يجني ما يكون وراءَ الثمر، وسيعمل القائمون على هذه الجمعية التي وُلِدَت كبيرةً، بآمال كبيرةٍ، وبتطلعات أكبر، بأن يكونَ لكل عملٍ ينضوي تحت مظلتها استقلال معنوي تنظيمي بتكوينه ودوافعه وأهدافه الأصلية إدارياً ومالياً، طالما أنه يخضع للنظام التطوعي العام للدولة، ويراعي ضرورة الإشراف الظرفي العام للجمعية، وهدفُها العام وهو العملُ المدني بالتخصيص.
يعقدُ قريباً الاجتماعُ التأسيسي للجمعية ليتشكل مجلسُ الإدارةِ في دورتِهِ التأسيسية الأولى، التي ستكون ممثلية وزارة الشئون الاجتماعية حاضرة فيه، ومؤسّسو الجمعيةِ الروّاد ..
ويتطلع القائمون على الجمعيةِ أن تُعلن على العموم خلال حفلٍ افتتاحيٍّ يكرِّسُ في مضمونِهِ وبذاتِهِ رسالةً وفلسفةً واضحتين من مقرٍّ مهمٍّ في المنطقة ليحقق من بدايته تلاحماً وإعادة ترتيبِ وضعٍ عادل للأدوار في قطاعٍ مهم .. على أن هذا المكانَ المهم الذي سيُعلن فيه ابتداءَ أعمال الجمعية سيكون خاصّاً الآن، لسبين :
أولا- حتى الآن لم نتواصل مع الجهةِ المقصودة، مع أننا لا نحمل قلقاً أبداً حول ترحيبهم باستضافة انطلاق الجمعية، لعلمنا بحرصِهم على الواجهةِ الاجتماعيةِ الفعَّالة ..
وثانيًا - كي تبقى المفاجأةُ .. مفاجأةً!
ومن ضمن أهمّ أعمالِ هذ الجمعيةِ تفريخ أعمالٍ تطوعيةٍ جديدة، حاضناتٌ اجتماعيةٌ على وزن حاضناتِ الأعمال وبذات الفلسفة العملية والمنظومة العلمية. فكم من فكرةٍ تطوعيةٍ مبتكرة تضمحل وتتلاشى لأنه ليس لها راع ٍ، ولا سند، ولا تدريب ولا تمويل.
عندما تخرج هذه الأعمالُ التطوعية الجديدة من طورِ الحضانة .. يجب أن تستمر تحت مظلةِ الجمعيةِ، أو أن تستقل بنفسِها بعد أن اكتملت للعملِ التطوعي الجديد. وهنا بادرةُ هذه الجمعيةِ الأولى، أنها لن تكتفي بالإشراق كنجمةٍ وحيدةٍ في سماءٍ مفتوحة، بل ترصيع السماءِ بالنجوم!