العصامية

سنة النشر : 12/09/2009 الصحيفة : اليوم

 

تسعدني رابطةُ الأعمال الشبابية التي تكونتْ بالغرفةِ التجاريةِ بالمنطقة، وهي رابطةٌ نشطة وأعطتْ مذاقاً وزخماً وإشراقاً وشباباً على وجه الأعمال في المنطقة. من قلبي، ومن عقلي، أقفُ بحماسةٍ مع الفرقةِ المتقدمة منهم لانتخاباتِ الغرفة القادمة، ولكن بوعد أنهم سيستمرون بهذه الروح المبتكِرة النشطةِ المُحبة لمجتمعهم، إيماناً أن كل ما ينصبُّ خيراً على المجتمع الكبير سينصبّ خيراً في ميزانياتِ مناشطهم التجارية، وقبل ذلك في موازين أعمالهم السماوية.

إن أولَ رسالةٍ يجب أن يقدمها شبابُ الأعمال لمجتمعهم هي تعليمُ الشبابِ العصامية، وليست دائماً العصامية هي شقّ الصخر عبر السنين لبناءِ أمبراطوريةِ أعمالٍ، فتعني أيضاً النجاحَ السوقي الذي يعتمدُ الإصرارَ، ولمعاتِ الأفكار.. أن تبني عملاً بالآلافِ القليلةِ من الريالاتِ قد تنمو مع الزمن إلى عمَلٍ مقبولِ الحجم، ويكرَّس الشابُّ رجلَ أعمالٍ حقيقي يعتمد على مهاراته وموارده ليقدم دوراً لمجتمعه وأمّته، فليس هناك أبداً يا شباب دورٌ صغير ودورٌ كبير، تأكدوا أن هذه أسطورة.. في الآلةِ العملاقةِ آلاف التروس، منها الترسُ الضخم، ومنها الترسُ الذي لا يكاد أن يُرى، ولكن تعطل هذا كتعطل ذاك، وأهمية هذا ، كأهميةِ ذاك.

يعرف شبابُ الأعمال أن االسعودةَ أو التوظيف بقوة النظام لن يكون دوماً المُجدي، فالذي يجب أن يعملوا من أجلِهِ هو أن يجد كلَّ شابٍ أو شابةٍ راغبـَيْن في العمل بعد التخرج من التعليم الوظيفة التي تحتاجهما، وليست الوظيفة التي هم فقط يحتاجونها. وهنا سرّ التقدم العملي، فوظيفةٌ تُحشـَر بها حشراً، ستكون ضيقة بصفةٍ دائمةٍ، وستتسع طلباتـُك وحاجاتـُك، بينما تبقى الوظيفة الحاشرة ضيقة تزدادُ ضيقاً، ولذا نجد أن معظمَ وظائف الطبخ السريع هي من أجل إما رفع نسبة السعودة، أو إظهارها كإنجاز وظيفي يكون الضحية بها الشباب أنفسهم، فبعضُ الشركاتِ تلتفتُ لأمورها بعد أن تحقق رقماً مطلوبا، ولايهمها بعد ذلك أن ترسم مساراً وظيفياً للشباب، ويرتاح الموظفُ الرسمي أنه أنجز المهمة، يومَ أن الشركة أنجزَتْ الرقمَ.. هذا ليس صحيحاً، ولا مُجْديا، وبما أن لاجديدَ بالدور الذي يؤديه الكبارُ بحكم الرؤيةِ والاعتيادِ، جاء دورُ الشبابِ في مجتمع الأعمال كي يقفوا فوق الطاولةِ، ليقولوا : كفى!

كفى.. لن نـُهْدِرَ أهم طاقاتنا البشرية في وظائف لا معنى لها، ولمستقبلٍ لا حياة واعدةَ فيه، ولكن فلنتعاضد في أمرين: في أن يجد الشابُ وظيفة تبحث عنه، أي أن يتوظف حسب طاقاتِهِ الحالية، ثم تنمّيه الشركة لطاقاتٍ أكبر، وهم يعرفون أن هذه لعبةٌ طرفاها فائزان. أو أن يشجّعوا الأفكارَ الشبابية، والسببُ أن كثرة الخريجين ستقلل فرص التوظيف، ولكنها متى وظـِّفـَتْ بعقليةٍ ماهرةٍ في عصامياتِ الأعمال والمشاريع، فهنا فرصٌ بلا نهاية.

على الشبابِ في الغرفةِ أن يقدّموا برنامجاً يهدف لتطبيق أفكارِ الشبابِ عملياً، أفكارٌ بعضها خارقة، ومعظمها ذكية، وعملية، ومعاصرة، ولكن ينقصها العنصران المهمان: مظلةٌ راعية، وتمويلٌ مناسب. هي مشاريع لا تكلـّف كثيرا، ولكنها تروسٌ بالملايين ستكون أهم تروسٍ في مولداتِ الأمة، وستتطـْلـُبُ هذه المولداتُ المزيدَ والمزيد.

إنها دعوةٌ لشبابِ الأعمال ليجتمعوا، ويتنادوا: «كيف سننفـّذ هذا على الأرض؟».. وأنا متأكدٌ أنهم سيبهرون أنفسَهَم بكثرةِ وتنوّع الحلول.