سنة النشر : 28/09/2005 الصحيفة : اليوم
في الأمس كنت أقول لكم عن هؤلاء الصفوة من الناس الذين وقفوا معي حين زللت، بمد أياديهم سراعا لكي يمنعوني من التعثر والسقوط، ويعيدوا توازن تفكيري. وأذكر بالتخصيص الشديد الأخ محمد الشعوان الذي أرسل رسالة عامة للناس يستنجدهم لنصح نجيب الزامل، وبعد تبادل الرسائل معه انتهينا إلى إصراره على دعوتي لداره العامرة، وأخص هذا الرجل الذي يجري في قلبه الإيمان والحب والمبادرة والغيرة، وهو الشيخ عادل بن إبراهيم المحيسن إمام وخطيب جامع الروضة في الخبر ومدير مبرة الإحسان الخيرية بها، الذي تبادلت معه رسائل الخير، حتى زرع ورود الخير في قلبي.. ولم يكتف بل بادر بكرم في أن يأخذ الكتاب القيم (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد إلى مكتبي.. وحرَّص من في المكتب عليه حتى وصلني وأنا في رحلة علاج طارئ.. (وقرأته كما أشرتَ علي يا شيخ عادل بأنه يقرأ في ساعتين، وأنهيته بأقل من ساعتين.. ولكنه فتح طريقا من الضياء لساعات تطول.. وبإذن الله ستطول ما تردد النفـَس.)
لطالما أحببت معدن هؤلاء الناس، يحبون في الله وينصحون من أجل الله.
وأقول إني سعيد بهذه الحماسة المتدفقة من أمثال الشيخ المحيسن، وغيره من العلماء الكرام الذين اتصلوا بي شخصيا أو كتابيا لا يريدون إلا نصحي، وهذا رزق من الله عظيم، فمن ذا لا يشكر ربه شكرا دائما متصلا، حينما يسخر له من يراقبون خطواته حتى لا تنزلق عن عين الطريق. وأشكر لهم هذه الثقة بي، وأشكر لهم هذا الأسلوب المتأدب بالتعامل معي.. وكأنهم ينصحون وهم يرفقون بي مع عظم أهمية النصيحة.. ثم هذا القبول والانشراح والاستجابة القلبية السنية لما أقبل منهم التوجيه وأنا أشكرهم على نصحهم، فإذا هم من أعذب الناس وأرقهم وألطفهم.. وكأنك أنت الذي كافأتهم.. و خذ مثالا، الفاضلة ن. الخالدي بعد أن رددتُ على رسالتها الناصحة لم تنتظر حتى ترد علي برسالة الكترونية، بل فاجأتني برسالة هاتفية تقول: أعتذر لك باتساع المساحات البيضاء في أعماقك، وباتساع مساحات الندم في أعماقي، أعتذر لك بحجم انكسار حروفي، وبحجم سمو حروفك، أعتذر لك بحجم نبلك في التسامح، بل أعتذر بقدر إحسانك لنا، وإساءتنا إليك ن. الخالدي. من يصدق هذا المنظر المقطوف توا من رياض الحلم الجميل؟ نصحتني بما تتطلبه النصيحة من قوة الوضوح، ولما شكرتها، وطلبت منها ألا تيأس مني.. ردتء عليّ بتلك الرسالة التي قلبت المنطق، ولكن تترك أثرا لا يمحى في قلب يهتز فرحا، وعين ترجف دموعها أسفا وسعدا في آن.
هؤلاء الناس مسخرون لحب الناس، أوقد الله في أرواحهم شعلة من الحب والحكمة والمعرفة لا تعرف إلا أن تضيء أبدا.. بل أرجو أن تفسر لي كيف يقول لي شيخ بمقام عادل المحيسن: قرأت رسالتك، ولا أجد ردا سوى جزاك الله خيرا، وقد أحسنت الظن كثيرا ( يعني أني أنا أحسنت به الظن، أرأيت؟!) ويتابع الشيخ يحفظه الله ليقول: وأرجو أن أكون عند حسن ظن بعض الذي ذكرت!! يعلمني، ثم يشكرني أني أحسنت به الظن! من لا يتولع بحب شخص مثل هذا الرجل المنير الضمير عادل المحيسن؟
أنا أخطأت، وأنا أرجو من الله المغفرة، وأرجو منه أن يشرح لي صدري لتقبل العلم والنصيحة من أهلهما..
وإني شاكر لعائشة ، وأرجو الله لها الرحمة والغفران.. كما أتوسل أمام قدرته لي ولكل مسلم بالعفو والوقاية من الزلل..
.. والسلام عليكم.