سنة النشر : 08/08/2015 الصحيفة : الاقتصادية
.. كتب أخي الحبيب مفيد النويصر تغريدة في "تويتر" بقلق المتخوف على دينه ووطنه بعد تفجير مسجد طوارئ عسير، فقال: "لماذا يستهدفون المساجد؟ حتى نهجر المساجد، ونتجنب كتاب الله، ونخشى كل ملتح مسالم، ثم يصبح ديننا العظيم بمبادئه.. متهما؟!".
كان لابد أن أشارك حبيبي مفيد الشعور ذاته، وهو وأنا نحتاج إلى العزم والإيمان وهما عنصرا القوة والثبات عند تعاظم الظروف، وهلع اللحظات، فكان ردي في سياقه:
"لا تقلق حبيبي مفيد، ستمتلئ المساجد، ولا تحزن فلن يهجر كتاب الله. وسيزيد بإذن الله المصلون بالمساجد، وسيزيد قارئو القرآن".
ورغم الحزن نقول:
إن المسألة لم تعد فقط وزارة الداخلية، بل من استشهدوا هم من قوات الطوارئ، أي قوات تكفل الأمن والراحة في الداخل. لم تعد المسألة فقط في مجال دائرة وقدرات وزارة الداخلية، فلا يمكن لأي جهاز في الدنيا متابعة حركات كل فرد، ومقاصده ونواياه. ولما تكون الظروف منوطة بتصرف فردي من ملايين الأفراد يتعدى الوضع وزارة الداخلية إلى كل فرد منا. كل فرد منا يجب أن يكون وزارة داخلية. هل كان بالإمكان لوزارة الداخلية أن تعلم أن في بطنه حزام الموت؟ كيف لها أن تدري. وزارة الداخلية نجحت، ربما أكثر من أي وزارة داخلية أخرى، في ضبط الأمن في بلد شاسع، ومنعت كثيرا من المصائب أن تحدث. ولكن المصائب تصر أن تحدث ما دام هناك أفراد مندسون بيننا، قد يكونون بعيدين عنا وقد يكونون من القريبين. والأفراد الذين يتحركون بأنفسهم، وهذا كما يتضح تكتيك جديد من قوى الشر حتى لا يكون هناك خيط أو عنقود يمكن تتبعه. الأشرار أقلقونا ولكن لن يستطيعوا إبعاد مؤمن عن بيت من بيوت الله، فالمؤمن يدخل المسجد خاشعا، ويخرج وقد اغتسل قلبه، ولطف جنانه. وإن حدث له حادث فسيكون أكثر حظا بالقرب من الله تعالى وبفردوس الخلود. فماذا يخسر؟ هو رابح في كل الحالات.
ورغم الحزن نقول:
قد تتطاير أفكار الخوف والقلق وتوالي الأحزان لما نعد المساجد التي فجرت هذا العام. قد تتطاير، ولا بأس فهذا أمر طبيعي، فهي ارتداد المشاعر، وردود أفعال العواطف لا يمكن منعها بوقتها، ولكن حذار أن نجعل تلك الأفكار تعشش برؤوسنا فننقل الإرهاب بدواخلنا، في قلوبنا وفي عقولنا، ويأسرنا الإرهاب وهو لم يمسنا، ونعطيه فرصا للانتصار، بينما يتمنى كلٌ مِنا له الانحسار والخسران.
ورغم الحزن نقول:
من أهم عناصر النفسية والعقل البشريين عنصر التوقع. وعنصر التوقع يعني التوجس للمستقبل وماذا سيحدث. فمن يضع هدفا يتوقع له النجاح، يعرف أنه يجب أن يعمل للوصول لهذا التوقع. وعلينا أن نتوقع أن الأمور ستكون أفضل وأكثر أمنا لنا ولأجيال ستخلفنا، ولذا علينا أن نجتهد ونعمل كلنا لتحقيق ذلك بأن نكون متعاضدين لاقتحام أي شر، وتبني أي خير بكل ما نملك من وسائل. ولا نرضى أن نقف فقط حتى يسقط الواقع على رؤوسنا، فعدم العمل أحيانا لا يحدث السكون، بل يحدث عملا سيئا.
ورغم الحزن نقول:
إن قلوبنا تعمر إيمانا، وإن الله معنا في كل ظرف، ولا خوف على من كان الله معه.
يا عسير، لا أراك الله يا جميلة المناطق شرا بعد الآن ولا حزنا. نحبك يا عسير ونحب كل من خطا خطوة على أرضك.
حرسك الله يا وجه الوطن الجميل، حرسك الله..