سنة النشر : 01/05/2009 الصحيفة : الاقتصادية
* "حملتُ أمانتي التاريخية تجاهكم، واضعاً نصب عيني همومكم وتطلعاتكم وآمالكم"- الملك عبد الله، الصفحة الأولى- "الحياة" 8 أيار.
***
* لم أذهب إلى تبوك قط. وعندنا بعض الأعمال هناك، ويصر علي المهندسون أن آتي معهم لتبوك وأتردد وأتعذر بضغط الظروف. وصار أني استجبت لطلب من شريك تجاري وذهبت لتبوك.. ونسيت تماما لما جئت لأجله! وعرفت لأول مرة أن القلب قد يقع في هوى المدن.. ولقد همت حبا في تبوك، وضبا.. ورأيت جزءا ليس الأجمل في بلدي وإنما في معظم ما رأيت. المدينة نظيفة ويغلبها البياض، وهي تعانق بجلال الخضرة المثمرة والصحراء المترامية، كحسناءٍ يجذبها ثمرُ الزرع، وينازعها ترابُ الصحراء.. وهذا قدر الحسناوات. وفي "ضبا" كل شيء منمنم، ولطيف.. إلا الجبال الدهرية وأخدود البحر الأحمر يثور بموجه ويأخذ روحك بسحر امتداده. والملاحظة الأهم هم الأهالي هناك، جميلون في الهيئة، وجميلون في السلوك، ولهجتهم الفخمة التي تملأ الفم بنطق ألفاظها، غنية بمقاطع الأدب والتهذيب والتنميق في الاحتفاء.. باختصارٍ خانق: منطقة تبوك قصيدة يكتبها سحرُ الجمال الإنساني، وجلالُ الطبيعة، وروائعُ الإنجاز.
***
* وتقرير في الصفحة الاقتصادية في جريدة "الحياة" عدد 8 أيار، بعنوان "السخرية حتى النخاع تسيطر على منتديات الأسهم"، أعده الأستاذ حسن الحارثي من الطائف، وهو يتعرض بأسلوبٍ خفيفٍ وذي إيقاعٍ سريعٍ لما يجري من مرارة السخرية في وضع متعاملي السوق المزري، ويختار عدة تعليقات شديدة السخرية والمرارة، وصدق التعبير.. اخترت أنا منها هذا التعليق لأحدهم واصفا أسباب تراجع السوق قائلا:" هذا ليس جني أرباح، هذا جني أرواح!".. ويذكرني هذا بقول الحجاج الثقفي للمتعاملين بسوق الأسهم:" أرى رؤوسا قد أينعت، وحان قطافها!".
***
* ويكتب جهاد الخازن في جريدة "الحياة" عدد 8 أيار مقالا في عموده "عيون وآذان" مستهلا به عن بناء الولايات المتحدة سفارة ستكون أكبر سفارة أمريكية في كل العالم.. ولم لو يكمل الأستاذ جهاد الخازن إلا بوصف السفارة بـ:" محطة البنزين" لكفاه تعبيرا ساخرا وصادقا عن أطماع الولايات المتحدة في العراق. لذا عندما يتكلمون عن ارتفاع أسعار البترول في السوق الدولي فلا بد أن يشار بأصابع الاتهام إلى محطات البنزين الأمريكية. شيء آخر: محطات البنزين أسرع المباني قابلية.. للانفجار!
***
* وهذه قصة كما تقول شهرزاد تـُكتب بمآقي البصر لتكون عبرة لمن اعتبر، نشرتها "الريدرزدايجست" الأمريكية في عدد شهر أيار (مايو) 2006 بعنوان لمعات عبقريSparks of Genius عن موظف محطة إذاعة كبير اسمه "جون كانزيويس" يصاب بالسرطان الليمفاوي، ويتعرض للعلاج الكيميائي، ويتقطع قلبه وهو يرى الصغار المصابين بأمراض السرطان يدخلون متوردي الخدود وببسماتٍ ملائكية، ثم يراهم بعد العلاج الكيميائي واهنين زائغي الأبصار بجمود الدمى التي ترقد بجانبهم. فتلمع فكرة برأسه نابعة من خبرته في موجات الراديو.. القصة طويلة ومؤثرة جدا، وذروة في الإصرار الإنساني لمّا يتضافر القلب مع العقل.. فكرته تختصر في أن يحقن المريض بأشعة مثل موجات راديو تحصر فقط الخلايا السرطانية لتقضي عليها بدون أن تتعرض للخلايا الصحيحة. فسبب آلام ووجع العلاج الكيميائي أنه يخبط عشوائيا في منطقة العلاج فيضرب الخلايا المصابة مع الخلايا الصحيحة.. المهم، أن اختراع كانزيوس عُرض على إخصائيي أمراض السرطان والأشعة، وطوَّره طبقا لمعلومات استقاها منهم وجُرب على الحيوانات ونجح، وجُرب على الإنسان وسجل نتائج مشجعة. وهذا فتحٌ لعلاج مرضى السرطان، ويجنبهم آلام المضاعفات ونتائجها، ويرفع مؤشرات الشفاء.. نريد من أطبائنا أن يأخذوا رجائي هذا على سبيل الجد ويفيدوننا حول هذا الاختراع. شيء أخير، تفيد طريقة كانزيوس لعلاج سرطانات الرئة، والكبد، والبروستاتا، والثدي.. ويحزنني أن أقول لكم إنه لا يفيد في حالة سرطان المخترع نفسه!
***
* ومن صفحة الصحة من مجلة "الريدرز دايجست" أيضا معلومة مهمة جدا لأصحاب آلام الظهر، وإلى ظاهرة نتمتع بها هنا في المملكة بشكل واسع جدا، فالمجلة تقول:" الكرش هو السبب الرئيس في آلام الظهر، لذا فإن تخفيضَ الوزن هو مفتاح العلاج. ولتخفيف الآلام التي تشعل أوجاع الظهر عليك تخفيض الأغذية التي تحتوي على "أوميغا-6" مثل زيت السمسم، وزيت الذرة، وأن تتناول مزيدا من الأوميغا-3، مثل السمك والبندق. وتأكد أنك تتناول كميات كافية من الكالسيوم والمجنيسيوم.. هذا لن يؤدي إلى شفاء سحري، ولكن آلامك ستتلاشى مع الزمن.
***
* أحلى الكلام: في قصيدة جميلة وإنسانية للأستاذ "عبد القادر بن عبد الحي كمال"، نشرتها مجلة "أهلا وسهلا" عدد أيار (مايو) 2006، أختار لكم البيتين التاليين:
فعلامَ تبغضني وترقبُ ميْـتـتي؟ أتـُراكَ في موتي ستحظى بالدرر ِ
هَبْني دُفِنتُ مساءَ يومي أو غداً أتطولُ قامتـُكَ القصيرةُ للقمـــــر ِ
مع السلامة..