سنة النشر : 31/12/2015 الصحيفة : الاقتصادية
نثريات الخميس - 40
- استهلال
عندما تريد شيئا، وتريده بقوة، وتعمل من أجل أن تحصل عليه، ومؤمنا أنه ممكن الحصول، فالذي سيكون أن ذلك سيتحقق لك. وهذا هو ما نسميه قانون الجذب.
التغير والظروف
وترين يا حبيبتي أن الظروف تتغير، وأن التغير يكون مفاجئا وقويا أحيانا. والآن نعيش كلنا كأمة ظروفا لم نعتدها، وبالذات الأجيال الأخيرة. جاء وقت المواجهة لظروف الحياة بلا العون والدعم الذي كان. الآن تركنا لنحقق بقاءنا ونجاتنا في هذه الحياة بل والنجاح فيها أو الإخفاق بقراراتنا الذاتية، بإرادتنا الذاتية، وقدرتنا الذاتية على الصمود ومواجهة حقائق صعوبات المعاش الحياتي في كل شيء في حياتنا.. كل شيء. الآن كل فرد في جيلك يا بنتي عليه أن يحقق ما يريد في حياته معتمدا على نفسه دون دعم ولا مساندة، ولذا يجب أن تستيقظ غريزة البقاء الطبيعية التي نامت في داخل أنفسنا، علينا أن نناضل في كل لحظة وليس فقط كل يوم لنصارع الضغوط ونبعدها، وربما تفوقنا عليها، لأننا نعلم ألا حل آخر غير ذلك. يمكن للواحد منا الآن أن يغضب ويحتج ويشكو حتى تنشق حنجرته.. لن يساعده أحد، ولن يسمعه أحد، وإن سمعه أحد فلن يساعده بل سيطلب منه السكوت وعدم الإزعاج. هذه هي الحقيقة التي يجب أن أصارحك بها يا ابنتي وأصارح بها كل جيلك، حتى الآباء بحكم الظروف الصعبة وغلاء كل شيء بين يوم وليلة لن يمكنهم كما كانوا في السابق أن يرفدوا عيشكم، سيكون همهم الأول إعالة من لديهم من الصغار وشؤون المنزل لم يعد في جيوبهم شيء يقدمونه لكم. لذا لا حل إلا أن تستيقظ فيكم غريزة البقاء بكرامة الإنسان الذي لا يعتمد على أحد سوى الله ثم بجهده الذاتي في بناء حياتكم بالعمل والعلم وكل قطرة عرق، وكل شحنة طاقة بلا وقفة واحدة للتذمر أو الكسل، وإلا تركتم في قارعة الطريق. ومن يعلم؟ فعندما يصر كل أحد في جيلك يا ساكنة القلب على مواجهة الخوف وجها لوجه ويتغلب عليه، ويكتشف قوى في داخله كانت غائبة، ويستدعيها لبناء مستقبل تكفل له الحياة كما يريد، سينعكس ذلك بقانون الحتمية التتابعية على ازدهار كامل البلد.. من جديد.
وتذكري أني أحبك.
الموضوع
استدعى هذه الأفكار سؤال سامي النجيدي الذي كان يريد أن يفهم معنى قوة الجذب وهدفه وغرضه. وأقول لحبيبنا سامي إن الأمر بسيط جدا وغير معقد. إنه ببساطة؛ أن ما تستدعيه بأفكارك، سيتحقق. فإن استدعيت بفكرك أنك كسول فإن هذا سيتحقق لك، ليس لأنك كسول، أو أن واقعا فرض عليك الكسل بل لأنك أنت استدعيته بأفكارك، فيتأهب الدماغ ليثبت لك ذلك واقعا، ويعمل بمقتضاه. وإن استدعت افكارك أنك مقاتل صعب وعنيد في معركة النجاح، فإن النجاح سيتحقق لك، لأن عقلك سيجهز لك العدة والسلاح والعزم والشجاعة لتخوض المعركة واثقا. وهنا لن يكون لأحد فضل عليك عند النصر، إنه ما استدعيته أنت لنفسك، فحققته بنفسك.. لنفسك.
وبقي شيء
رغم كل شيء، يبقى أن المحبة، المحبة الحقيقية، هي المركب اللطيف في هذه الحياة. المحبة هدية من الروح للروح، المحبة ليست جهدا مضنيا بل تلقائية مريحة. وعندما بشكل سحري أو لحظي أو مصادفة تتجلى أمامك مشاعر المحبة فاغتنمها، لا تحللها ولا تسأل عن سببها. استرح وانتشِ وتمتع بتلك اللحظات. إنها أثمن ما سيأتيك هكذا.. من السماء.