سنة النشر : 26/11/2015 الصحيفة : الاقتصادية
نثريات الخميس- 35
الاستهلال:
الإيجابية هي مطر الحياة الذي ينشر الفرح في القلوب وينثر الانشراح في النفوس، فترى الحياة بجو جميل ساحر فتحلو اللحظات. والسلبية هي الفيضان والسيول التي تقبض القلوب، وتغرق النفوس في حمأة الخوف والأحزان فتسوء اللحظات. ويحق لنا أن نتعجب من الذي يختار الفيضان والسيول؟
قوة الاختيار:
أفتقدك حبيبتي كثيرا، وافتقادي لك لأني أحبك. وعندما أنظر في مسألة حبك أجد أن هذه المحبة هي التي تهبني الصبر حتى أراك من جديد. المحبة هي الطريق السالك في حياتنا، فتطمئن نفوسنا، وتهدأ أرواحنا إن صادفت ما يثيرها. المحبة هي التي تجعلكِ تصفحين، وهذا أهون عليك من نقل ثقل الغضب والعتب واللوم والشعور بالكراهية الذي يتشبث كالعلَق السام في جدار حياتك فيعيقك عن رؤية الحياة بمنظار صاف لتستمري في طرقها المفتوحة وفرصها الممنوحة. اختاري المحبة يا حبيبتي لأن المحبة تحملك ولا تحملينها، تطير بك ولا تثقل كاهلك.. المحبة عرفتها وجربتها يا ساكنة القلب بأنها حل قوي لأي مشكلة ثم أستمر بحياتي خفيفا. والكره حذاء ثقيل يجعل السير صعبا، وقيد يجعل تحرر العقل أصعب. اختيار طريق المحبة مهما اعترضك من سلبيات يعني أنك اخترت طريق عافيتك البدنية، وصحتك العقلية، وهذا يكفيك ويرضيك لتمسكي اللحظات بإيجابية وقدرة بعقل حر، وأفكار كالسيل المضيء بين دفتي الأمل والطموح. عندما يستيقظ وعيك على الخواطر الإيجابية التي يبعثها الحب ستصلين لشيء مهم جدا يا ابنتي وهو الرضا، والرضا من أهم عناصر الحياة، أو السعادة في الحياة، لأنك أخرت درب الطمأنينة والشجاعة والتصميم على طرد سيل الأفكار السلبية السوداء واخترتِ لطف سقوط الأمطار على الأزهار. وشيء مهم يجب أن أقوله لك يا بنتي وهو أن اختيار الحب ليس إنكارا أو تهربا من الواقع، فالواقع مرآة لما نراه بعقلنا أي بأفكارنا وخواطرنا.. لكن الحقيقة أنك بشجاعة لم تلجأ للإنكار، بل لقوة الاختيار.
وتذكري أني أحبك كثيرا.
الموضوع:
إني من الذين يعتقدون أن بعض أمراضنا نسببها لأنفسنا، فأجسادنا مرآة لما نفكر وما نعتقد به. جسدنا دوما يتحدث إلينا ولكن لا نصغي أو لا نحسن الإصغاء، ولو استمعنا لصوت أجسادنا لتغير نمط حياتنا وعشنا حياة أقل عللا ومرضا، وربما بلا علل ولا مرض. تأكد أن كل خلية في جسدك تستجيب لكل ما تفعل، وكل ما تقول، وكل ما تفكر أو تصدق به. وأكثر ما يضر صحتنا العادات السيئة كلها بلا استثناء تحت مظلة سوداء معتمة كاتمة اسمها السلبية. السلبية لا تبقى مسألة حالة أو مزاج أو سلوك، بل تؤثر في الرأس وفي بقية صحة الجسد. الغاضبون مثلا يفرزون هرمونات مؤذية تضر أعضاء رئيسة في أبدانهم. وكذلك أنماط الغيرة والحسد والكراهية تأكل لحمنا الحي، وتقودنا مع الزمن لمرضين؛ مرض البدن، واعتلال الذهن. عند وعينا المنطقي وحبنا الغريزي لأنفسنا يجعلنا ببديهة اللحظة لا نقبل أن نختار لهيكل أبداننا التهالك والتهاوي. وعينا على هذه اللحظة بالذات بأنه إنما نضر أنفسنا لا غيرنا بإيذاء أبداننا.. ويحق لأي منا أن يسأل: "لماذا أضر نفسي ولا أحد يصله هذا الأذى غيري؟ فلتذهب مشاعر السلبية إلى أغوار الأرض، وأستقبل من الآن الإيجابية لأنها خيار صحتي. ولن أهتم بعد ذلك لمن يقول لي غير ذلك. فهي صحتي أنا لا صحته".
وبقي شيء:
رسالة من هدى ناصر: "لما أردت حضور حفلة مع صديقتي مررت على منزلها، وفوجئت أنها تلبس مثل فستاني، ومثل حذائي وحقيبتي، بل حتى تسريحة شعري. فانتبهت، وراحت لتضع فستانا آخر. وعرفت من ذلك التطابق أننا سنبقى صديقتين مدى الحياة".