نثريات الخميس - 34

- استهلال:

لا تتضايق من المتشائم، فهو الذي يذكرك ويجعلك تسعى جادا لتثبت أن التفاؤل هو المنهج الصحيح. والنتيجة أن رحلة الإثبات ستصنع نجاحك. وموقف التشاؤم سيأخذه بيده لمجلس الفشل، ويبقى هناك.

- مقاومة الحزن:

كيف نتخلص من أحزاننا حبيبتي؟ كلنا نمر بفترة محزنة، نفقد حبيبا، يرحل حبيب، أو يمرض حبيب، أو نصاب نحن بما يسبب لنا الحزن. تعلمت الإنسانية من البدء صغيرتي أن تتخلص من أحزانها. انظري للغتك العربية العظيمة فليس هناك مقابل بلغة أجنبية لكلمة "السلوان" وهي المعنى ذو البعد الجليل للحزن، عندما يكون الحزن ذكرى تغسل جدار القلب بدموع الاشتياق لا الألم، ثم تجلوها الذاكرة لأحداث جديدة وتبقى لمعة الحزن في القلب تشغل القلب ولا تشعله. تعلم الإنسان تلقائيا أن يتخلص من أحزانه مع مرور الزمن، ولكن يا ساكنة القلب، هل فعلا الزمن هو الذي يبرئ الجراح؟ لا. الزمن مدة تحدث فيها أشياء تجعلنا نسلو ذاك الحدث المحزن. إذن ما هي تلك الأشياء التي تحدث؟ إنها ما يسمى بالتخلي عن الخواطر أو الأفكارThoughts Dismissal. وكما قلت لك، إن أفكارا وخواطر تبدل نفسها بنفسها تلقائيا، فيشغلنا الحدث الحاضر عن الحدث الذي مضى فنتخلى عنه ونتبنى الخاطرة الحاضرة، وإن قلتِ الشعور الحاضر فهذا صحيح. أين الدرس؟ الدرس هو أننا نتخلى عن خواطرنا وأفكارنا بأخرى جيدة بمعدل يبلغ آلاف المرات يوميا، ومتى وعينا هذه الآلية التي تكون طبيعية تلقائية، نستطيع بعد فترة أن نعرف كيف نتخلى عن شعور سلبي أو حزين، وتبني شعور جديد، قد يكون تحويله إلى واقع حركي منتجا. خذي مثلا أن الأطباء مثلك يحزنون، ولكن بدل الاستسلام للحزن مع الزمن تحول الفكرة من الحزن إلى مقاومة سبب الحزن بالعلاج الطبي. هي مسألة لو تدركينها ستغير حياتك إلى الأفضل لك ولكل من هم حولك.

وتذكري أني أحبك.

- الموضوع:

هل الحافز المادي هو الذي يوصل للهدف، سواء أكان حافزا من شركة أو دولة أو مجموعة؟ في رأيي من الأخطاء الكبرى العمل مع رجال المبيعات بالحافز دون فهم ما وراء الحافز. دعوني أروي لكم قصتين لتفهموا ما أعني. في القرن التاسع عشر كانت هانوي من ضمن المستعمرات الفرنسية، وامتلأت بالجرذان المسببة لأمراض كثيرة منها الطاعون، فقدمت الحكومة جائزة مادية على كل رأس فأر ميت. هل انتهت الفئران؟ لا. الذي حدث العكس، كثرت. لماذا؟ لأن الأهالي صاروا يربون الجرذان ليستمر الحصول على ذاك الحافز المالي. وحدث في الصين أيضا في القرن نفسه أن أعلنت إدارة الآثار عن حوافز مالية لكل من يجد عظام ديناصور. فصار أن بعض الفلاحين وجدوا بالفعل عظاما لديناصورات منقرضة من ملايين السنين، هل سلموا العظم العملاق سالما لعلماء البيولوجيا الحفرية، لا؟ عمدوا إلى تقطيعه لعديدٍ من القطع كي يتسلموا من كل قطعة عظم الحافز المادي. النتيجة؟ دمروا أهم مكتشفات حفرية في ذاك الوقت. الذي يجب معرفته هو الحكمة أو الهدف من وراء الحافز، فالتركيز على الحوافز فقط عند قسم البيع مثلا في شركة يجعل مندوبي البيع مثلا يحاولون الحصول على الحافز المادي ولو أدى على أمد طويل أو قصير إلى الإضرار بسمعة الشركة. إن الحافز المادي قد يكون مؤشرا خاطئا، وقد ينهي المبادرة الفردية، أو الجماعية.

- وبقي شيء:

تجنب أن تستأجر خدمات شخص بالساعة. فالنتيجة المتوقعة إطالة عدد الساعات، وليس حسم المشكلة.