نثريات الخميس "30"

سنة النشر : 08/10/2015 الصحيفة : الاقتصادية

 

نثريات الخميس ــ 30

- الاستهلال:

حاول أن تجد الجمال في أشياء لا يعيرها الآخرون اهتماما، وأن تؤمن بإن بإمكانك أن تطرق دربا لم يطرقه أحدٌ قبلك. وأنك ستعثر على ملاذات آمنة في الأمكنة التي يظن الآخرون أن ليس بها أي ملاذ آمن. وإذا أردت أن تعمل أو تشارك أو تستثمر فمع هؤلاء الذين يؤمنون بأن العالم ما زال جديدا وأنه لتوّه قد بدأ، وأن تحرص على فضولك البنّاء الذي يقودك ما وراء التوقع. حينها ستصنع مكانا يخصك في العالم.. ثم سيتبعك المتابعون.

ـــ رسالة إلى ابنتي:

أنظري يا ساكنة القلب أنه ليست كل الأشكال مادية فيزيائية. وهنا سأتكلم لك حبيبتي عن الفكرة، عن الخاطرة، وكلاهما من منشأ واحد، من هذا الذهن العظيم الذي تساوي غرفه الصغيرة عدد نجوم مجرتنا، درب التبانة. وسأختار الخاطرة هنا لأنها ستقود إلى هدف رسالة اليوم وهو الحدس أو البديهة. الخاطرة هي طاقة، طاقة من ضوء التي تأخذ شكلا يبنيه وعينا. أي أن وعينا يتخيل الخاطرة ويعطيها شكلا تحركه تلك الطاقة الضوئية. فأنت تعرفين أن لا حركة ولا فعل ولا شعور يتكون أو يكون بلا هذا الوعي. تلك الطاقة الضوئية التي ستمدك بالحدس والانتباه فوق العادي اتركي لها كامل الحرية كي تنساب بكيانك، تدور مع دمائك، تنحدر من فوق من دماغك لبقية بدنك. لابد أن تؤمني أن جهازنا الفكري ليس جهازا ساكنا بل فوارا بالحركة، الحركة التي تدير تروسها طاقات الضوء. إذن في داخل كيانك يا ابنتي نور يهديك بطريقة غامضة غير محسوسة لك بأن شيئا ما سيحدث لو قمت بهذا العمل أو تركت ذاك العمل. قبل أي قرار تأخذينه، عند كل خطوة تضعينها بأي طريق، قبل إبرام أي علاقة من أي نوع ستكون تلك الأشكال الضوئية جاهزة للعمل.. فلا تحبسيها. لا تحبسي النور.

وتذكري أنني أحبك.

ـــ الموضوع:

ثلاثة شباب. فتاة ورجلان، أحدثوا ضجة في عالم وادي السيليكون وجهة عالم التقنية في الأرض. وهم في طريقهم ليبنوا شركة ستقدر قريبا بمئات الملايين من الدولارات. في مهجع من طابق واحد على بعد ميلين من المركزين الرئيسين لشركة جوجل وشركة لنكدن ستجد بابا موصدا لا علامة عليه من أي نوع، ستفتح الباب وتجد قاعة بحجم غرفة اجتماعات بها 17 موظفا، هؤلاء هم موظفو شركة "كونفلوينت"، ومعهم المؤسسون الثلاثة، الذين هم الآن سحرة المعلومات بوادي السيليكون. شركة كونفلوينت تقدم برامج للمعلومات اللحظية Real Time-Data بنظام مفتوح لأكبر شركات الأرض ومنها شركة سيارات الأجرة الحرة التي غطت خدماتها الأرض، وهي شركة أوبر وشركة لنكدن التي تعرفونها. والموافقة هنا لا المفارقة أن مؤسسي شركة كونفلوينت كانوا من موظفي شركة لنكدن السابقين. وها أنتم ترون أن الشركات المبدعة تحمل وتلد شركات صغيرة مبدعة، وتطلقها حرة.. هذه الشركات، وإلا فلا!

- وبقي شيء:

لن نعرف متى ستتغير الحياة فجأة، كما لن نعلم متى سنملك الرؤية الصافية.. وفي الحالتين يجب أن نكون مستعدين لأيهما.