نثريات الخميس "6"

سنة النشر : 15/01/2015 الصحيفة : الاقتصادية

 

نثرات الخميس - 6

- صبري عليك طال، واحترت في أمري:

هذه اللعبة الحياتية بين الأمل والواقع، وبين الحلم وتحقيق الحلم، بين الحب الحقيقي والكره الذي أراه اصطنعه الإنسان لنفسه، وفي قاع الأصل خامة الحب. هذه اللعبة الحياتية التي نضيع فيها بين المعاني النبيلة والمعاني التي تفتقد النبل، نرى الأحداث فيصورون لنا أن نحزن، وربما لو عرفنا الحقيقة لفرحنا. حملات كبرى بين الوهم والحقيقة، نرى أخيارا يزفون لنا الخير وإذا هو الوهم، ويقدم لنا أشرار وربما هم الأخيار.. لا ندري. كل الذي ندريه ولا حيلة لنا به أنه ليس لنا إلا ما نرى ونقرأ. والحال.. "وينك وينك وينك يا طول البال؟"

- رسالة لابنتي:

عبر السنين، يا ساكنة القلب، مرت المرأة بتقلبات وتطورات وصعوبات وتحديات حقيقية. ولم تكن الطرق مرصوفة بغلالات الحرير، بل هي دروب وعرة ملتوية ضيقة وأحيانا مهددة. وكانت دوما هناك البدايات، هذه البدايات دعمتها شخصيات نبيلة لتنال المرأةُ الحظَّ بالتعليم، والاعتبار، وتكريس وجودها المعنوي في الفكر والكرامة والمشاركة في إنماء المجتمع. في هذه الرحلة لابد أن نحتفل بصفات الشهامة والشجاعة والطموح وتقدير الذات التي كانت منارات أضاءت كل الطرق كلما تقدمت المرأة في مسيرة نيل حقوقها. قلبي يفرح لما أرى الآن العالمات والطبيبات والمحاضرات يتوهجن كأجمل ما يكون التوهج. وهناك حلقة مهمة، فيها خطوط تحفظ هذا النجاح وتصون كرامته، هو تمسكك أولا بدينك العظيم، ثم بأخلاقيات مجتمعك، ومبادئ الحق العادلة الإنسانية. وبهذه العدة ستواصلين بإذن الله طريق الظفر..

- شخصيتك:

قد تكون خجولا، وقد تكون عنيدا، وقد تكون شهما وقد تكون بخيلا، وقد تكون عاطفيا، وقد تكون جادا عقلانيا.. فيصفك الناس بوصف واحد فيقولون أنت لطيف، أو عصبي، أو مغرور. والحقيقة أن كل واحد منا خليط من هذا وذاك وتتفاوت النسب، إما لغلبة صفة على باقي الأوصاف، أو لظرف يتطلب غلبة صفة على بقية الصفات. هناك الآن علم ليس جديدا، ولكن بعض العلماء -الله يهديهم- لم يأخذوه بشكل جاد، إلا أن العاملين به جادون كل الجد.. وأنا كمتابع قليل، من الجادين. العلم اسمه علم الشخصية، وهو ليس ما نسمعه ونقرؤه عن مقالات وكتب محاضرات تنمية الذات التي يقوم بها أي مدرب يوجد السلوك المقبول ثم يضعه في قوالب. كلا، هذا علم معملي في خفايا الدماغ الكيميائية والكهربائية والتردد العصبي التواصلي. هذا العلم صعوبته -لتدرك أن شخصيتك ليست شيئا سهلا- إنه مثل من يدور ويدوخ في "قاعات المرايا" فيصعب عليه تحديد الصورة الحقيقية بين عشرات الصور المتفاوتة الشكل وآلاف انعكاساتها. صحيح أن هناك هرمونات تسبب الكآبة، وموصلات عصبية دماغية تجعلك من المرحين وكأنك بنعيم مقيم. وأماكن بدماغك تعمل أو تنطفئ حسب متطلبات اللحظات الخارجية الفورية، وشخصياتنا قد تكون ثلاثة أجزائها جينات وراثية، وجزءان كيميائيان.. ولكن هناك "الخلطة السرية" التي هي الشفرة الدماغية التي يحاول فكها العلماء. هذه الخلطة السرية هي.. أنت.

- الفوز:

الفوز يجمع الخلافات والاختلافات ويصهرها ببوتقة الصف الواحد. كل غيور على وطنه تضايق من التعصبات الرياضية للأندية التي خرجت عن مسطرة الصف الواحد. جاء فوز منتخبنا العريض على كوريا الشمالية ليعيد من خرج لمسطرة الصف. العبرة: علينا دوما بكل مضمار.. أن نفوز.