سنة النشر : 08/06/2016 الصحيفة : اليوم
.. أهنئكم جميعا بشهر رمضان المبارك. وشهر رمضان شهر إنجازات، أو الإيمان بالإنجازات.. الإيمان بالإيجابية والقدرة على التغيير للأحسن، والأهم تحري ورؤية كل ما يدعو لتوليد الطاقة الإيجابية داخلك وحولك. لم يغير هذ العالم، بأمر الله، إلا الإيجابية.
الإيجابية هي العجلات التي قادت العالم لمستويات التحضر الذي نحياه الآن، والسلبية هي العصي التي حاولت أن تتداخل في هذه العجلات لتعطلها. وقوة دوران وسرعة العجلات الإيجابية هي التي تهشم العِصِي التي تحاول إعاقتها. ومع ذلك، يستمر حال الدنيا بعجلات التطور والنماء الإيجابية، وبهذه العصِي السلبية التي تحاول إيقافها أو دحدرتها للخلف.
الأديان قائدة الإيجابية على مر كل العصور، هي التي تنقل من الجهل للعلم، من الظلام للنور. وزد أن الإسلام، وتعترف بذلك كل الكتب المعرفية العالمية الموثقة، يذهب أكثر في مسافة الإيجابية ويدعو للعمل الدنيوي المنتج، وكلنا نعرف النبتة التي أوصينا كمسلمين أن نغرسها حتى لو كنا نعرف أنه اليوم الأخير على الأرض.
ولنتعلم من أحد أكبر الفتوحات العربية وواحد من أهم الفاتحين، فتح الأندلس والفاتح طارق بن زياد، أن نحرق السفن. لم يكن أمام الجيش الإسلامي خيار إلا أن يتقدم للأمام، والتقدم للأمام إيجابية، والنتيجة أن فازت إمبراطورية الإسلام بأكبر كنوزها.
كانت الأجواء الإيجابية في أول العهود الأندلسية سببا لظهور خيرة الشعراء، وأعادت صياغة الذوق العربي في النثر والقصيد، وفتحت الآفاق لأعظم مفكري التاريخ مثل ابن طفيل وابن رشد وابن عربي «طبعا في شِقـِّهم العقلي العلمي المحض».
نعم، علينا أن نحرق السفن التي بها سوداويتنا، وجلدنا النقدي لظهورنا بأحرّ السياط وأشدها لسعا. أن نحرر أنفسنا من أنفسنا، أن نقنع ذواتنا من داخل ذواتنا أننا مثل بقية خلق الله في القوة العقلية والبدنية، وأحيانا أكثر. فنحرق سفينة البضاعة السلبية الثقيلة المعيقة، ونتجه صوب آفاق واعدة في البناء. بناء أمتنا، بناء مجتمعاتنا، إعادة تأسيس مبادئنا وأهمها الثقة في استطاعاتنا وإمكاناتنا.
لذا بدأتْ بهذه الجريدة النسخة الطليعية الأولى لمشروع أُفردت له صفحة كاملة، وكان اقتراحي أن تسمى منجزات، وتفضل السيد رئيس التحرير عبدالوهاب الفايز وأضاف صفة «وطنية»، وصار الاسم أكثر جمالا وواقعية، فصارت «منجزات وطنية».
ولما بدأنا نتلفت للمنجزات الوطنية حولنا تكاثرت علينا. ذهلت من كثر الإنجازات الكبرى، وفخرت، بإنجازات فردية علمية وعملية تفوقت عالميا.
ونحن، أو بعضنا، مصر أن يضع على عينيه حاجز الرؤية الذي يوضع على حصان السباق فلا يرى إلا مضمارًا واحدًا، حاجز رؤية يجعله لا يرى سوى مضمار السلبية بكل شيء، حتى بالإيجابيات ذاتها.
وبعضنا للأسف حقق مهاراتٍ فريدةً في التفتيش عن ابرة السلبية في تلّة من القش.. ثم يجدها.
بدأنا بمشروع مركز القيادات بشركة الكهرباء السعودية، وهو مُعد بأعلى الطرازات العالمية، فمجلس أمناء المركز ممثلون من أكبر جامعات الدنيا وشركاتها. والتي تدير هذه المنظومة العقلية فتاة سعودية شابة تفوقت في هذا المجمع العالمي المتقدم.
وقصص الإنجاز كثيرة، وآتية بإذن الله.
بشرط أن نتفق على حرق سفينة السلبية!