سنة النشر : 29/08/2008 الصحيفة : اليوم
.. أتقدم لكم جميعا بالتهنئةِ لحلول شهر رمضان الكريم، أعاننا الله على صيامه وقيامِه .
من الدكتورة سارة م.خ – مدرسة الأدب المقارن، ونشكر لها ثقتها، وحال قانون عروب عن بقية الأسئلة الممتازة : لماذا كتبتَ أن جبران خليل جبران لا يقارن بالقدرات العقلية لبعض معاصريه؟
- لم يكن جبران صاحب عقليةٍ بحثيةٍ أو دراسيةٍ أو نقديةٍ أو علميةٍ مثل معاصريه الكبار ميخائيل نعيمة، أو الريحاني، أو العقاد، أو أحمد أمين، أو طه حسين.. ولكنه كان رساما طوباويا، وكاتبا حالما، ومصورا رائعا للكلمات والتعبير والمشاهد. كما أن لغته العربية لم تكن جيدة الإحكام لذا لما زعل على النقاد يا دكتورة كتب مقالا بعنوان : «لكم لغتكم ولي لغتي» .
متى وكيف كتب جبران باللغة الإنجليزية، وهل هو الوحيد؟
- لا، كل زملائه في الرابطة القلمية بنيويورك كتبوا باللغة الإنجليزية ، بل ان ميخائيل نعيمة كتب بالإنجليزية وبالروسية أيضا التي يجيدها باتقان أهلها. غير أن جبران لما بدأ الكتابة بالإنجليزية ( بعد العام1920م)، لم يعد أبداً للكتابة بالعربية .. حتى مات. ولذلك قصة طويلة أرسلتها لك يا دكتورة مع الاحترام.
هل تعتقد أن كتابته بالعربية والإنجليزية متساوية بالقيمة النقدية ؟
- لا، على الإطلاق . حين تقرأين مقالاته وكتبه وقصائده بالإنجليزية فستجدين أنه اكتسب عمقاً وجلالا صوفيا، وتأثر بالدراسات الأوروبية، وبالفلسفة البوذية، وبالشعر الأمريكي، واستلهم من الإنجيل بعهدَيْه .
ومن الزوجين السعيدين، هذه الأسئلة (ق.ع) : قررنا أن نصبح شخصا واحدا فهل هذا سيجعل حياتنا أقوى وأسعد؟
- طبعا.. إلا إذا قرر أي منكما أن يكون هو هذا الواحدُ .. وحدِه!
قررنا ألا نغار على بعض أبدا ؟
- لا، فهذا يعني ألا تحبا بعضكما أبدا.. الحب والغيرة وجهان لعملةٍ واحدة .
قررنا أن نحتكم لاسألوني عند أي خلاف، ما رأيك ؟
- مبدئياً.. نحكم عليكما بالحبس في رياض السعادة والتحاب إلى الأبد!
ومن أيمن التراقوة – الأردن : لمن هذا البيت، «ما أضيق العيشُ لو لا فسحةُ الأمل» ،وما هي أول القصيدة والبيت الذي يسبقها ويليها ؟
- ما شاء الله يا أيمن من أول سؤال ؟ .. ذاك كان عجز البيت أما صدره فهو : أعلل النفسَ بالآمالِ أرقبُها ما أضيق العيشَ لولا فسحة الأمل فـ(العيش) مفتوحة يا أيمن وليست مرفوعة. والقصيدة هي من لامية الطغرائي الشهيرة، وأولها : أصالةُ الرأي صانتني عن الخطَلِِ وحِليةُ الفضلِ زانتني لدى العـَطـَلِ والبيت الذي يسبق : لعله إن بدا فضلي ونــقصُهــُُــــمُُ لعيـْنـِهِ نام عنهم أو تنبــــــــــَّـه لي والبيت الذي يليه : لم أرضَ بالعيش والأيامُ مقبلــةٌ فكيفَ أرضى وقد ولـَّتْ على عَجـَلِ
ومن «الولد الشاطر»، وهو شاطرٌ فعلا : أليست الشمس من غاز، فكيف اذن تدور على محورها وهي ليست صلبة ؟
- سؤال صفقتُ لك فيه كثيرا يا شاطر.. صحيح الشمسُ ليست جسما صلبا متماسكا فلا يمسك بعضها بعضا، من أجل هذا يدور جزؤها الذي عند خط استوائها دورة يتمها في 25 يوما . وتقل سرعة الدوران بالتدريج كلما علونا ناحية قطب الشمس، وهبطنا للقطب الآخر.. فعند مناطق القطبين وجدناها تتم دورتها حول المحور بأكثر من 30 يوما .
تعقيب: () الغريب أن جبران، وربما من غير قصد، امتنع فعلا عن الكتابة بالعربية بعد ان أخرج بها ثمانية كتب، ثم توقف عن الإنجليزية والكتابة نهائيا قبل مدة من وفاته وقد وقف عند ثمانية كتب بالإنجليزية.. أيضا.
في أمان الله..