إنسان

سنة النشر : 01/05/2009 الصحيفة : الاقتصادية

 

* جمعية "إنسان" رعت خلال عام 1420 أي قبل سبع سنوات 130 يتيما، وترعى حاليا 20 ألف يتيم, في حين وصل جهدها لتغطي مدينة الرياض ومحافظة الخرج, وإن شاء الله, ستكون لها فروع في بقية محافظات منطقة الرياض خلال السنوات المقبلة."- الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

***

* "إن ما صرح به عوض الردادي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بأن تبرعات القطاع الخاص للجمعيات الخيرية خلال العام الماضي بلغت نحو 1500 مليون ريال، دفعت كصدقات وزكوات ومساعدات لكل الجمعيات الخيرية المسجلة في الوزارة هذا عدا مئات الملايين التي يتبرع بها القطاع الخاص مباشرة لبناء المدارس والمساجد وغيرها من أعمال الخير كل في قريته ومدينته." الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزامل- رئيس شركة الزامل القابضة.

***

* وترى من المقتطفين السابقين ومن واقع تجربة "إنسان" العظيمة كيف أن نهضة المجتمع من واقع العمل الخيري هو عمل تكافلي وتكاملي بين الجهات الرسمية، وكبار المسؤولين، وقطاع الأهالي على العموم، إنها المعادلة المعيارية لكي يكون المجتمع ناهضا ومتقدما ومتكافلا.. ويوثق العمل الحثيث لربط عناصر الأمة ضمن سلسلة محكمة من التواصل والإحساس والتفاهم .. والخير.

***

* كتاب الجمعة:كتاب يعطي مفهوم القناعة النفسية الكبرى بالعمل الإنساني لكل إنسان لمجرد أنه إنسان يحتاج إلى عون، ما أسميه بالقيمة الإنسانية العالمية. وعنوانه "ترك مايكروسوفت لتغيير العالم Leaving Microsoft to Change the World" ألفه "جون وود" الذي ترك منصبه الرفيع كمسؤول عن شركة ميكروسوفت الكبرى في كل آسيا، فقط لأنه زار مدرسة فقيرة في التبت فقرر أن يتبرع لها بكتب، ثم أخذه الشغف بما أحدثه من تغيير فوري إلى أن يتابع العمل حتى لم يجد وقتا لوظيفته فانسحب منها وتفرغ تماما لشغفه في مساعدة مئات المدارس المحتاجة وتبرع بمئات الآلاف من الكتب.. أما هذا الشغف فهو تغيير العالم الذي يصل إليه بدافع القيمة الإنسانية العالمية.. جون وود.. "إنسان!"

***

* وجاءني في بريدي الإلكتروني رسالة من القارئ اللطيف "محمد بن عبد الرحمن" يقول فيها: " .. لقد ضحكت حتى كدت أقع عن عتبة باب منزلي وأنا أراهم يعبثون في جدار منزلنا، ويركبون صناديق البريد الجديدة، ولم أستطع الاحتجاج أو حتى السؤال فقد قهرني الضحك حتى منعني من إبداء كلمة واحدة.. أردت أن أقول: إني لم أتصل لطلب الخدمة، ولكن الضحك يبّس فمي، أردت أن أقول إنه لن تصل رسائل إلي لأني لا أستطيع حتى وصف منزلي، ولكن الضحك غلبني وأنا أرى الصندوق يتهادى فخورا.. ضحكت لأنه مثل حلم عبثي، أو في مسرح اللاواقع.. بل إن ما يفعله البريد هو فن عبثي وجودي حداثي ضد كلاسيكياتنا وعاداتنا وثوابتنا.. أود أن أحتج، أن أقول شيئا ولكن الكلمات تمتنع لأنك لا تجد الكلمات عندما يكون الحدث أكبر من منطق الأمور.. وبينما أنا أضحك، هل تحتج عني؟ هل تعلق نيابة عني؟.. ها..ها..ها." وأقول لقارئي الساخر الضاحك أن كل ما يخطر علي الآن هو أن أحول رسالتك (أو شكواك الضاحكة) إلى الكاتب الكبير عبد الله باجبير.. لعل ضميره يصحو ويرعوي، بحكم أنه من أكبر مؤيدي خدمة بريد واصل، وربما كان هو صاحب الشركة المنفذة بحكم هذه الحماسة في عشقه لصندوق واصل.. هداه الله.

***

* ومن "الأسشويتيد برس" في السابع من أكتوبر الجاري نشر مقال بعنوان:" برغم اكتساح أمريكا جوائز نوبل في العلوم، مازال معلمو العلوم قلقين." ويفصح المقال أن هذا الاكتساح ملأ الأمريكيين فخرا بما أنجزته معامل البحوث والجامعات، ولكن هذا لم يمنعهم من طرح سؤال آخر:" ما الذي لم تنجزه المدارس والفصول؟! " وأسألكم هل تصدقون ذلك؟ في وسط حصول خمسة علماء أمريكيين على كل جوائز نوبل لهذا العام في الطب والكيمياء والفيزياء، تجد أن الخبراء التعليميين الذين يستشهد بهم المقال كلهم يتفقون على أن الذي حدث لا يعكس مستوى تدريس العلوم في المدارس، وأنه مازال ضعيفا ومتراجعا، وأن دولا مثل سنغافورة والصين وأستراليا تتقدمهم بمراحل.. أي أن الذي حدث هو إنذار خاطئ، ودللوا بمسوحات على معظم طلاب المدارس فوجدوا معظمهم يعتقدون أن الديناصور مشى مع الإنسان قبل مئات الملايين من السنين، ولا يعرفون الفرق بين الذرّة والنواة.. والمقال يصرخ بأن الأمة تعاني مشكلة تعليمية في العلوم، وأن الذي صار في السويد ونيل علماء أمريكا كل الجوائز، لأن التقدم منصب فقط في معامل البحث والجامعات، بينما أهملت المدارس. أسألك سؤالا: لما فاز العالم المصري محمد زويل في جائزة نوبل؟ هل فتح المصريون ملفات التعليم في المدارس أم فقط أقاموا الحفلات والليالي الملاح؟ لو فاز عالم سعودي فهل تتصور أن جريدة واحدة رغم الفرح ستنظر إلى الحقيقة التعليمية في البلاد؟ هل عقـّب مربٍّ تعليمي واحد على الأخبار والهلليلات في بعض الصحف عندنا لأن فتاة سعودية تفوقت في وكالة الفضاء الأمريكية، وأخبرنا لماذا تتفوق البنت السعودية في أمريكا، ولا يتفوق عالميا بناتنا وأولادنا في مدارسنا؟ ما العيب أن ننتقد ونعيد ونراجع وسائلنا التعليمية استراتيجيا؟ الأمريكيون رغم كل جوائز نوبل لم يروا في ذلك عيبا.. بل الغريب أن التربويين هناك رأوه نذيرا ومؤشرا لخطأ تعليمي.. أعتقد أن من أسرار تفوق الأمم أن الفوز لا يخرجهم عن عقولهم!

***

واشكُرْ فضائلَ صنع اللهِ إذْ جُعِلتْ

إليك، لا لك، عند الناسِ، حاجـاتُ

قد ماتَ قومٌ وما ماتتْ مكارمُـهـم

وعاش قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ‏