سنة النشر : 14/07/2016 الصحيفة : الاقتصادية
أنت كأي شخص آخر على هذه الكرة الأرضية:
عليك أن تؤمن إيمانا قطعيا بعقلك، هذه الأداة المعجزة، التي لا يضاهيها شيء بالكون، ومنحها الله لكل واحد منا. وكل تأخر يصيبك فهو ناتج عن تقاعس يجعل هذه الآلة تعمل ببطء. وأقول لكم شيئا فسيولوجيا حقيقيا، إن هذه الآلة التي هي الدماغ تتعب من الإبطاء، وتزدهر وتصح وتتوسع إدراكا وذكاء، كلما زادت سرعة ودوام استعمالها، لذا تجد أن من يستخدم دماغه بالقراءة وتحصيل المعارف والتحدي الذهني وتأجيج الخيال الفعال يكون هو الأبعد عن أي انحلال دماغي، أو إصابة ذهنية مزمنة. كل ما في الأمر ما قالاه أكبر عقلين بالقرن العشرين؛ أينشتاين الذي علمنا أن الإبداع عبارة عن 99 في المائة اجتهادا، 1 في المائة ذكاء، والآخر هو أديسون الذي جرب مئات الطرق الفاشلة في محاولة الاختراع، وكانت هي أهم دروسه الحقيقية، لماذا؟ كي لا يقع فيها مرة أخرى، فاختصر الطريق بنسب كبرى في الاختراعات الأخرى. وعندي هذا الشعور أن الدماغ يحتاج إلى التشجيع الإيجابي النفسي، لأنه يتسلم رسائلك أنت من عقلك الباطن، فإن أرسل له أنك عاجز وأقل من غيرك فإن العقل بقدراته الهائلة سيقنعك فعلا بأنك عاجز، وهنا تكون أنت لا أحد غيرك سبب عجزك. وكذلك إن وصلته رسالة إنهاض وثقة فسيقنعك بقدراته أنك كذلك، فتجتهد وتكد من أجل النجاح وأنت تعلم أن في جمجمتك دماغا لا حدود لقدراته. فيثبت أنك كأي شخص آخر في الدنيا، فلا تهزمك مفاجآت الظروف وتمتلئ بالثقة الأكيدة وأن باستطاعتك أن تحقق أي شيء.. أي شيء. حالنا حال غيرنا. ارفع كمومك عن ذراعيك الآن وخاطب عقلك برسائل التعزيز والثقة وامض بالطريق وستحقق ما يدهشك أنت عن نفسك قبل الآخرين.
احترم نفسك:
احترم نفسك.. رجاء.
معنى احترام النفس هو القبول والرضا والتقدير لنفسك، فأنت أنت مهما كنت. احترام النفس أيها الأحباب هو القاعدة التحتية أو البنية التحتية التي تقوم عليها تأسيسات كل أفكارنا ونوعها وقوتها وفورتها. وأما الأعمدة المتداعية لبنائك الفكري والأدائي والسلوكي تأتي عندما لا تقدر نفسك ولا تقبلها ولا تقدرها. لا شيء يمكن أن تقوم به بشكل صحيح بدون أن تكون محترما لذاتك. وانظر حولك للواثقين بأنفسهم والراضين بكونهم هم، سترى كلا منهم يقود حياة سعيدة، وهم مبتسمون متفائلون ومشرقون. كما عليك أن تنظر لأولئك المحتقرين لأنفسهم بدون أن يعلموا، وهؤلاء يتسمون بالسوداوية والنظر لنجاحات الناس وتفوقهم بالغيرة العاجزة، لعجزه عن تحقيق ما حققه النابهون حوله؛ فتراه يرجمهم بحجارة النقد، ولا يكظم الغيظ، فينتقد الأشخاص لا الآراء والأفكار، لأن لا حيلة له لعجزه الذهني إلا رمي حجارة الانتقاد، الذي يصل أحيانا إلى أن يكون منفرا وبغيضا. وهم يعلمون ذلك لأنهم يحتقرون أنفسهم. فيحاولون تحقير الآخرين. وقرأت تعريفا لإحدى المتابعات في «تويتر» تقول فيه جملة قصيرة جدا أعجبتني بجمالها وعمقها وصحتها، وعبرت عن كل شيء وتلك الجملة هي: "مشغولة نفسي بنفسي".
.. يا سلام!