سنة النشر : 18/04/2016 الصحيفة : الاقتصادية
«الصديق الحقيقي يتفهم ماضيك، ويؤمن بمستقبلك، ويقبلك كما أنت عليه في الحاضر»
عندما تقرر أن تحدث تغييرا في حياتك للأفضل، كأن تتعلم أو تتدرب أكثر، أو تخطط لفرص جديدة تحسن من ظروف حياتك، يكون الصديق الحقيقي داعما لك ومؤمنا ومساعدا ومحفزا، كما أنه يكون من المبتهجين الفرحين متى تحقق لك النجاح. في مناسبات معينة تكتشف أن من كنت تظن أنه صديق حقيقي يعمد إلى انتقادك والتقليل من جهودك، وعدم تقدير طموحاتك ويستصغر التزامك لتحقيق أهدافك.. هنا يحين الوقت لإعادة تقييم هذا الصديق.. وهذه الصداقة.
«الغنى الفعلي هو ليس بعدد حجم مقتنياتك.. بل بقلة رغباتك»
سمعتم هذا الكلام من قبل، ولكنه يبقى من أكثر حقائق الحياة نفعا وراحة نفسية. فنحن لا نحتاج في حياتنا الضرورية، بل حتى شبه الضرورية إلا للقليل، ولكننا نحب أن نبالغ باقتناء أشياء فوق حاجتنا، وبعضها فوق قدرتنا على الاستفادة منها، وبعضها يبقى عددا لا نستفيد منه في حياتنا، فيكون خسارة محققة، ونعرف ذلك ونستمر وكأنها حالة إدمان على الاقتناء. من صفات العصاميين والناجحين في الحياة أنه لا تغريهم المقتنيات والكماليات والتفخم في الاقتناء. سمعت الخال إبراهيم السحيمي شقيق والدتي، رحمه الله، أكثر من مرة وهو ويقول: "دعوت ربي أن يكون عندي مليون ريال.. والآن عندي مشكلة، صار لدي أكثر من مليون!" وحرص قبل وفاته أن يوزع كل ما كسب في أعمال الخير ليخرج من الدنيا كما دخل إليها، لذا كان راضيا سعيدا وحكيما ونحب أن نتحلق حوله لما يشحنه في نفوسنا من بعوثات الرضى.. وكان يقول وبسمته الناصحة تدخل بوابات قلوبنا وعقولنا: "لا تقتنوا شيئا أو تشتروه ثم يأتي يوم تندمون على ذلك، لأنكم لم تستفيدوا منه". الحقيقة الوعي على ذلك هو الأهم، لأن البعض يقتني لا لسد حاجة من حاجاته الأساسية أو حتى شبه الأساسية.. بل للتباهي بها. في رأي الخال إبراهيم، رحمه الله، أن المقتنين للتباهي مرضى ويجب أن يتعالجوا. الذي أخافه أن أكون من بين هؤلاء، وأرجو أن تخافوا أنتم ذلك أيضا!
«لا بأس بالشعور بالتخوف.. ولكن اهزمه»
كثير من الناس يحب ما يسمى بمناطق الراحة. خذ أن موظفا يتقاضى راتبا، فتجده لا يريد مثلا أن يقدم على عمل أو مشروع لزيادة دخله تخوفا من فقد هذا الارتكان المريح الذي يعيشه، ولكن هذا الارتكان يحبسه عن التطور، ويقيد قدراته لرفع مستوى معيشته. من نجحوا في الارتفاع بمستوى حياتهم واجهوا تخوفاتهم وغادروا منطقة التواكل والرتابة والكسب الضيق ليجربوا اتساعات أكبر ويتحرروا من قيد الدائرة الراكدة للراحة. مواجهة التخوفات في الخروج من دائرة الراحة لا تعني أبدا التهور وإلا كانت خسارة محققة، بل تكون أولا العزم على اقتحام تخوم جديدة ثم الدراسة المتأنية لما أنت مقدم عليه مع علمك أن جزءا منه لا يمكن أن تعلمه لأنه في طوايا الغيب. علينا أن نؤمن أن لكل عمل نتيجة، وأن العمل المدروس بعناية سيحقق، بإذن الله، النتائج التي تطلعنا إليها. وكثيرا ما تكون هناك مفاجأة؛ وهي تحقيق أكثر مما تطلعنا إليه.