مقتطفات الجمعة 310
سنة النشر : 03/01/2014
الصحيفة : الاقتصادية
أهلاً بكم في "مقتطفات الجمعة" رقم 310 .
حافز الجمعة: الفسادُ رائحته كريهة تزكم أنوفَ الناس. بل تزكم أنوف ممارسيه ، أو أنهم يتعودون على رائحته حتى.. يتسمّموا اختناقاً بها!
ماذا؟ الأورغواي ــــ مع التحية لهيئة الفساد: أتعرف الأورغواي؟ ربما لم تسمع بها كثيرا؟ أو سمعت ببعض لاعبيها الذين يلعبون في أوروبا مثل "سواريز" المبدع و.. "العضاض!" مهاجم فريقي المفضل في إنجلترا "ليفربول". أورغواي؟ معقول يا ناس؟! ولكن لنعرف ما الموضوع أولا. اختارت مجلة "الإيكونوميست" الرزينة الأورغواي "دولة السنة"، وهي على غرار ما تفعله "التايم" في شخصية السنة، التي اختارت هذا العام بابا الفاتيكان المتحرّر، على أن هذه قصة أخرى. نعم الأورغواي كأحسن بلد في الدنيا حقق تقدما اقتصاديا حقيقيا في رأي "الإيكونوميست". الأورغواي لمن يعرفها ــــ أو كما كنت أعرفها ــــ يا لله دولة كم طن زيتون وكم رأس ماشية وخراب مخدرات ودمار مؤسسي، والسلام وعليكم السلام. ولكن لا؟ الآخرون يتقدمون، ولكن رأسي المنفوخ ورؤوس من هم مثلي من يظنون أن صغارَ العالم لا يتقدمون، ثم يفاجَأون بتقدم تلك الدول الصغيرة النائية.. تماما كما حصل معي. كيف يا أورغواي؟ ماذا فعلتِ؟ طيب، فلنسمع "الإيكونوميست". "الإيكونوميست" تقول إن أورغواي حققت تقدما اقتصاديا مذهلا، أولا بما سمته "بإصلاح عسفي حقيقي" Bath-breaking ابتداءً بتناول الفساد من جذوره في الحكومة وفي الجريمة وبالذات في تصفية لوردات المخدرات.. وكان أصعب الأمور تصفية الفساد الرسمي، مما عزز الإنتاج العام، وتفرغ الناس للعمل، وعظمت قيمة العمل مقابل الشخص في الساعة.. وتحركت أمة الأورغواي الصغيرة بمسافاتٍ كبيرة.
وهنا ما أود أن أقدمه كمثال للجدية في مسألة اجتثاث الفساد لعل هيئة الفساد تعمد لخلع الفساد من جذوره لا قطف وريقاته العلوية. شيء واحد أحذر هيئة الفساد وغيرها، وهو هذا الفرح الفاضحُ الواضحُ لـ "الإيكونوميست"، أن الأورجواي قد أباحت المثلية!
كتاب الجمعة: كتاب اليوم هو "إعلان الحرب ضد الفساد"Waging War On Corruption، مؤلفه فرانك فوجل المهتم والمحاضر عن الفساد. إنه كتابٌ يحدثنا عن ظهور منظمة مكافحة الفساد العالمية، وثورة العالم بأصقاعه على الفساد حتى ثورات الربيع العربي، مرورا بثورات الناس أو الجماعات والأفراد ضد الفساد في التعليم والاقتصاد والسياسة وكل شيء من الهند لأمريكا الجنوبية وفي إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
والحقيقة الفساد في كل العالم، وتركيز الكاتب على العالم الثالث. كتابٌ يقول إن الفسادَ في طريقه للاختفاء، وإنه في مرحلة الخوف التي تسبق الهزيمة. هل توافقون فوجل؟
في أمان الله.