مقتطفات الجمعة 293
سنة النشر : 03/05/2013
الصحيفة : الاقتصادية
أهلاً بكم في "مقتطفات الجمعة" رقم 293 .
حافز الجمعة: يجب ألا تتوقف أبدا وأنت تسير في طريق الإنجاز، حتى لو اعتقدت أنك وصلت لهدفك. استمر في الحركة ففي كل استمرارٍ وصولٌ أطول لإنجازٍ أكبر، لذا كانت العجلةُ وما زالت أهم اختراعات البشرية!
تأمل الجمعة: تسأل فاطمة أسود من جدة: "هل أنا المتعاظمة، كما تسميها، خطأ. أنا أعرفه "بالإيجو"، هل يعتبر غرورا أم ثقة واعتزازا بالنفس. أريد إجابة محددة فالموضوع يهمني شخصيا؟". حاضر يا فاطمة، سأحكي لك رأيي. إنه من الشائع بين كثير ممّن يُقال عنهم من المفكرين - لأن لي رأي في عملية التفكير وصفة مفكر، لا يسعها المقامُ هنا - أن يضغطوا على الأنا أو الإيجو بدواخلهم حتى يُفسّر تواضعا. أنا سأعيد التفكير معك، وهذا الحقيقة إلهام من كلامك في السؤال، وأقول: ليه لأ؟ ربما بعض الناس أُعطوا الأنا المتعاظمة لأنها تساعدهم على إنجاز عظيم، لتصورهم أنهم قادرون على شيء لا يقدر عليه باقي الناس، ورأينا في السِّيَر والحياة كيف أن كثيرا من العظماء تعاظمت الأنا عندهم.. ألم يقل نيوتن: "أعطني مركزا للكون وأستطيع وحدي تحريكه!". هل نزعل على نيوتن، ونقول إنه متعاظم الأنا؟ في رأيي لا، لأنه أنجز للعالم كله معنى أن نكون بأجسادٍ متماسكة متحركة في هذه الحياة، من الثمرة التي وقعت أمامه، وكان سؤاله ليس لم سقطت تحت؟ بل: لمَ لمْ تسقط إلى الأعلى؟ إلى قياسه المنحنى الكوني وتجاذب أجرام السماء وانطلاق الصواريخ، وتدحرج حجرة صغيرة. فلا بأس له أن يتعاظم مهما كان رأينا ما دام أنجز شيئا عظيما. وبعضهم تكبر "أنا" جوفاء عندهم وهم المغرورون، وهؤلاء من أخطر البشر إن قبضوا سلطة أو جاها أو نفوذا، لأنهم مع السلطة والقوة والثراء سيعتقدون أنهم مخلوقات فوق البشر. هنا الفرق.. إن أنجزت شيئاً عظيماً ينفع الإنسانية، فكيفك، لك أن تتيه بنفسك ما تشاء.. لكن إن كنت منفوخا من فراغٍ بمثله.. فلن تنال إلا سخرية الآخرين.
حدث الجمعة: يستمر اليوم الجمعة من يوم أمس الخميس مفخرة من مفاخر العاملين الجادين في المنطقة الشرقية. كانت مؤتمرات الخطابة "التوستماسترز" عندنا بالشرقية كلها تقام بالإنجليزية. ولما دعيتُ متكلما رئيسا لأول مؤتمر لم يكن فيه ولا سعودي ولا عربي واحد. وكتبت مقالا أطالب فيه النابهين من الشباب وغيرهم أن نغير هذا الوضع، وأن يقتحموا المؤتمرات الخطابية التي تقام على أرضهم، وما هي إلا سنتين ووقفت على المنصة نفسها، وما ملأت عيني إلا وجوهٌ مليحة من شبابنا، وملأ الساحة السعوديون، بل أداروا التوستماسترز العالمي بشقه الخاص بالشرق الأوسط، ثم فازوا بالجوائز حصدا. طمعنا، وحلمنا أن تكون لغتنا العربية هي الصدّاحة في الخطابات، وشكك البعض في قدرة لغةٍ ثقيلةٍ على تحمل خطابات متنوعة ومتحركة وصغيرة، وفي "أرامكو" كانت تجربة بالعربية أبدعت فيها البنات والشباب إبداعا، حتى أن كلمة فكاهية من إحدى الفتيات بالعربية السليمة أوقعتني من كرسيي من الضحك. مؤتمر الخطابة العربية الأول تحقق في مدينة الدمام يوم وأمس واليوم.. تحقق بفضل الله ثم بعاملين غيورين على لغتهم وخبرة واسعة، وبدعم جميل من شركة أرامكو.. لتصبح الحقيقة أكبر من الحلم!
تحية الجمعة: موجهة لرجال الدفاع المدني في المملكة.. كرجال وأفراد أثبتوا مهارةً وبطولةً وشهامةً اعترف بها الجميع، رغم كبر المساحات وضيق الظروف ومحدودية الإمكانات. هم أبطالُنا، وسيبقون أبطالا.
كتاب الجمعة: عنوانه "التطوع"، هكذا فقط، لا أكثر ولا أقل.. ولكن لم تمنع هذه البساطة المتناهية في العنوان، أن يعطي رسالةً عميقةً بأن التطوع يكفيه اسمه وطبيعته وأعماله وأهدافه. الدكتور صالح بن حمد التويجري حرص على أن يكون الكتاب تثقيفيا علميا وعمليا وتنظيميا مؤسسيا للتطوع بمفهومه كباحثٍ وعاملٍ في هذا المجال، وليملأ فجوةً عميقةَ الفراغ، ليكون التطوعُ ثقافة عامة للجميع، وليست مقصورة على فهم تقليدي شاع وتجذر، في الكتاب يكاد يقول لك إن كل الشعب الأمريكي يتطوع بطريقةٍ أو بأخرى وفي كل مجال مدني بلا حد ولا منع، وأن المجتمعَ يغذي نفسه بنفسه ماليا ولا يكون عبئا على الحكومة، فقد جمع الآحاد والجماعات المدنية مئات الملايين من الدولارات بل مليارات. وتوقف طويلا وبتفصيل علمي واستدلالي بالآيات والأحاديث عند مفهوم التطوع العميق في الإسلام بزاوية جديدة ومفصلة. كتابٌ - بالنسبة لي - طالما انتظرته.
المهم: أنجز إنجازاً مفيداً متعدياً.. ثم قل عن نفسك ما تشاء، وسأبصم عليه!