مقتطفات الجمعة 262
سنة النشر : 08/06/2012
الصحيفة : الاقتصادية
أهلاً بكم في "مقتطفات الجمعة" رقم 262 .
حافزُ الجمعة: متى يكون أهم قرارٍ ستأخذه بحياتك؟ إنه عندما تكون نازفاً ساقطا على ركبتيك، عندما تُضرب غدراً من الظهر، عندما تُركَل على رأسك. وهنا يجب أن تقول لنفسك: لقد سئِمتُ أن أقع مدميّا على ركبتي، سئمتُ أن أُغدَر من ظهري، سئمتُ أن أُركَل على رأسي.. حان الوقتُ لأجمع قواي وكرامتي، ولا أسمح مرة ثانية أن يحدث لي هذا.. أبداً!
ندعو الله بالرحمة والصبر والثبات لكل أمهاتٍ وآباءٍ يفقدون أبناءهم، جواهر وجودهم. يعلموننا من خلال أحزانهم وصبرهم وإيمانهم دروسا توغل بأرواحنا وضمائرنا وعقولنا. عندما وصلتني رسالةٌ من مريم - الاسم مستعار - وهي أجنبية تزوجتْ سعوديا، تخاطب ابنتها الصغيرة التي فقدتها بأمر الله بمرض الرحمة، بأسلوبٍ يذيب وشائج القلب.. حزنتُ.
طيلة اليوم ارتفعتْ نفسي وشفّتْ، وتأملتُ وتوقّفْتُ عن كل شيء، يومٌ بكامله لم أمارس شيئا عمليا، محبوسٌ بالجو النبيل، وكأن الحزنَ المشبع بالشوق والإيمان يحرّر النفس، وتود النفس أن تبقى ولا تنزل من ذراها. الرسالة كتبت بالإنجليزية وهي طويلة، أنقلها لكم مترجمة ومختصرة بالمقتطف التالي مدركا أن نقلي لن يصور جزءا يسيرا من العاطفة المتدفقة شلال محبّةٍ وبلاغةٍ وفقدانٍ وإيمانٍ.. وأمل.
رسالة ''مريم'' لابنتها مترجمة بتصرف وسأستخدم للصغيرة الراحلة الاسم المستعار ''لمى'': ''لمى، هل تعلمين يا صغيرتي أني صليتُ ودعوت اللهَ من أجلك قبل أن تولدي، كان قلبي يقول إنك ستكونين ملاكا صغيراً، ملاكي الصغير. وهذا ما صرتِ إليه. كنت هبةً إلهيةً لي ولأبيك، علمت ذلك بكل خليةٍ حيّةٍ وكل دفقةِ دمٍ تدور في جسد أم محبة آمنت وصدقت بذلك. كنتِ معجزةً جمالية بخدود من ورد الآس وبشفاه طازجة حيّة من شقائق النعمان، وعينين واسعتين بلون عشب الربيع الدائم وكأني أطلّ من خلالهما إلى السماء. كنتُ فرحةً مزهوةً أقول لا يمكن أن يصل أحدٌ لسموق سعادتي بك، سعادةٌ تكفي من على الأرض وترحل لمجاهل لا أعلمها في كون الله الفسيح. كنتِ معجزة من الروعة ونقاء البراعم بعد ذوبان الثلج.. من لحمي وأعصابي ودمي وآهاتي وخفقاتي. نهرٌ من الحب تدفق من منبع لا أعلمه بوجودي من أجلك، وما رأيت قوسَ قزحٍ آنف الجمال كالذي دار على مصب النهر.. أنتِ يا لمى.
لقد رأيتُ ولمستُ وآمنتُ من خلالك، كعطيةِ الله لي، أن حبَّ الله لعبادِه ينكشف أمامي كما لم ينكشف من قبل. نعم يا ''لمى'' تعلمت منك كيف يكون الحبّ عالما وجوهرا ومعنى.. وكل شيء. لقد استردّك اللهُ يا لمى، وما هذا إلا من حبّ الله لكِ. أتذكرين؟ لقد دعوتُ لك بصلاتي قبل أن تولدي أن تكوني ملاكاً صغيراً.. وهذا ما صرتِ إليه''.
قليلٌ من سياسة.. أتساءل: هل روسيا والصين لا تفقهان في أبسط أصول المنطق، هل يعقل أن الصين وروسيا تضحيان بكامل الشعوب العربية من أجل شخص أو نظام (وليس دولة أو شعب). أنا أظن - بل أجزم - بأن الدولتين لا يمكن أن تقربهما السذاجة ولا حتى ظل خيالها.. إذن هناك أمرٌ أقوى، ومسألة أهم، ودافع أعظم ليس قائما من أجل بشار ولا نظامه.. هل تسألونني ما هو ذاك الأمر؟ لا أدري.. وأخاف أن أدري!
مقال الجمعة: الدكتور فهد الطياش يضرب المثل بفريّة ''الركب السود'' فيكتب مقالاً بجريدة الرياض بعدد الثلاثاء السادس من يونيو الجاري بعنوان: ''صناعة المرض الاجتماعي''، أقتطع منه هذه الفقرة: ''يجب أن يكون لنا وقفة من النكت السمجة التي تصم الغير فالكل سيدفع ثمنها.. فأتمنى أن نتنبّه للتكلفة الاقتصادية لهذا المرض الاجتماعي، فكثير مما يقدم الآن بأطباق تجميلية ما هو إلا دواء لأمراض اجتماعية نحن من صنعها. كفّوا عن التقليل من شأن بعضكم حتى لا تزداد أمراض المجتمع فتدفعون أنتم الثمن''.
والمهم: إلى كلّ أمّ وأبٍ فقد ابنا أو ابنة.. ندعو من خلق الأبناءَ أن يكونوا طيور جنةٍ تغرد لاستقبالكما فرحا وبهجة على بوابات الفردوس.
في أمان الله..