مقتطفات الجمعة 239
سنة النشر : 09/12/2011
الصحيفة : الاقتصادية
أهلا بكم في مقتطفات الجمعة 239 .
تنبيه: للحكمة المستلهمة من بشار الأسد الذي وضّح أنه ليس مسؤولاً عن الجيش وهو مسؤوله الأول الذي يقتل الشعب السوري وهو مسؤولهم الأول، فإني هنا لستُ مسؤولاً عن ما ورد بهذه المقتطفات التي كتبتها أنا، بإرادتي أنا.. وبيدي أنا!
حافز الجمعة: الجدالُ والاتهام هما الطوب الذي ننتزعه من جدار الأمّة ونتبادل فيه التراشق بالأحجار، والمسؤولية والمنطق هما الصمغ الذي يماسكُ هذه الأحجارَ ليترابط جدارُ الأمة!
بزغتْ جريدة ''الشرق'' من الشرق، من المنطقة الشرقية التي بمساحة عدة دول أوروبية معا، وكانت خالية إلا من جريدةٍ واحدة.. ظهور جريدة ''الشرق'' برؤيةٍ مختلفةٍ وبفلسفةٍ مختلفة لن يكون ضد صالح جريدة ''اليوم'' التي عاشت وحيدة لعقود طوال، بل ستكون حافزا لها للحركة والنمو للمنافسة.. فلم يعد جمهورُ قرّاء الشرقية حِكرا على ''اليوم'' فتطمئن ولا تنمو، أو تنمو تخطيطا من الداخل وليس بأثر الخارج، وهذا طبيعي لمّا تكون وحيداً بسوقٍ مضمون.. الآن ستعود عافية أكبر لـ ''اليوم''، وسيضخ قلبُها مزيدا من الدماء في أوردتها لبث طاقة الرصد، وستنمو خلايا أكثر للإبداع للحفاظ على الجمهور أو قطاع أكبر.. وهذا منطقي. في ''الشرق'' أشخاصٌ ليسوا جددا على الاحتراف الصحفي هم لحسن حظ الجريدة من أكثر الشخصيات الإعلامية الإدارية والتحريرية التي تقلبت بميادين صحف أخرى وخبرة تعبَّقـَتْ بالتلوّن. لنرَ الآن كيف ستكون ''الشرق'' ومستواها وصدقها واحترامها لعقل القراء الذي يفوق ذكاءً الصحافة التقليدية عندنا. فأهلا بإشراقة نجمة ''الشرقية'' الثانية، بعد انتظارٍ طويل.. ولعلّ الانتظارَ أثمر!
فرحتُ بعودة صديقي اللدود ''محمد القنيبط'' للكتابة، وأشدّ على يد رئيس تحريرها ''قينان الغامدي'' باستدعاء السيد القنيبط ضمن باقة كُتّابِ ''الشرق''.. الدكتور القنيبط شخصية وطنية صادقة، بل حادة الصدق، مسؤول عما يقوله، ومسؤول عن كونه مواطنا يقدم الرأيَ لأصحاب القرار، ومن منطلق أنه أقسم يوما كعضو شورى فعال أن يصدع بالرأي الحق.. وفعَلْ. والقنيبط من أهل المنطق والمسؤولية معا، وهم ناسٌ صعبو المراس لا يرجعون ولا يتزحزحون، وعنادهم لأنهم يقبضون على نار الحقيقة وهم يعلمون أن هذه النار قد تحرقهم قبل أن تحرق الآخرين. دخول ''القنيبط'' وكوكبة من الكتاب، منهم الكاتبة البحرينية والناشطة السياسية ''لميس ضيف'' للكتابة في ''الشرق''، علامة على الجرأة الإيجابية والصَّنْعة الصحفية المسؤولة والمنطقية، أرجو لها أن تدوم.
أكاديمية ''دلـّة'' للعمل التطوعي في جدة بُنيت على المسؤولية والمنطق، المسؤولية الاجتماعية التي يستشعر بها رجلُ أعمالٍ ثقيل هو صالح كامل، وإدارة مسؤولة وإنسانية ووطنية يقودها صديقنا الكبير ''ياسر'' ابن معلمنا الكبير - يرحمه الله - ''محمد عبده يماني''، ويعمل عليها صديقنا المجتهد ''أيمن فلمبان''.
ولقد استضافوني بمناسبة يوم التطوع العالمي، واستعرضتْ الطلائعُ التطوعية في جدة أعمالها وفرقها الرائعة المتنوعة، وأبدع كل متحدّث، وكل متحدّثة، في التعريف عن فرقهم، وأهدافهم، وإنجازاتهم.. وأنا مشدوهٌ من أول فرقة حتى انتهى عرض آخر فرقة. فِرقٌ بدأت بمجرد فكرة، أو بفتاةٍ أو شاب تجرءا أن يبدءا، ويقفزان لواقع جديد يكونان هما مشكلاّه ومؤسِّسا قوانينه وواضعا آليته. كل الرائعين من الفتية والفتيات أعطوني درسا حقيقيا في استشعار المسؤولية، وتفهم المنطق، اللذين يقودان للنجاح لأداء الخدمة العامة. إنهم بشائر الأمة.. كلامٌ على مسؤوليتي!
اجتمع بي مسؤولو الشركة المسؤولة عن تطوير حي الرويس في جدة بمبادرة منهم، وشرحوا خططهم لتطوير الحي، وسبب التطوير. وأني أشكرهم مصرّاً على استشعار المسؤولية تجاه الناس في الحي. ولقد طال الاجتماع ولم يكتمل لشدة ضغط ارتباطاتي بجدة، وخرجنا بأني لا أفهم في الخطط المعمارية، ولستُ من قاطني جدة كي أعرف دواخل أحيائها، والذي اتفقنا عليه جميعا هو رضا وموافقة أهل الحي، وأنهم يجب أن يعلموا بالتفصيل بما يجري، وأن هذا حيهم وأنهم ليسوا مجبرين على أن يغادروه بل من الممكن أن يبقوا به ضمن التنظيم الجديد. بالنسبة لي، ومسؤوليتي تجاه الناس وأنا منهم، هو رضاهم مجبولا بالمنطق والمسؤولية.
والمهم: كلامٌ أقوله، وأنا لستُ مسؤولا عنه: الإنسان يخطئ.. الزعيم: لا!