مقتطفات الجمعة 231
سنة النشر : 14/10/2011
الصحيفة : الاقتصادية
أهلا بكم في مقتطفات الجمعة 231 .
حافز الجمعة: أحبُّ جملةً أقرأها بالأدب الإنجليزي الكلاسيكي تقول: "ارتدوا العالمَ كثوبٍ واسع"، هذا يعني ألا تحزِّقَ ولا تضيِّق على نفسك لا في الرأي ولا في المكان ولا في الظرف. ألا تحجز مكاناً لك وتمنع الآخرين فالعالمُ ثوبٌ واسع. وكذلك الوطن ثوبٌ واسع يسع الجميع بآرائهم وطوائفهم وأجناسهم.. ويبقى مكانا لكل منّا كافيا لنعيش براحةٍ وسعادةٍ وسلام.
رسالة لمتجولي القلوب: تعتقد أنك في مستوى ترضى عنه بنمط حياتك، حتى تتعرف على ناس فجأة يفتحون قلبَك ثم يتجولون في داخله. وبينما هم في قلبك تشعر أنك ارتقيتَ بوجودك، وارتفعت بإنسانيتك. تسمع معاناتهم بصراع الحياة فترتفع مشاعرُك وترتقي، تسمع ضحكاتهم كفاصلة نوتة موسيقية ضائعة فترتفع ذائقتُك، وتتأنق حياتك.. يتكلمون بشغفٍ عن عائلاتهم، ثم ترى أنك أحببت عائلتك أكثر، ويدلونك على كميات حب أكبر تأتي من مخزون من الحب لم تعلم بوجوده، فيأتي متجولو القلوب ليكتشفوا ذاك الخزّانَ بقلبك ويفتحونه فيتدفق الحبُّ سيلا.. إنهم ناس وكأنهم نزلوا للأرض، رغم ما يواجهون ويعانون، ولهم مهمة واحدة ومحدّدة: إسعاد الآخرين بفتح خزان لم يعرفوه، خزّان المحبة!
مقال الشيخ "عبد الله بن محمد اللحيدان بجريدة "اليوم" يوم الأربعاء الماضي عن قضية العوامية التي أشغلت الأمة من أفضل ما قرأت بالمسألة خصوصا في مدخل المقالة، وتأتي فراداتها وجمالها ورقي أخوتها الوطنية الإنسانية من كونه شيخا جليلا وعالما سِنيّا له أعمال خيرة على الأرض في المنطقة الشرقية، لذا كان لمقالته أو مدخل المقالة وقع يطمئن إخوتنا وأخواتنا في القطيف الذين هم مرتبطون بهذا الوطن لأنه وطنهم، وسلامته هي سلامتهم وازدهاره هو ازدهارهم، ويطمئن محبي هذا الوطن وكل من يمشي على أرضه وينتمي إليه. يقول بمدخل مقالة "يا عقلاء العوامية": "قبل أسبوعين قصدت وأبنائي مجمعا تجاريا في القطيف ولم أكن أعرف موقعه.. وقفت على جانب الطريق أسأل شاباً فسلمت عليه ورد عليّ التحية مظهرا البشاشة والودّ فسألته عن موقع المجمّع فلم يعرفه فلما هممت بالانصراف، كأنه تذكره فلحق بي واستوقفني فأشار إلى موقع يظنه المطلوب...، فشكرته والتفت إليه أبنائي بالشكر والتحية، ثم أردت الجزم بما وصف لي الشاب فأشرتُ إلى صاحب السيارة الواقفة بجانبي عند الإشارة فحييته وحياني فلما سألته عن الموقع أراد وصفه لي، ثم بادرني بالطلب أن أتابعه حتى يوصلني للموقع، وبالفعل تم ذلك.
ولم أشعر حينها إلا أنني مواطن بين مواطنين، أنا في الخبر أم في القطيف في الأحساء أم عرعر أم جيزان، في حائل في جدة في بريدة في الرياض في المدينة في مكة، كلنا في وطن واحد..".
تسرب الغاز بالدمام: يمر الناس من أكثر من ثلاثين عاما على المنطقة الضيقة التي تقع بين مثلث ديموغرافي مهم ومزدحم هو مثلث مدينة الدمام والظهران والخبر، وهي المنطقة المحشور فيها عشرات المصانع المختلفة المنتجات وتسمى بالمنطقة الصناعية الأولى، ولم يرفع أحد صوتا جادا اعتراضا، ولا حتى تساؤلا: أين تذهب مخلفات الإنتاج؟ وكيف تخرج سواء للأرض أم في السماء؟ هل تذهب تلوثا خاما وسموما خالصة أم تعالج؟ وهل المصانع التي تعدتْ أعمارُ بعضها الثلاثة عقود تطبّق تقنياتِ التصفية الحديثة حسب مقررات علم البيئة والصحة؟ لا، لم نسأل، ولا عندنا حتى مراكز للرصد.
"سافكو" مصنع الأسمدة التليد بين الدمام والخبر عمّر وحيدا بنيْفٍ وكأنه إمبراطور وحيد ينفخ سُما في السماء لعقود، هل فكرنا يوما على الأقل أن نسجل كيف أثر في البيئة وصحة الأفراد الذين جاوروه؟ هل سمعنا بجدية وعالجنا شكوى مدينة الجبيل القديمة فيما يرفعون فيه أصواتهم من آثار ما تلفظه عليهم المدينة الصناعية من "ضرورات" التصنيع؟ هل درس أحدٌ طبيعة الحياة البحرية بعد التغييرات الكبرى في تجريفه وكب المخلفات وتقنية التبريد؟ هل لدينا الآن قوة حقيقية بالعدد والعلم لمواجهة هذه التسربات القاتلة والتي تمتطي الهواء وتترحل بمناطق واسعة؟ طيب، هل بدأنا بإعداد خطة لتدريب طواقم متخصصة وتوفر لها إمكانات عصرية وميزانية عمل كبيرة للتصدي وتجنب مشاكل قادمة؟ فالمصانع لن ترتب حقائبها وتمضي، هي باقية، ومخلفاتها ستبقى ..
وسؤال بالإنجليزية من مجدي بركة - مانشستر: هل الحروف الأجنبية SOS تعني "أنقذوا أرواحناSave Our Souls" أم أنها اختصار لجملة "أنقذوا سفينتناSave Our Ship" كما ثار جدلٌ هنا؟ - قد تتعجب يا مجدي من إجابتي ولكنها الحقيقة. كلاهما خطأ شائع. فالحقيقة هي حروف لا تعني شيئا، صحيح. في عام 1908م اتفقت دول العالم على اعتماد هذه الحروف كصيغة عالمية لطلب الغوث، لأنها أبسط الحروف إرسالا برقيا بلغة "مورس" في الكتابة البرقية فحرف S ترسل كثلاث نقاط فقط، وأما حرف O فيرسل كثلاث شرطات. أما في موجات إرسال الراديو يا مجدي فإنهم لا يستغيثون بـ S.O.S بل بكلمة مايداي “Mayday” المنحدرة من الفرنسية m’aider" وتعني: ساعدونا!
والمهم: احذروا تاجرةً جشعةً اسمها الكراهية، إنها تمتصُّ الأرواحَ وتبيعها للشيطان!