مقتطفات الجمعة 230
سنة النشر : 06/10/2011
الصحيفة : الاقتصادية
أهلا بكم في مقتطفات الجمعة 230 .
حافز الجمعة: اللهم صن دماءَ أفراد هذه الأمة، فإنهم مستعدون لبذل كل قطرة دم بعروقهم من أجل الذود عن وطنهم وأمنهم. ولكن يا إلهي لا تسمح مستقبلا لقطرة دم واحدة تنزف من مواطن بسبب مواطن آخر .. آمين.
جاء قرارُ الملك باشتراك المرأة بعضويةٍ كاملةٍ في مجلس الشورى ابتداء من دورته القادمة، وذا بحكم الزمن وراء الركن القريب. ولكلٍّ رأيه بموضوع مشاركة المرأة، هناك من وافق وهناك من تحفظ وهناك من اعترض. وفئة لم تعارض أو توافق ولكن لم تر أنه أولوية، وكانت تفضل أن توسَّع صلاحياتُ مجلس الشورى ليصل لمبتغى هدف تأسيسه وليكون عند ما يأمله الناسُ منه .. وها نحن نرى الشورى عضوا حيا بتكوينات المجتمع الهيكلية الإدارية، يجري عليه ما يجري على الأعضاء والعناصر من الظروف والتغيرات.. وكما قلنا: إن الركنَ قريب!
وأستعرض معكم أفكارا عن المرأة من المرأة ومن حكماء الأدب والفكر، والحمد لله أن ناقل الشيء لا يُحاسب عليه، فلا يمثل لي رأيا، ولا موقفا .. إنما للتعرف على عقل المرأة الذي لأول مرة بمجتمعنا ننظر إليه كآلة تفكير وتوجيه وإبداع وليس كملحق ساكن في جوف جمجمة ملحقٍ بشري، انتهى عصرُ أن تكون المرأة ملحقا بشريا لتبزغ كما شاء اللهُ لها إنسانا مستقلا كامل العقل والأهلية عليه المسؤوليات وله الحقوق .. ولأدوار مهمة من أجلها وجدت على الأرض.
من أعظم من كتب من النساء بالإنجليزية "جين أوستن"، التي لم يذع لها شهرة كتاب إلا بعد خمسين عاما من نشر أول كتاب لها، لتصبح إلى الآن قطبا زمنيا لا يبلى للفكر الإنساني وليس فقط النسائي، وجرى نقاشٌ واستغلال لقصصها أكثر من أي مؤلف حتى الآن .. كتبت يوما عن المرأة، فقالت: "أليس غريبا أن المرأة لا تعرف نفسها، لعل الشيء الوحيد أننا نجيد التعبير عن أنفسنا بما نعرفه عن ذواتنا وما لا نعرفه. رأيت الحياة وسجلتها كما تفعل أي امرأة من موقع المتفرج، فللمرأة القدرة على وضع مشاكلها أبطالا على مسرح وتكون هي المشاهد والناقد الوحيد. وسألوا جين أوستن: "متى تصفح المرأة عن الرجل؟" قالت: "إنها دوما تصفح عن الرجل الذي تحبه حين يخطئ، ولن تغفر له أبدا عندما يقدم على عمل برأيها غير مناسب أو بوقت غير مناسب، فللمرأة ارتباط عضوي وروحي بالمناسبة"، وسألوها: "ما الذي يحكم المرأة؟" قالت: "مزاجُها.. مزاجُها. وهنا سرّ غموض المرأة". يا أصحابي، استعدوا لمعرفة إنسان طالما عشتم معها جيداً.. إن أمكنكم!
وميخائيل نعيمة الناسك الفكري اللبناني كتب بالروسية كما كتب بوشكين وجوركي، وكتب بالإنجليزية كما كتب إدغار ألن بو ومارك توين، يفكر كالمقفع، وينثر كالجاحظ. بتأمل طويل عن المرأة يقول: "لم تعش المرأة حرة من أبد الخليقة، كان الرجل دوما يستعبدها بظنٍّ لها أنه يحميها، أو ممارسة كما تعتقد حقٍّ طبيعي نخبوي أو إرادة إلهية مقدسة.. والرجل العصري إن حبس حرية المرأة فلأنه هو ليس حرا. إن أولى علائم الحرية أن يطلق الرجل للمرأة عنان حريتها لأنه سيعتق نفسه فهو السجان والسجين .. وصحيح ستتعثر المرأة لأنها لا عهد لها بالتفكير المستقل، ولكن.. هذا ليس مسؤولية الرجل!" هذا رأي ميخائيل نعيمة الصوفي المسيحي، الذي قدس روح الأنثى كما فعل ابن عربي الصوفي الإسلامي.. ولكنه لم يثق بقدرتها على السير متزنة وحدها بالحياة. أترونه أمراً عجبا، أم.. ممكنا؟!
و"جان كوكتو" الكاتب والفنان الفرنسي الشهير، الذي انتخب عضوا بالأكاديمية الفرنسية في عام 1955م تميز بأسلوب ساخر، وكان مغرما بالندوات يقيمها من أجل شابات وشباب فرنسا بكل جزء في البلاد، وكان رساما دقيق الرؤية. سأله الشباب المتحلقون حوله يوما ما هوايتك؟ قال: "الكتب". ثم أطرق، وقال: "وعقل المرأة".. وأردف: "الكتاب تستطيع أن تتحكم بأحداثه وأن تمارس ضبط النفس فلا تتطلع على نهايته مع أنه يمكنك ذلك، والمرأة عقل يصر هو أن تعرف خاتمته قبل أن يشرح بداياته، فتكون المتعة أن تخترع أنت البدايات لتكون مستعدا لترى الخواتيم الجاهزة .. عقل المرأة قصة كُتبت من الخاتمة، ثم لم تكن هناك رغبة جادة في كتابة البدايات والأسباب". طيب، "كوكتو" عقدها أكثر.. هل ستعطينا عضوات الشورى الرأيَ من خواتيمه وبلا داع للأسباب؟ يالله، أريح للرأس!
وفي خارج السياق يقوم السعودي الشاب الخبير بالكوارث عبد الله بورسيس على إعداد جمعية للكوارث للتصدي بدراية وتخصص وتدريب ممتهن لمتطوعين يشكلون خطا قويا ومساندا حين وقوع الكوارث من أي نوع وقانا الله منها، ونأمل له ولمن معه التوفيق، وأن تتحمس وزارة الشؤون الاجتماعية لمقاصد الجمعية وترخص لها.
والمهم: تعبيرا لمدى حبه وتقديره وشوقه لزوجته الراحلة يقول الشاعر: لعلها – إن شهدَتْ عذابي- تسأل ربِّي أن يزيلَ ما بي دعوتهُ، ولستُ بالمُجـابِ فإن دعَتْ، كان بها حـَفـِيــَّا
في أمان الله..