مقتطفات الجمعة 227

سنة النشر : 02/09/2011 الصحيفة : الاقتصادية

 
أهلا بكم في مقتطفات الجمعة 227 .
 
حافز الجمعة: من الأخبار غير المفرحة أن الوقتَ يطير.. ومن الأخبار المفرحة أنك أنت الطيّار!
 
بعض الكتاب يتعرضون للمسائل المتفجرة، وهما نوعان: بعضهم: يسير على طريق آمن ويزرع فيه الألغام .. وبعضهم يسير على طريق غير آمن لينزع منه الألغام .. الكاتب العريق محمد صلاح الدين الدندراوي - يرحمه الله - كان من النوع الأخير!
 
كان الكاتب محمد صلاح الدين من طراز عريق وثقيل، لم يحِدْ عن خطِّه، ولم يرم مفرقعاتٍ ملونةً، هناك من هم أقل منه قدرة ومعرفة وشجاعة مبدئية اشتهروا أكثر، ولكن على مدى خط التاريخ المبدئي الأدبي والفكري سيبقى صلاح الدين فكرا فخماً ومرجعا لطالبي الشجاعة والثبات وعبقرية نزع فتيل التفجير وهو أصعب من التفجير. يقول عنه المفكر العريق الآخر "زين العابدين الركابي": "إن مبشِّرات صالحة اقترنت بوفاة الدندراوي". ويقول عنه زميله المثقف "ميرغني معتصم": "إنه كان سمح الوجه قويا ورصين العبارة، ومؤشرا فكريا يتبعه الكثيرون، وإن فلكه سيبقى يدور في صالات التحرير، وبيوت النشر وبقاء الأفكار، مستعيرا الصفة من اسم زاويته الشهيرة "الفلك يدور".
 
صارت "ريما نواوي" الفتاة التي تقاوم بشجاعة مرض الرحمة، رمزا ومعلمة بل معالجة روحانية وفكرية لآلافٍ من متابعيها، وسبق أن استعرضتُ رسائلَ ومهاتفاتٍ وصلتني من مرضى ومريضات بذات المرض وكلهم يؤمنون بأن ريما قادتهم لأراض ٍجديدة ومنيرة هي أراضي الأمل والتفاؤل والإيمان والشجاعة. وصلتني رسالتان من سيدتين بطلتين من المنطقة الشرقية وهما عضوتان في جمعية السرطان في المنطقة التي يرأسها الأخ عبد العزيز بن علي التركي، وهما من مؤسسي لجنة الأمل في الجمعية. أستعرض معكما الرسالتين في المقتطفين التاليين:
 
الرسالة الأولى من السيدة "فاطمة سعد أكبر": "قرأت مقالتك يوم الأحد الموافق 28/9/1432هـ بجريدة اليوم بعنوان بطلة الشهر "ريما نواوي"، أسأل الله أن يشفيها ويرفع عنها ويلبسها ثوب الصحة. تقول: أنا إحدى مصابات سرطان الثدي والحمد لله، متطوعة بجمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية، وعضو تأسيسي "بلجنة الأمل" اللجنة المنبثقة من جمعية السرطان ومكونة من مجموعة من المصابين رجالا ونساء. وهذه اللجنة لها رسالة ورؤية. الرسالة: أن تكبر اللجنة وتكون لجنة رائدة وقائدة. والرؤية: أن يصل صدى صوتنا للجميع. ونقول للسيدة فاطمة إن صوتكم سمعه الله أولا، ثم سيسمعه الجميع.
 
الرسالة الثانية من السيدة "مريم العمودي"، محاسبة مقيمة في المنطقة الشرقية تقول: "أنا من المتابعين لكتاباتك، وعضو بالجمعية السعودية لرعاية مرضى السرطان بالخبر، قرأت مقالتك بخصوص ريما، وصلتني عن طريق الأستاذ "عبد الله العلمي" اسمح لي أن أقول إنني كنت مصابة بالمرض نفسه منذ 10 سنوات وبفضل الله وإيماني وثقتي اجتزت المرض وخضت الحرب ونجحت.. ولم يبقَ منه سوى الذكرى وطاقة كبيرة لمساعدة أي مريض أو مريضة. وأعلن عن استعدادي لمكالمة ومساندة أي مريضة لتتخطى تهديد المرض النفسي أولا". ونقول للسيدة مريم: أدام الله لك الصحة، وأعانك على مهمتك الجليلة السامية.
 
وسؤال من ح. م: "لقد أفزعني ما قرأته عن العالم الفيزيائي العبقري "ستيفن هاوكنج"، بأن "العالم بلا بداية وبلا نهاية وأنه نهائي وبالتالي لا مكان أصلا لخالق". وأجيب: "نعم قال ستيفن هذا الكلام وكرره أكثر من مرة في مقالاته بالدوريات العلمية وفي محاضراته، وأرجو أن تعرف أنه كان إجابة لسؤال: "إن كان الكونُ قد تشكل بالانفجار العظيم، فماذا كان قبل ذلك؟". ودُحِض هذا الكلامُ من علماء الفيزياء وقالوا إنه رأي ساذج، وإلا كيف يفسر "ستيفن" كون الانفجار العظيم نفسه لم يكن حدثا بسيطا، بل عبارة عن تراتب منظم وسابق البرمجة ضمن بناءاتٍ هندسية ورياضية وكيميائية صارمة. كيف صارت النجوم؟ وصارت الكواكبُ والأجرامُ والسدم؟ لمَ لمْ تتحول إلى مادة واحدة؟ وهناك كتاب علمي عظيم للفيزيائي "كيث وارد" يسجل فيه نقض النظرية الهاوكنجية بشكل قاطع.
 
عودة لسؤال السيد "ح. م"، فقط تخيل يا أخي أنك وجدتَ قطع غيارات معدنية صغيرة أمام عتبة بابك.. طيب، هذا طبيعي وهو ما يمثل الانفجار العظيم. ثم أنك غبت لمدةٍ وعدتَ ووجدتَ الأشلاء المعدنية الصغيرة صارت ساعة بالغة التعقيد في النظام وربط الزمن بالوقت بآلية هندسية وميكانيكية ورياضية بالغة الدقة.. فهل ستقول إن الساعة تكونت من تلقاء نفسها؟ أم أنك ستتلفت يمينا ويساراً.. بحثا عن صانعها؟!
 
وفي آخر الاكتشافات العلمية الطبية ربما أتى وقت شكرنا فيه الصراصير، اكتشف العلماءُ أن في عناصر تكوين دماغ الصرصور توجد أقوى المضادات الحيوية التي لا تصمد أمامها أي بكتيريا.. الحقيقة، ربما أزجينا الشكرَ للصراصير الآن.. فالباحثون يقولون إن ذلك المضاد الحيوي سيكون متوافرا في خلال خمس سنوات. لا تقتلوا الصراصير إذن.. حتى لو طلب القذافي!
 
في أمان الله..