ناصح الرشيد

سنة النشر : 10/01/2005 الصحيفة : اليوم

 

التردد وضعف الشخصية

أنا شاب في نهاية العقد العشرين أعاني ضعف الشخصية والتردد وعدم القدرة على المواجهة مما أوجد لي العديد من المشاكل النفسية أمام الأفراد الذين حولي. أرشدوني ماذا أفعل؟
 
علي
 
ضعف الشخصية والتردد وعدم القدرة على المواجهة هي سلوكيات سلبية يعانيها بعض الأفراد وبالتالي ينتج عنها حرج وضيق وربما يوصف من هذه صفاته بالجبان والجبن مفهوم اجتماعي يجعل الفرد في عزلة حيث ان من الفخر للفرد أن يوصف بأنه شجاع ومثل الشجاعة والجبن هي سلوكيات تظهر على الفرد ومن السهل أن تلاحظ من قبل الآخرين اضافة الى الفرد نفسه.
 
ان الخبرات السابقة ولعل التربية من أهم تلك الخبرات تلعب الدور الرئيس في نشوء مثل هذه السلوكيات حيث ان هناك بعض الآباء والامهات يربون أطفالهم على الخوف وذلك من خلال تخويف الطفل من أشياء بهدف الوقاية وهم لا يعلمون أنهم يشكلون ما يعرف بمفهوم الذات السلبي والذي يساهم في نشوء العديد من الاضطرابات الانفعالية اضافة الى تعرض الفرد لمواقف وجد نفسه فيها لا يستطيع التفاعل مع حدث معين ومن هنا يبدأ في تعميم ذلك الموقف على مواقف أخرى مشابهة وتزداد دائرة التعميم ليجد الفرد نفسه بهذه الصفات التي أوردها القارئ.
 
ان الوقاية هنا خير من العلاج وبالتالي التركيز على التربية لهو العلاج الناجع لمثل هذا الأمر حيث ان على الآباء والامهات عدم تخويف الأطفال أثناء سنوات التربية خاصة الاولى وكما يعلم الجميع أن الخوف أمر مطلوب ولكن مما يخاف منه وبطريقة تتفق مع الموقف، والعلاج هنا يكمن في جانبين:
 
الأول: محتوى تفكير ذلك السائل حيث ان هناك العديد من الأخطاء في التفكير والتي لن تحل هذه المشكلة إلا من خلال اكتشافها ومن ثم العمل على تعديلها.
 
الثاني: التدخل السلوكي عن طريق ترجمة ذلك التفكير الصحيح الى واقع (سلوك) باستخدام تقنيات سلوكية مثل مهارات التواصل وتوكيد الذات ومبادئ التعزيز.
 
وهذه المشكلة قابلة للحل بعون الله وتلعب الارادة الدور الرئيس في التخلص منها.
 
القولون العصبي
 
انا اعاني من مشاكل صحية في البطن والهضم وراجعت اطباء الباطنية واطباء الجهاز الهضمي وتم تشخيص المرض بالقولون العصبي اعطيت العلاج الدوائي ومن الملاحظ انه عندما ازعل وأعصب تبدأ الآلام في البطن مع اسهال الى ما هناك من العوارض الصحية وقد نصحني طبيب الجهاز الهظمي بالعلاج النفسي؟ فهل انا مريض نفسيا؟ افيدوني جزاكم الله خيرا.
 
م.ابراهيم
 
كان الاعتقاد ان السلوك لا يؤثر على الجسد ولقد اصبح من المقبول في الاوساط الطبية دور السلوك الانساني في صحة الفرد ومرضه تلعب العوامل النفسية دورا رئيسيا في نشوء القولون العصبي وفي أزماته وهذا ما اكدته الدراسات والبحوث كما ان القولون العصبي يؤثر على الحالة النفسية سلبا بظهور عوارض نفسية كالقلق والاكتئاب مصاحبة لهذا الاضطراب كما ان جودة الحياة تكون في حالتها السيئة لمن يعاني من هذه المشكلة وبالتالي فان العامل النفسي يسبب المشكلة الصحية او يكون ناجما عنها مع سوء جودة الحياة ولعل السائل الكريم اوضح ذلك عندما ربط ما بين الانفعال وظهور الاعراض.
 
 من هنا فان ما قاله طبيبك صحيح وانك بحاجة الى استشارة نفسية وانت عزيزي السائل لست مريضا نفسيا كما تصورت عندما احالك طبيبك الى العلاج النفسي، يساهم العلاج النفسي خاصة العلاج السلوكي المعرفي دورا رئيسيا في علاج هذه المشكلة والذي يتمثل في علاج مصادر الضغط النفسي وكيفية التعامل معها وتغيير طريقة التفكير ومهارات الاسترخاء وهناك ما يعرف بالعلاج بالتغذية الراجعة الحيوية ( ( Bio Feedback هذه العلاجات النفسية مع العلاج الدوائي سوف تساهم بعون الله في الشفاء.
 
كما وانني اؤكد على اهمية العلاج النفسي والخروج من وصمة العار التي تلحق بمن ينشد الصحة النفسية والتي كانت سائدة ونعلم انه لا يوجد فصل ما بين الصحة النفسية والجسدية.
 
اسأل الله الشفاء والعافية والسعادة للجميع.