شخصيتي مهزوزة وليس لي قدرات

سنة النشر : 21/12/2004 الصحيفة : اليوم

 
سعادة الدكتور- ناصح الرشيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اتابع صفحتكم الاسبوعية بكل شوق وتعجبني ردودكم على المشاكل التي تنشرونها بالصفحة، وهذا مادفعني لكتابة مشكلتي اليكم.
 
عزيزي: مشكلتي مع نفسي انني اشعر دائما بالبؤس فعندما تواجهني المتاعب اشعر بان الدنيا قد انتهت وارى الدنيا بمنظار اسود واظل عابس الوجه وانشر التعاسة على اهل بيتي انا اعرف جيدا انني عندما اتعرض للمتاعب فعلي ان اتحرك وابحث عن الحلول، لكنني كلما واجهتني مشكلة اشعر بالعجز ولا اثق في قدرتي على التصرف بطريقة جيدة، وكثيرا ما افكر بوضعي البائس واعتقد بيني وبين نفسي ان زوجتي غير راضية عني بل لعلها غير مقتنعة بي كزوج وذلك رغم انها لم تصرح لي بشيء، ولكنني اشعر بانني غير قادر على توفير جو من السعادة في بيتي، فأنا ذو شخصية مهزوزة وليس لدي اي قدرات متميزة وقد اجلس يوما كاملا في البيت دون ان يشعر ابنائي وزوجتي بوجودي لأن وجودي وعدمه واحد بالنسبة لهم، انا ارثي لحالي يا دكتور ناصح.
 
عزيزي: اين يكمن الخلل وهل يمكن ان تحلل شخصيتي على ضوء ما ذكرته لك وتقدم لي بعض النصائح التي يمكنها ان تساعدني.
 
وجزاكم الله خيرا
 
اخوكم ـ جابر.ع
 
لا تيأس عزيزي جابر اولا اشكرك على اطرائك الجميل على الصفحة وعلى ثقتك بي واقول لك ان الحياة جميلة، لكن البعض يصنع البؤس بيديه كما في حالتك، والبعض الآخر يصنع السعادة بنفسه وببساطة يمكنك ان تكون ممن يصنعون السعادة لأنفسهم ولمن حولهم ابدأ بطرد التفكير السلبي من عقلك، وفكر بموضوعية، هل صادفتك متاعب؟ ومن منا لم تواجهه متاعب ومشاكل كل ماعليك فعله هو عدم التفكير فيما حدث لك فما فات مات والبكاء على الماضي لن يجدي ابدا.
 
اخي جابر: كن جميلا ترى الوجود جميلا، وهذا الشيء يتوقف عليك انت، ابدأ بنفسك واعقد صلحا معها وقرر ان تنطلق من دائرة البؤس التي حصرت نفسك فيها حاول يا عزيزي ان تضحك وتحلى بخفة الروح والمرح عندها سيسهل عليك حمل متاعبك وتحضرني هنا قصة رجلين كان على متن طائرة تحلق فوق المحيط، احدهما فكر بالاخطار التي يمكن وقوعها، والمحركات التي قد تتوقف والحريق المحتمل ان يشب والطائرة التي قد تسقط فوق المحيط، ان هذا المسافر انما يقوم برحلة مضنية مخيفة.
 
اما الرجل الثاني فكان ينظر من نافذة الطائرة ويستمتع بالمناظر الجميلة، فينعم برؤية السحب ويسترخي في مقعده، او يتحدث مع من يجلس بجانبه انهما ياعزيزي حالتان متشابهتان تماما ولكن طريقة مجابهتهما هي المختلفة.
 
ثق بنفسك ياجابر وردد بينك وبين نفسك دائما: انا قادر على مواجهة المشاكل فلدي ارادة قوية وحبذا لو حاولت المشاركة ببعض الانشطة الجماعية وحاول الا تعطي الامور من الاهمية اكثر مما تستحق وعش حاضرك ببساطة متناهية بعيدا عن التعقيد ولا تنسى ان تفعل ذلك وانت تبتسم وتتحرك بنشاط ولا تنسى ان عقيدتنا السمحاء فيها من التسامح والمحبة ما يحول بيننا وبين اليأس فتذكر ذلك دائما.
 
عزيزي جابر لا اريد ان افتح لك طريقا نحو الماضي بالبحث والتنقيب عن طفولتك وشبابك وعلاقتك بأسرتك وما حدث خلال هذه الفترة، ولكن اقول لك انظر امامك وقبلها حولك الى اسرتك زوجتك وابنائك هل يكلفك الامر شيئا اذا كسرت عزلتك واندمجت معهم في ود وتآلف ومشاركة وجدانية وترويح عن النفس بالخروج الى الاماكن العامة وايضا مشاورة زوجتك في الامور الاسرية؟
 
يا سيدي نحن نصنع الحياة بارادتنا فاذا حققت القليل مما تريده فهذا جيد واذا لم تحقق وحاولت فلك شرف المحاولة.
 
فهل تحاول؟
 
ناصح