نقضوا اتفاقهم وتركوني في حيرة

سنة النشر : 08/06/2004 الصحيفة : اليوم

 
سعادة الدكتور / ناصح الرشيد تحية طيبة وبعد
 
ارسل لك هذه المشكلة من احدى الدول العربية بعد أن أعياني الحل في البحث عن حل وتعود معرفتي بصفحتكم الغالية تلك أثناء وجودي في المملكة وهي البلد الغالية لدي والتي عدت منها إلى موطني منذ ستة شهور بعد أن قضيت بها خمسة أعوام لن أنساها لعلك تتساءل لماذا أرسلت لك انت هذه المشكلة ولم أرسلها إلى صفحات أخرى في صحف مصرية وعربية.
 
في الحقيقة أقول لك أن ردودكم كانت تستوقفني كثيراً أمامها ففيها الموضوعية والعلمية والواقعية وغيرها هذا إلى جانب كون مشكلتي تتعلق بأطراف ما زالوا يقيمون في المملكة الحبيبة حتى الآن .
 
يا سيدي أنا شاب حاصل على مؤهل جامعي وأعمل مهندسا معماريا والحمد لله ظروفي حسنة وأحوالي المادية لا بأس بها بالنسبة لشاب في مطلع حياته العملية والاجتماعية خاصة وأنني بعد تخرجي بعام جاءتني فرصة العمل في المملكة في إحدى الشركات الجيدة وكان راتبي لا بأس به وأثناء هذه الفترة تعرفت على أحد الأشخاص وهو رجل يكبرني سنا طيب وعاقل ورزين، وصار بيننا مودة وصداقة ودعاني إلى منزله مرات عديدة وتعرفت على أسرته جميعها وصرت واحداً منها وهذه الأسرة يا سيدي من جنسية عربية أخرى غير جنسيتي وتقيم مثلي في المملكة.
 
دامت المودة والحب والعشرة الطيبة بيننا وتقدمت لطلب يد الإبنة الكبرى ووافقوا بكل سرور وود ولقيت من الترحاب الكثير من الأب والجميع عدا الأم التي كنت استشعر أنها لا تتقبلني وان حاولت مجاملة الأسرة بقبولي.
 
اتفقنا على المهر والشبكة وكل شيء واحتفلنا بذلك وبدأنا نجهز للعرس بعد أن تملكت أنا والبنت التي تفهمتني جيداً بل وصار بيننا حب وود وتفاهم على كل شيء.
 
كل ذلك ولد لدي شعور بنفور الأم مني وعدم تقبلها فقد سمعت أكثر من مرة أنها كانت تريد البنت لابن أختها ولم تكن البنت ترغب في ذلك وظلت الأمور تسير في إتجاهها الصحيح وكان اتفاقي معهم أن تذهب معي العروس لتقيم معي في وطني حيث أن عقدي محدد ولا أود الاستمرار لظروف خاصة وتمت الموافقة على ذلك.
 
أنهيت عقدي وسافرت وتركت العروس تتجهز حتى أجهز منزل الزوجية وبالفعل قمت بكل شيء ولكني لاحظت ترددا وتقاعسا من الأسرة وبدأت الأم وأحيانا الأب يتهربون من مكالماتي وعندما أتصل على جوال البنت تحاول أن تكلمني بصوت خفيض وأحيانا تبكي وتقول أنا احبك وأحب الحياة معك ولكن ماذا أفعل ؟ شعرت أن في الأمر شيئا فاتصلت بالأم التي اخبرتني بوضوح قائلة : إذا أردت ابنتي فلتأت لتقيم معها هنا، فهي لن تذهب إلى بلاد الغربة.
 
أما الأب الذي تقبلني وشاركني اتفاقي على الزواج من ابنته فأجده يهرب مني أرسلت لهم عدة مرات بعض أصدقائي ولكن لا فائدة وأنا الآن في حيرة، أنا أرغب البنت وهي ترغبني ومهري دفعت جزءا كبيرا منه عدا الذهب والهدايا التي استهلكت معظم دخلي في المملكة.
 
فهل لك يا دكتور أن تدلني ماذا أفعل وأكون لك من الشاكرين وهل لك أن تتدخل في هذا الأمر وتسدي لي خدمة لا أنساها أبداً
 
دمت لنا
 
أخوك ـ محمد.ع.س
 
سنحاول معهم اخي / محمد بداية نشكر لك هذه الثقة الغالية آملين أن نكون عند حسن الظن وأن نقدم بعض ما يخفف او يسعد الجميع أملنا لو كان الأب مثلك متابعا لناصح الرشيد حتى نتوجه إليه عبر هذه السطور برسالة تتلخص في جملة واحدة تتعلق بالوعد فوعد الحر دين عليه كما يقول العرب.
 
والذي كان بينكم وبينه تعدى الوعد إلى العقد كما فهمت والاخلال بالعقد يرتب حقوقا على المخل تجاه الطرف الآخر والذي استقيناه من رسالتك أن هناك إخلالا ونكوصا عن الوعد قد حدث ربما بتأثير الأم أو بأي تأثير آخر وهذا يتطلب بالفعل التدخل وقبل أن نقوم بذلك ونبلغك عنه هاتفيا أو برسالة خاصة على عنوانك المرفق برسالتك لم نستطرد طويلا في الحديث عن شروط الزواج وحقوق وواجبات الطرفين، وما يترتب على ذلك من مساءلات شرعية وقانونية.
 
إننا يا أخ محمد نتعاطف مع موقفك وموقف الانسانة التي ارتضت بك زوجا ونتمنى أن يتفهم أهلها هذا الأمر خاصة وأنهم مدركون مسبقا أنك ستقيم في وطنك ووافقوا على ذلك.
 
عموما لنترك هذا الأمر إلى ان نتعرف على موقفهم ونأمل أن يكون مرضيا للجميع
 
ناصح