عدنان: أشعر باليأس وأميل للوحدة فماذا أفعل

سنة النشر : 02/03/2004 الصحيفة : اليوم

 
سعادة الدكتور ناصح الرشيد – حفظه الله
 
في البداية احب ان اشكرك على صفحتك الاسبوعية التي انتظرها كل يوم ثلاثاء بفارغ الصبر فهي حقا البلسم الشافي للكثيرين من الناس منذ فترة كتبت تطلب من القراء البوح وهأنا اليوم امسك بقلمي لابوح لكم بمكنونات نفسي وما اعانيه ولا ادري من اين ابدأ ولعلي ابدأ من النهاية.
 
اي من مشكلتي الحالية مع نفسي فأنا بكل بساطة اعيش حالة من عدم الوفاق مع نفسي اولا ومع من هم حولي ثانيا لانني احس بالتعاسة واميل للوحدة ولا طعم لشيء في الحياة عندي، اتوتر بسرعة واشعر دائما بالقلق واليأس مما يصيبني بحالة من الخمول الشديد وضعف الطاقة وقد اكره نفسي ومن حولي وقد تتساءل عن ظروفي انني ابلغ الخامسة والثلاثين واعمل موظفا بسيطا لان قدراتي لم تسمح لي باكمال الدراسة الجامعية كما ان ظروفي المادية لم تسمح لي بالزواج ايضا.
 
ارجو ان تساعدني لفهم نفسيتي واتأمل ان ترشدني وتدلني على بعض الامور التي يمكن ان تساعدني
 
عدنان – الجبيل
 
ساعد نفسك اخي العزيز عدنان: اشكرك على اطلاعك على الصفحة التي ما وضعت الا لمساعدتكم وكن على ثقة باننا نهتم بكل ما تكتبونه لنا من بوح.
 
نعود لمشكلتك مع نفسك اعتقد انك تعاني من اضطرابات نفسية منشؤها احساسك بعدم الامان وهذا هو ما يسبب لك الشعور بالقلق وهو قلق مرتبط بالوظيفة وبعلاقاتك الاجتماعية وتحديدا (عدم الزواج رغم وصولك لهذه السن) وهذا ايضا ما يسبب لك الشعور بالتعاسة.
 
ان كثرة التفكير في هذه الامور هي التي جعلتك تشعر ايضا بان طاقتك ضعيفة وتبعث فيك شعورا بالاجهاد وبالتالي تدفعك للميل للوحدة والهروب من مواجهة الواقع والناس.
 
انني انصحك بان تجتهد وتحاول تطوير قدراتك عمليا واجتماعيا ويمكنك ان ترفع من طاقتك بطرق عديدة اعتمدها الاطباء النفسانيون كالتنفس التفريغي الذي يعد اهم خطوة لتوليد الطاقة وطريقته الصحيحة هي استنشاق الهواء من الانف ثم الاحتفاظ به داخل الجسم لفترة بسيطة ومن ثم تفريغ الهواء ببطء شديد من الفم كرر الجلسات الخاصة بالتنفس صباحا ومساء.
 
وانصحك ايضا بان تنظم غذاءك وشرابك ونومك واخيرا لا تنس ممارسة التمارين الرياضية بشكل تدريجي والافضل ان تلتحق بناد رياضي حتى تلتزم بممارسة التمارين الرياضية.
 
كل هذه الامور سوف تساعدك على تجاوز محنتك واذا كنت صادقا مع نفسك وراغبا حقا في مساعدتها فثق بان الله سيساعدك وتذكر انه لا طريق للسعادة الا في الايمان الذي يجعلك ترضى بما كتبه الله لك ويحقق لك السعادة النفسية والقلبية التي بها تشعر بالامان وترتقى درجات الكمال.