السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتور ناصح الرشيد
تهنئة من القلب على رسالتكم العظيمة اخي الكريم بارك الله فيكم لدى سؤال متشعب وحيرني كثيرا لما له من اتصال بجوانب اخرى من حياتي سأعبر لكم كما هو تعبيري آمل ان تفهموا رسالتي منه.
تؤرقني الحياة بدون زوجة تعفني وتؤنسني وتعايشني بالحب والحنان الذي يعينني على المضي قدما لتحقيق رسالتي واهدافي الاستراتيجية في الحياة, العائق الذي اجده هو اني اريد ان اتعلم قبل الزواج بعض العلوم كالبرمجه اللغوية العصبية والتنويم وبعض الادوات في العلاج لكي اعالج نفسي من تأثيرات الماضي وفي نفس الوقت اريد ان يكون لي رأس مال حتى يتسنى لي بعد عشر سنوات ان يكون لدي عقار عبارة عن عمارة سكنية تجارية تدر علي دخلا شهريا بدل الوظيفة الحكومية التي لا احب ان اعمل بها وطبيعة عملي ليست كما ارغب, افكر ان استمر في الوظيفة الى مابعد عشر سنوات حينها اكون قد جمعت المال.
لذلك الآن انا محتار واريد الزواج واريد ان اتزوج من امرأة قد تكون موظفة لكي تساندني لتحقيق هدفي الذي سيعود عليها وعلى ابنائي بالفائدة العظيمه من خلال تفرغي للعلم والتعليم والتدريب والعلاج للآخرين فهذي هي رسالتي في الحياة الآن انا عمري 26 سنة وعسكري واحب القراءة والتعلم كثيرا جدا لدي مرتب شهري يقارب السبعة آلاف ريال شهريا وابي يضيق علي يريد ان اصرف على اهلي, واخواني تزوجوا من قبلي ولم يفعلوا ذلك له من قبل ولن يفعلوه الآن فابي غني لكن نظرته للحياة مادية حتى يوم ان كنا صغارا افتقدناه كأب بسبب المادة الى الآن وهو على تلك الطبيعة اشعر بضغوط اشعر باني متأخر في تحقيق انجازاتي وامنياتي ووضع الخطة اللازمة لحياتي انا الخامس من اهل بيتي وقد كنت في السابق مدمنا والآن تاب الله علي وعدت للالتزام والقرب من الله سبحانه وتعالى واريد ان اعيش حياة سعيدة ملؤها النجاح.
آمل من الله سبحانه وتعالى ان يجعل لي عندكم القبول وان تساعدوني على حل الحيرة وتفكيك ماتشابك علي من امور وتقديم المشورة والنصيحة لي وجزاكم الله عن جميع المسلمين خير الجزاء ورفع قدركم وسدد امركم وصانكم ورضي عنكم وادخلكم الفردوس الاعلى برحمته وانه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ل.ب
مازال الوقت مبكرا ياصديقي اخي الكريم اولا اشكرك على هذه الثقة الغالية التي منحتنا اياها ونأمل ان نكون عند حسن ظنك وان كنت اربكتنا بالعديد من الامور المرتبطة بحياتك والتي جاءت كشذرات دون تعميق ومنها ماذكرته عن الاب وعن الزواج وعن الادمان وعن التعلم وغيرها.
عموما ياصديقنا العزيز نود ان نثني على قدراتك وتفكيرك ونحاول فك الارتباط بينك وبين ذاتك ثم بينك وبين مايحيط بك فاما الثناء فمن اجل خروجك من دائرة الهلاك والموت والضياع اقصد دائرة الادمان وارى ان شخصا لديه هذا التصميم وهذه القدرة يستطيع ببعض الترتيب والصبر على تحقيق اهدافه المرجوة واثني ايضا على تخطيطك لحياتك وهذا امر مفتقد لدى العديد من الشباب.
واقول لك اخي العزيز: إن من ابهر الفنون التي نتمتع نحن البشر بميزة ممارستها ذلك الفن الذي يعلمنا كيف ومتى نأخذ بزمام المبادرة, ومن ادق الاختبارات لقياس الشخصية شجاعتها وبراعتها في محاولة تسوية النزاع بينها وبين الآخر وبينها وبين نفسها.
لكننا لانستطيع ان نأخذ بزمام المبادرة اذا كان يقض مضاجعنا حرج وقعنا فيه ولاهم لنا الا الخلاص منه واذا كنا لانفهم من النجاح سوى انه تحقيق ما نريده نحن فقط, صحيح اننا قد نجد أنفسنا في مأزق يؤثر علينا كالمازق الذي وضعت نفسك فيه وهو مازق التأخير ومأزق الاب ومأزق الادمان وغيرها.
لكن يظل علينا واجب التطلع الى ماوراء الظروف والتفكير في الغد وفي الايام المقبلة وهذا مانرى انك قد بدأت بالتفكير فيه ولكن بطريقة غير مدروسة فعليك ياصديقي ان ترتب اولوياتك وفق امكاناتك المادية والنفسية والاجتماعية فمثلا تبدأ بمشروع الزواج من اجل الاستقرار ثم تأتي المشروعات الاخرى فحياتنا تقوم على خطط وجهود نبذلها وفقا للنتائج التي نريد تحقيقها وعلى تحسين هذه الخطط والجهود تبعا لما تمليه الخبرة وعلى الاعتقاد بان معدلا معقولا من التحقق يعتبر قدرا كافيا من النجاح يبرر مواصلتنا العمل.
ياصديقي هناك امر مهم وهو توجيه الطاقة فالشخص الذي يشعر بانه مضيق عليه سواء جسديا او نفسيا له حق يتقاضاه وعمل من الطبيعي ان يقوم به ان عليه ان يحمي نفسه ولذا فقد يحصر همه في مجرد الدفاع كما تفعل انت بالنسبة لموقفك من والدك, او يحاول شق طريق ضيق له خارج الحيز الذي حصر فيه, او يناشد الناس ان يفسحوا له سبيل الخلاص, وهو حين يحصر وعيه وطاقته في هذا الجهد الدفاعي لن يدع اهتمامه يتناول ميادين الاختبار الواسعة ولا يوجه طاقاته التوجيه الامثل.
فياصديقي انت مازلت في مقتبل العمر فاترك مسألة التأخير عن ذهنك فطموحات الانسان لاتقف عند حد او عمر معين وانت لم تتأخر فما زال قطار الزواج يجاورك وتستطيع اللحاق به بالزواج من الفتاة التي تريد والامر بينك وبين والدك الذي وصفته بالمادية اعتقد انه قد حل باستقلالك الاقتصادي وحصولك على عمل يدر عليك دخلا معقولا.
اما قضايا التفرغ للعمل والتعليم والتدريب والعلاج للاخرين هذا امر اخي يحتاج الى خطط والى منهجية لابد وان تتفق مع قدراتك بكل مكوناتها النفسية والمادية والاجتماعية وغيرها والمهم في النهاية ان تثق في ذاتك فالوثوقية امر مهم وفهم الذات امر بالغ الاهمية فمعظم الاخطاء تأتي من عدم معرفتنا لطبيعة ذواتنا وهنا منشأ متاعبنا الكبرى.
فهل فهمت طبيعة ذاتك وقدراتك؟ اطرح هذا السؤال على نفسك وحاول ان تجيب عليه وان تبعث الينا ببعض التفصيل عن الامور التي تحدثت عنها وكذلك عن حياتك ولك تمنياتنا بالتوفيق.
ناصح