نحن في هذا الباب نريد أن نوضح أننا موجودون لأجلكم وخدمتكم على أي مستوى، وخدمتكم هي إنما خدمة لنا ، وخدمة لكل هؤلاء الأشخاص المميزين الذين ينضمون معنا، ونرى أن المنضمين المتطوعين هم من تخصصات ومعارف متنوعة، طبعا توحدهم صفة مشتركة هي التوجه للعمل التطوعي الذي فيه صلاح المجتمع.
"صلاح المجتمع"، وهذه الكلمة التي أريد أن أصل إليها لأن فيها الحقيقة لب العمل الذي نقوم به أو قل انه الهدف الذي نجدُّ لكي نصل الى مشارفه ولكننا نلاحظ التأكيد من معظم المتصلين على الشأن المالي ، وهذا لا بأس به ونسعد به أيما سعادة، ويسعد به أكثر أهل الخير الذين يتدافعون من أجل سد حاجة الآخرين وتوسيع منافذ الفرج لهم.
ولكننا أيضا في الشأن الاجتماعي بعمومه ، وليس في المد العوني المالي بالتحديد والتخصص وكي نقول لكم شيئا قبل أن نتوسع في الكلام، فإن أبسط الأعمال وأقلها تعقيدا وأسرعها إنجازا عندنا، هي مسألة المساعدات المادية هذه يأتينا راجى المساعدة ونحوله على من يترجى أن يمد يد المساعدة وهم من النوعين كثيرون.
فلا شطط علينا هنا، ولا إعمال للذهن، أو صرف للجهد، أو للمراقبة والمتابعة الطويلتين فمن طبيعة المشاكل الاجتماعية أن تطوي مدى طويلا حتى تحل على الوجه المأمول ، وبعضها قد لا يحل إبراما نهائيا، ولكن عندما يبدأ الطريق فإن هذا أول إشراقات الحلول.
ونعرف أن مشاكل بعينها قد لا يكفي العمر الواحد لحلها على أننا مستعدون لذلك! ونريد أن نوصل هذه الرسالة للذين يعانون في داخلهم ضغوطا أسرية أو اجتماعية أو ظرفية نفسانية أو قلقا دائما أو وحدة قاهرة أن يعلموا أننا معهم بجوارهم بل اننا نسعى بكل ما لدينا أن نصل إليهم لنبقى معهم وبجوارهم.
فوق ذلك نحن نريد أن نرصد المجتمع وأن نصل إلى كل مدارجه ، ونتداخل معه ومن كل عناصره نريد أن نكشف المخبوء من الخبايا في الظلم وسوء المعاملة والقهر النفسي وضياع الرؤية لنعرف مقدار ما لدينا من إعوجاجات في صحة المجتمع لنعرف أولا ونعرف كلنا فالمعرفة لأي شيء هي الطريقة الوحيدة لتشخيص الحالات وبدء الحلول.
وليس هناك طريقة غيرها إلا التعامي والتجاهل والإهمال وهو طريق الظلام و الانحدار وكشافنا هوالمشاكل التي نريد أن تصلنا من الحالات الاجتماعية بأنواعها، ونحن نحتاج إلى هذا الكشاف الضوئي لإزاحة الظلام.
ناصح