هذه الجريدة سيكون لها شأن كبير وأنا أقول ذلك بما ألمسه من دواعي الواقع وانطلاقات الافكار من الصعب أن نزعم ذلك في تطوير المرحلة التحريرية، أو تغطية الاحداث في زوايا العالم او في كل البلاد فهذه تتطلب تضافر علوم وعقول وبيئات متحررة متطورة قابلة لمجموع التغيير الشامل الذي نعرف ان دونه اشياء اكثر من خرق القتاد.
على اني اتكلم عن الاشياء التي تبهجني في الجريدة لما يكون هناك حوافز للبهجة وهي بهجة مبعثها الاكيد حب للجريدة وحب للطرق والمناهل والوسائل التي ترتقي بحس الانسان تماما وصلت الى هدفي "الحس الانساني".
في الجريدة انطلاقة مباركة (ولا اجد وصفا اكثر من هذه الكلمة التي نستنزفها في كل موقف) هذه الانطلاقة تحكي قصة تنساها الصحف عندما تغرق فيما يحب ان يسميه الصحافيون اللعبة الصحافية والتي مبعثها المثل الاثيم (هل احتاج ان اضع خطا تحت هذه الكلمة) المثل الذي يقول لا تكتب ان كلبا عض رجلا وقل ان رجلا عض كلبا.
انها اللعبة القائمة على التهويش والإثارة ومداعبة اي حس في القارىء ماعدا حسين علويين هما حس العقل وحس الضمير ولقد فتحت الجريدة نافذتين من ضوء مؤخرا كرست ريادة انسانية في الصحف السعودية (وان لم تكن فالحرص في تنميتهما سيؤهلها لذلك) كل نقطة حبر توضع فيهما انما هي غمس في رسالة سامية تكرس حب الانسان للانسان.
اما النافذة الاولى فهي صفحة (الدكتور ناصر الرشيد) وهي صفحة اظن الهدف منها شرع باب القلب العريض لاستقبال كل القلوب بل يستقبل اكثر القلوب عبئا على اي قلب وهي القلوب الحزينة والمعذبة والمضغوطة بمكبس الحياة وهو مكبس نصلي من اجل ان يتحرر منه الجميع.
لقد عاصرت الصفحة مثل آلاف القراء ولو سمحوا لي بان اتكلم عنهم لرفعت معهم تقديرا واحتراما وحبا كثيرا جاء الوقت لنتصل مع بعضنا ونعيد لحمة هذا المجتمع ونتفاتش في مشاكلنا ونسند بعضنا بعضا اظنه الهدف الراقي للصفحة، ولا نحسبه الا طلبا لرضا يأتي من مكان واحد لا غير رضا يأتي من الملكوت هذه الصفحة لن تكون فقط تنفيسا لقضايا المتعبين ولكنها مخارج للرحمة للكرام الذين يتوخون اوجه الرحمة فيجدون في (ناصح الرشيد) مصبا دائم الاحتفاء.
ولعلها ستكون باذن الله طريقا للتوفيق والنجاح والازدهار للجريدة او احدى تلك الطرق التي وصفناها بالمباركة وفي اللقاء القادم نفتح النافذة الاخرى.
زاد الله الجميع من انواره