مقتطفات الجمعة 142

سنة النشر : 12/06/2009 الصحيفة : الاقتصادية

 
أهلاً بكم في مقتطفات الجمعة رقم 142 ، راجيا أن تنالَ رضاكم.
 
"كانت رحلة أخي الغالي عبد الرحمن يرحمه الله مع المرض القاتل خاطفة وسريعة لم تسمح لنا حتى بالتقاط أنفاسنا كي نستوعبَ أنه سيرحل كطائرٍ أبيض النقاءِ إلى تلك السموات البعيدةِ حيث لا لقاء مع البشر". الدكتورة نورة خالد السعد.
 
رحم الله شقيق الدكتورة نورة الكاتبة الكبيرة وصاحبة الأسلوب النوري، وندعو خالقنا الأعظم أن ينتظر الفقيدُ أهلـَه ومحبيه عند بواباتِ الفردوس بإذن الله. ووالدتي تُسمي المرضَ الذي سمته أستاذتنا بالقاتل، بمرض الرحمة، فهي تقول إن الله لا يرسل خبيثا أبداً، وإن المرضَ كلما تعاظم مصابه، تعاظم أجره، ويتعظم مقدارُ تطهير الأعمال التي نرتكبها كل يوم في دنيانا القصيرة.. فأعظم رحمات الله على الناس أن يعودوا مطهّرين أنقياء بعد معاناةٍ لا تقاس بلذة خلود النعيم.
 
وكانت الكاتبة الأمريكية "ليز تشيني" قد علـّقتْ في التايم الأمريكية حينما وقع الاختيارُ على الدكتورة السعودية "نورة الفايز" في قائمة التايم لأكثر مئة شخص مؤثرين في العالم: "إن الدكتورة الفايز ستواجه صعوباتٍ كأداء لأنه لن يمكنها التعامل مع الرجال وجها لوجه، فهذا خرقٌ للقانون الديني الصارم في المملكة." ولما كنت أقرأ في صفحةِ الردودِ بالعدد الأخير من "التايم"، عدد الأول من يونيو 2009، وجدت أن السعودي "صالح المزيني" من الرياض كتب ردا كالتالي، مترجما له من الإنجليزية:" إني أؤمن بحقِّ الخصوصيةِ للنساء، وأكثر السعوديين يرون أن هذه هي الطريقة الأصح فنحن لدينا مكانان منفصلان بالجامعاتِ السعودية خاص بالرجال وآخر خاص بالنساء. إن توفير المكان الخاص للنساء للعمل والمنافسة أفضل من أن يكـُنَّ في الدرجةِ الوظيفية الثانية، كما الحال في بعض الدول الغربية".
 
غريبٌ تولع الرأي العام الأمريكي ووسائط الإعلام بـ "ميشيل أوباما" سيدة أمريكا الأولى.. ما السر الذي يجعلها تفوق سيدات أمريكا العظيمات مثل روزالين كارتر، والعظيمة آنا إليانور روزفلت، أو اليزابيث فورد، أو جاكي كندي الصاخبة الأناقة والحياة؟ هذا ما خصصت له التايم موضوع غلافها في عدد الأول من يونيو، بعنوان "مغزى ميشيلThe Meaning Of Michelle " وأوسعت الكاتبة "نانسي جيبس في استعراض ميزات ميشيل من الأناقة المترفة والسهلة، ومن الذكاء الحاد، ومن البساطة المتناهية، ومن الجاذبية الشخصية التي لا تقاوم، ومن براعة في الكياسة والتقاط الأجوبة، والتعامل الأخوي مع الجميع.. إلا أن أهم نتيجة خرجت به هو أن ميشيل أوباما وصلت إلى مكان ( البيت الأبيض) لا تكترث به. أما الصفة الأخيرة، برأيي، فيحتاج بلعها إلى لترٍ أمريكي كامل!
 
كتاب الأسبوع: كتابٌ لا يمكنك أن تتركه قبل أن تتمَّه وإلا طاردتك بقية أحداثه بقية وقتك، قصة تختلط بين الواقع والسرد القصصي البارع والأخّاذ بعنوان" اليَدُ الأخرى The Other Hand" تأليف كريس كليف، عن مصير امرأتين، واحدة بنت نيجيرية اسمها بالقصةِ " النحلةُ الصغيرة Little bee"، والأخرى سيدةٌ إنجليزية. التقتا في يوم رعب على شاطئ نيْجيري، وشهدتا أروع ما يراه إنسان من مشاهد الخوف، حيث طوردت الفتاة النيجيرية مع أختها "لطافة Kindness"، من قِبل مسلحين من قبيلةٍ عدوة لقتلهما، ووقعت في حماية سيدة إنجليزية وزوجها، إلا أن القاتلَ طلب فديةً أصبع الزوج الإنجليزي وخاف ورفض، فقال له القاتلُ: "إذهب أيها الخنزير الإنجليزي واروِ لأصحابك كيف خفت على إصبعك الأبيض مقابل اغتصاب فتاتين إفريقيتين حتى الموت".. وفجأة، ولكني أترك "سارة" تحكي لكم، وسارة هي السيدة الإنجليزية:" وعندما أدار القاتلُ وجهَه ليبدأ في سلخ الفتاتين قفزتُ عليه واستللتُ الخنجرَ الحاد، من وسطه، وضعتُ إصبعي على حجرٍ بحري، وكما أقصّ بصلةً في مطبخي انهلت بالخنجر مرة واحدة وبترتُ إصبعي من غير أن أشعر أنه طارَ في الجهة الأخرى...". ثم بعد ذلك بعد سنوات تلتقي المرأتان بما يشبه لقاء المستحيل وكل منهما تروي قصتها، بسردٍ يوقف الحواسَ على أطراف الأعصاب. قصةٌ من القصص التي لن تنساها، ومعلومات تستغرب أنها موجودة فعلا على الأرض.
 
ووصلتني بالبريد رسالة من الدكتورة غادة من مصر، جعلتني أقف فخرا، تقول: " لقد درّسني في مرحلة الدكتوراة في لندن أعظم بروفسور عرفته في حياتي، خلقا وعلما وسلوكا واحتراما، جعلني أزداد يقينا بروعة مخلوقات الله. الآن بفضل الله ثم بفضل هذا الرجل العظيم تحصلت على الدكتوراة بتفوق، ولكن بقيَ أن أكافئ هذا الرجلَ أعظم مكافأة من الممكن أن يقدمها إنسان إلى إنسان: الطريق إلى الله. دارت بيني وبينه نقاشات كثيرة (أرسلتْ لي صوراً منها) ثم توقفتُ عند قضية الخلق والنشوء، ولما رأيت مقابلتك مع الدكتور العوضي ، وجدت أن اللهَ هداني لضالتي فهل يمكنك أن تكمل الحديث مع البروفسور أو تعينني من أجل ذلك.." ورددت على الدكتورة غادة: "دعيني أولا أتنفس فخراً!"
 
كانت "شعوانة" إحدى القمم الروحية بين العابدات الوالهات في القرن الثاني للهجرة وتسمى "الوَليّةُ البكـّاءة" لأنها قضتْ حياتها تبكي حُبا وخشوعا.. وتقول: يؤمـِّل دنيــــا لتبــــقــى لـَهُ فوافى المنيــةَ قبــل الأمَــلْ حثيثاً يروي أصول الفَسيلِ فعاشَ الفَسيلُ وماتَ الرجلْ
 
في أمان الله..