مقتطفات الجمعة 135
سنة النشر : 01/05/2009
الصحيفة : الاقتصادية
ونحن ندخل المنافسة الأممية، فإن علينا أن نحل مشاكلنا الصغيرة.. عندما تريد أن تقف شامخا فلا بد من أرض صلبة تحملك! إن مجمل عمل الأمة ليس فقط أن نبيع منتجات البترول دون الضرائب على حدود أوروبا, آسيا, وأمريكا.
إن المنافسة تبدأ بجودتنا أفرادا، ومجتمعا، ومنفذين، وتجهيزات حياتية متكاملة بأقصى ما نستطيع. ولكن هل نحن نفعل ما نستطيع، ناهيك عن استنهاض أقصى ما نستطيع؟ بودي أن أجيبكم بنعم.. ولكني هنا لست مستطيعا أن أخبئ الشمس. ما زلنا لا نستطيع المنافسة، لأن مهاما كثيرة لم تـُنجز، ليس لأنها في خطط المستقبل، ولكن لأنها عُملت في خطط الماضي.. ولم تصل لما يريحنا أن نسميه إنجازا، عندما يكون الإنجاز هو الإتقان. من مشاكلنا الصغيرة التي لا نحلها مع أن الزمان يكررها أمامنا وفوقنا وتحتنا، هي أن تعوم المدن بالمياه عند زخة مطر. نهدر الطاقة، وندمر البنية التحتية، ونحن بحاجة لكل قطرة طاقة عمل، وكل سنتمتر من كل بنية تحتية. هل سنخوض المنافسة العالمية بأفرادنا، وهم في المنظر الاقتصادي أهم عناصر الإنتاج، ونحن بمدارس تتهاوى، وبجامعات لا تستقبل إلا قطرات من خريجينا من الثانويات، والعمل الجامعي لم يواكب السوق ولا ميادين البحث العلمي؟ هل نغزو الدنيا بمستشفياتٍ لم تعد توجد فيها الأدوية؟ أو بموظفين فقدوا الحافز العملي من زمان، ويذهبون وهم يفكرون في الخروج، ويخرجون وهم يتخوفون من الذهاب؟ هل الخطأ منهم؟ أو من افتقاد الموظف لفرديته ضمن الجموع الرقمية؟ نحن مجتمع لم يتعلم أن يصون ممتلكاته العامة.. فكيف سيأكلنا قلبنا على فوز بلدنا تجاريا في الخارج؟ وعسى، وربما، دخولنا السوق تكون اللطمة التي تجعلنا نفيق والدنيا تسيل علينا، لعل حلاوة الروح تعلمنا العوم، نحن الذين نغرق في دقيقة ماء!
نساؤنا الكبار كن متى سمعن فضيحة معتبرة، يقلن:"يا كبرها عند الله".. وما نقلته "الدايلي ميرور" البريطانية عن مذكرة مختومة عن حديث دار بين السيد بوش والسيد بلير حول نية بوش بقصف محطة الجزيرة القطرية, إن ثبت هذا, فيا كبرها عند الله فعلا! والمذكرة تقول أن جدالا صريحا دار بين الزعيمين، بلير يحذر من عاقبة الأمور لو فعلها بوش، خصوصا وأن مبنى المحطة في قلب حي الأعمال في الدوحة، وأن قطر من أهم وأقرب حلفاء الدولتين في المنطقة. وزير دفاع بريطاني سابق اسمه كيفويل وهو عمالي ( من قوم بلير) نادى بصراحة أن تـُنشر تلك المذكرة على الملأ، من أجل الشفافية وعدم الإيغال في التخرّص، وأن ذلك من واجب الحكومة. ولمح بصراحة أن ما تـُلي على "الميرور" يتطابق مع ما سمعه من معلومات عن المذكرة. من أغبي ما قرأت أن متحدثا رسميا عن 10داوننج ستريت (مقر رئيس الوزراء) علق على ذلك قائلا:" نحن لا نعلق على الوثائق المسربة" يا سلام، اعتراف واضح أن هناك وثيقة بذلك! وأسخف ما قرأت، أن مُقرَبا من بوش قال: "إنما ورد على لسان الرئيس على سبيل المزاح!". سلاحٌ عالميٌّ جديد: خفة دم الرئيس بوش!
وفي حوار أجراه سعد الغانم في ملحق اليوم الاقتصادي الأربعاء الفائت مع الصناعي هلال الطويرقي, عبر برأيه عن انضمامنا إلى التجارة الكونية بلا نقطة من ضباب.. وأنقل كلامه وأنا معجب بصراحته، على ألا يتهمني أحد أنني تلقائيا أقف مع رأيه. اسمعه وهو يقولُ بلا أثر من ماء في فمه:" اتفاقية الجات هي نوع من الاستعمار الاقتصادي، وهي أشد شراسة من أي حرب مسلحة." أرأيتم ما أقصد؟! والطويرقي يملك مصانع حديد، وهو داخل بثقل صناعي وخدمي في أسواق خارج المملكة، وبذا لا أظن أنه من المتأثرين بالسوق العالمية سلبا. وإن صح انطباعي، فإن ما يقوله إنما هو تعبير عما في ضميره، لا عما يخدم مصلحته. وهو يصر على تعميق رأيه موضحا:" إنني لستُ من المؤيدين لهذه الاتفاقية، وإني أشتمّ رائحة خبيثة من خلالها".. أرجو ألا يهتدي السيد بوش لموقع بيت الطويرقي!
مسفر بن صالح الودعاني يكتب في جريدة "اليوم" الأربعاء الفائت مقالا بعنوان:"من يخدم استراتيجية القاعدة؟" والعنوان سؤال مبطن ذكي الطرح يريد أن يفهمنا أن القاعدة ليست قائمة بقوتها وتنظيمها، وأن هناك عوامل تضخ فيها قوة وانتشارا من حيث تعلم أو من حيث لا تعلم. ورد في فقرة السبب الثالث:"الذي يتلخص أن القاعدة توظف بخطابها الذاكرة التاريخية القريبة لدى الشعوب العربية التي صارت عبئا على الحكومات بسبب إخفاقها في تثبيت أسس العدالة الاجتماعية." وصفة (الذاكرة القريبة) تمهُّل ذكيٌّ من الودعاني حتى لا يثير الحاضر! وهو يتعجب من أن يرى:" تلكؤا واضحا من بعض الحكومات العربية في دفع عجلة الإصلاح بل ترى محاولات المراوغة للالتفاف عليه واختزاله وتفريغه". مقال تحليلي كاد أن يكون واضحا لو أن الودعاني أكمل معروفه، وأخبرنا من هي (بعض) تلك الحكومات؟!
صحة الجمعة: قرأت تقريرا إضافيا عن زيت جوز الهند. ويكاد التقرير أن يدعي أن زيت جوز الهند فيه من صفات "إكسير الحياة". سيتبادر إلى ذهن الكثيرين أنه زيت مضر لأنه من الزيوت المشبعة، وهذا صحيح. غير أن زيتا مشبعا مثل زيت جوز الهند ليس بصفات السمن الحيواني المضر. ويقول التقرير إن استخدامه في الوجبات اليومية يعطي منافع جمة. فهو منهض للمناعة لدرجة أنهم يأملون أن يكون دواء ضد مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز). وفائدته للقلب لا تجارى. والتقرير يقول إن زيت جوز الهند كان علاجا سحريا في الحضارات الشرقية منذ القديم. وينصح باستخدامه بالذات للأطفال وكبار السن حيث تكون المناعة هشة أمام الغزو الجرثومي والفيروسي, وهناك معلومة أخرى: فقد ثبت أن له خاصية فريدة بين كل الزيوت بأنه مخفض للوزن. رجاء، هلاّ ناولتني قدحاً من زيت جوز الهند!
اتفق العالم على أن الزهرة هو كوكب النساء. كنت ضد كل من يقول إن المرأة تفكر دوما بطريقة معاكسة. ولكنّ المهتمين بالفلك يعرفون أن الزهرة هو الكوكب الوحيد الذي يدور حول الشمس من الشرق إلى الغرب، عكس كل كواكب المجموعة الشمسية!
..مع السلامة!