مقتطفات الجمعة 133

سنة النشر : 01/05/2009 الصحيفة : الاقتصادية

 
القمة الإسلامية الاستثنائية التي تقام في مكة المكرمة، استثنائية في الاعتبارات والظروف والمواقف، والقرارات، والتوصيات. والمهم تفعيل كل ذلك تفعيلا حقيقيا بالمتابعة والمراجعة وقياس النتائج. إن الكلمة الافتتاحية للملك عبد الله كانت كافية كتحذير ليس فقط لما يواجه الأمة الإسلامية من صادات عالية، وإنما كعـَلم السباق الذي يأذن ببدء السباق في طريق مستقبلي تكتنفه المزالق والمآزق. نتمنى هذه المرة ألا ينفضّ الكبارُ وهم محملون بالحماس فقط ثم تأخذهم أعمالهم وأشغالهم المحلية، وهي لا بد أنها آخذة لهم بالضرورة والحتم والطبيعة.. نوصل التمني بأن يُعهد بهيئات فرعية من القادة أنفسهم، تختص كل هيئة بالتخطيط ومتابعة وتطوير الميادين الخاص بمناهج التعليم، ومناهج الاقتصاد، ومناهج العمل السياسي الموحد، ومناهج التنمية المستدامة والتكافل البيني بين الدول، ولجنة للانفتاح الحدودي السوقي بين دول القمة مادام أن ذلك حاصل بالضرورة مع دول الدنيا. هيئات تكفل جديا وعمليا وواقعيا أن تخرج الأمة الإسلامية التي تفترش مساحة عظمى من الكوكب عملاقا بهوية واحدة، بشرط أن نتجاوز التمني.
 
الشيخ القرني يعتزل، والشيخ القرني لا يعتزل. هذه ليست لعبة قطف أوراق الورد، إنها قضية مصير، قضية مصير لمسار فكري، وقضية مصير لرجل يفكر. أما في المسار الفكري فإن عايض القرني لن يستطيع الاعتزال، حتى لو أراد، لقد فقد القدرة على ذلك تماما. عندما تخرج الأفكار مقالة، مسجلة ، أو مكتوبة فلقد وقع الحسم بأن تدوم فوق إرادة أي إنسان.. إنها أفكار تجري بتيار معرفي تاريخي لا يعرف الوقوف، فأفكار الرجل إذن المسجلة والمكتوبة والمنطوقة خرجت منه ولن تعود، وهي ستبقى منفصلة حية عنه لو اعتزل، أو حتى لو لم يعتزل أو أن إرادة الله قررت أن يعتزل الحياة بعد عمر محسوب. قضية اعتزاله كشخص، فهذا قرار رجل له الحرية أن يضع أدواته جانبا ليعلن الراحة.. أو الانسحاب. إذن نحن لن نفقد أفكار عايض القرني.. ولكن قد نفقد مزيدا منها. المزيد الذي لم يخرج منه.. بعد!
 
يقول معجب الزهراني الناقد الكبير في مقالته بالرياض ناقدا قصة "بنات الرياض "وهذه الكتابة "الواقعية" واحدة من أجرأ الشهادات على معاناة ستفضي إلى مزيد من التشوهات البليغة والعميقة رغم ركاكة لغتها وسطحية مضامينها وإذن فإن الدكتور الزهراني يرى أهمية الكتاب في نتيجته وليس في إنتاجه، يعني أن واقعا ضيقا سينتج فكرا متمردا وضيقا.. ولكنه مؤثر. فالقصة ليست مؤثرة بقوة أفكارها ولمعان معانيها، وإنما قوتها من ثورتها وحدتها على السائد المجتمعي. يعني لو خرجت القصة بهذه النوعية في السويد لما التفت إليها أحد!
 
.. ولكن من طرف آخر قدم لقصة بنات الرياض الدكتور غازي القصيبي، واهتم بقرضها بجدية رصينة الدكتور الغذامي.. فهما كما يبدو إما أنهما يريدان تصدير اسميهما تاريخيا لقصة ستثير جدلا ذا فصل زمني.. أو ليتحقق أمران. الأول، تصعيد مقاومة التيار المحافظ المعتاد تقليديا مناهضة أفكار الغذامي، والثاني ألا تدخل القصة بفعل مقدمة القصيبي الذي تعوّدت السوق المحلية أن تـُمنع من تداول كتبه.. فقرر بطريقته أن يمنعها من السوق!
 
دائما أتطلع إلى الخريطة وأقول يا لحظ اليابانيين والجزر البعيدة في الهادي، البعيدة عن الاضطرابات والمعارك الدائرة، إلى أن قرأت عن مشاهد رعبٍ هتشكوكية (نسبة إلى مخرج الرعب الراحل الفرد هتشكوك) في جريدة "التايم" الإنجليزية عن هجوم كاسح لحيوانات رخوية نعرفها في الخليج ونشمئز حتى من لمسها أو النظر إليها، نعرفها صغيرة رخوية يمكن تجاهلها.. ولكن الذي يُرى الآن على شوا طئ اليابان فكأنه غزو خرافي من كواكب أخرى، أو مخلوقات ضلت طريقها عبر نفق الزمن. إنها هلاميات بحرية مردة Jellyfish، تغزو الشواطئ بلا انقطاع تحمل في دلاديلها أنواعا من السموم المختلفة، ولكن الرعب لا يقف عند ذلك، فعندما يقتل واحد من هذه العمالقة الرخوية يولد في اللحظة المئات، ولقد تنادت كل القوى في اليابان لشن حرب لا هوادة فيها مع هذه المخلوقات الهائلة الحجم التي تصل أوزان كتلة الواحد منها أكثر من 200 كيلو جرام (ياللهول!) يسمونها رخويات نامورا Namura's jellyfish. ولا يعرف العلم حتى الآن كيفية نمو هذه المخلوقات بهذا الحجم ، وبتناسلها المريع، وضراوة هجومها. إنها قوة غريبة يحيط بها غموض أشد غرابة. يخاف الصيادون اليابانيون إن استمرت هذه المخلوقات الهلامية ضراوة وعددا فإنها ستنظف صحن المحيط ، ولا يبقى للصيد ولا الفتات. وهناك من يعلق على الشماعة الدائمة: ظاهرة التسخن الأرضي.
 
من سمع منكم باسم طفل اعتبر من سنوات أذكى طفل في العالم؟ توقفت الصحافة عن ذكر الطفل الهندي "أكريت جاسوال" لمدة، منذ عرفناه في الرابعة لما كان يحل أعصى مسائل الرياضيات، وكانت محصلة ذكائه المذهلة قد وصلت على ميزان قياس الذكاء 146 وهو رقم هائل ونادر. اليوم الطفل في قريته في الهند، وازداد ذكاؤه وتعاظمت خبراته، ودخل الميدان العملي، في ماذا؟ في الطب والجراحة الطبية، بدون أن يضع قدمه الصغيرة في أي كلية أو مدرسة طبية. إنه الآن في الثانية عشرة، ويسمونه تيمُنا "موزارت الطب" على العبقري الذي ألف السيمفونيات في السادسة من عمره. بعد أن مل قراءة الكتب وأنهى كتب شكسبير ( منذ كان في الرابعة!) فهو الآن يلتهم قواميس الطب وأسفاره الكبرى. مسجلٌ للطفل المعجزة عدة عمليات واستطبابات في بلدته والقرى المجاورة، منها أن صبية تعرضت كفها للحريق حتى التصقت أصابعها ببعضها من شدة الحروق، وعندما أجرى لها عملية جراحية الولد المعجزة تفرقت أصابعها، وعادت تستخدم يدها بكفاءة لأول مرة بعد خمس سنوات. إلا أن موزارت الطب هذه المرة رحل أبعد من مجرد سيمفونية طبية عادية، فهو يقول إنه على وشك العثور للعلاج النهائي للسرطان.. وهو جاد كل الجد. عليك أن تعرف أن الوسط العلمي في لندن يأخذون ذلك مأخذ الجد أيضا!
 
أقوال الجمعة: - " سنؤكد حضورنا في مباراة العراق اليوم" لا عب في المنتخب في مباراة العراق، التي سبقت مباراة الأمس. أما ما تم فهو تأكيد عدم الحضور... خمس مرات! - " لن أسلم الشرق الأوسط للإرهابيين"بوش، الريس الأمريكي. بذمتكم أليس هذا تطاولا فقير التهذيب. هل نسي أنه 1- لا يملك الشرق الأوسط 2- أن له حكاما شرعيين. 3- أما عدم تسليم المنطقة للإرهابيين.. فقد فعل!
 
.. مع السلامة