مقتطفات الجمعة 130

سنة النشر : 01/05/2009 الصحيفة : الاقتصادية

 
كـُتب الكثيرُ عن مدينة الملك عبد الله الصناعية الكبرى، ويبدو أن أي مشروع تقيمه شركات دبي الكبرى، لا يقام إلا بصفقات متكاملة، فنتوقع أن السوق مضمون سلفا، ونتوقع أن الزبائن مضمونون سلفا، وهذا يوحي بأن مناقشات كبيرة قامت مع الرسميين في بلادنا، وأعتقد أن معظمها دار حول مرونة الخروج والمغادرة من البلاد، والاستقدام لتشغيل استثمارات عشرات الشركات الأجنبية، وتسهيلات حياتية للنوعيات القادمة من الخارج.. هذا ذكرني أني مرة طالبت عوضا أن نشتكي من دبي ورحيل الأموال إليها، أن نقيم مناطق مثل دبي عند سواحلنا ونقفلها عن باقي المجتمع الداخلي، ونغضب إذا أحد رحل بأمواله إليها كما نفعل مع دبي، إلا أن الفرق أن الغضب والمال سيبقيان في بلدنا.. ولكن يبدو أن دبي هي التي طبقت الاقتراح!
 
في 25 الجاري كتب السيد خليفة السماعيل قصيدة في "الاقتصادية" يوحي لنا بأنها نابعة من فرط حبه وخوفه على شخصية ذات بريق كما يبدو، وهو يخاف على البريق أن يخفت.. وعبثا حاولت أن أتعرف على وجه الدقة من هو المقصود؟ ولكن توصلت باستنتاجي المستقل بأن له ولدا اسمه سهيل، من هذا البيت من القصيدة: توسط يا سهيل، أباك أضحى يكاد بمجده تذروه الرياحُ ( الفاصلة بعد سهيل من عندي ليكون المعنى أوضح كما أحسب). ولكن اختلط علي الأمر، فالشاعر يقول في بيت من القصيدة: ترجل يا حبيب الأمس واعلم بأن حصانكم هرِم كسيحُ ومن ثقافتي العالمية عرفت للتو واللحظة أن الشاعر يقصد المقاتل الحالم الإسباني العتيد "دون كيخوت"، لولا أن الشاعر أربكني في تفسير بالحاشية يفسر الحصان بأنه نظام مكتب العمل. يا ربي، ما الذي حدث في إسبانيا؟! مساكين.. عندهم نظام وزارة عمل هرم وكسيح، والوزير هو دون كيخوت.. فهل سأم الحرب مع طواحين الهواء؟ نستنكر بعض الشيء أن يكتب لنا السماعيل عن وزارة العمل الإسبانية.. ولكن تعال يا أخي: وهل يُكنّى دون كيخوت في إسبانيا أيضا بأبي سهيل!
 
وسمعنا أن وزير العمل رد بقصيدة معارضة ملغمة بالذخيرة الاصطلاحية القصيبية المعروفة، دفاعا عن وزير العمل. غريب؟ لا، إنها أخلاق زمالة العولمة!
 
وتكتب مها فهد الحجيلان مقالا في جريدة "الوطن"، بعنوان "ابتعاث طلاب الثانوية إلى أمريكا" ومن زاوية غاية في دقة الملاحظة وقوة المقارنة، تقول لك الكاتبة الفاضلة إن الخطوة إيجابية على وجه العموم، أي في الابتعاث، ولكن عندما يتعلق بهؤلاء الصغار الطازجي التخرج من المرحلة الثانوية، فلها عواقب جديرة بالمراجعة من أجلهم.. فهي تقول إن الفتى منهم يذهب وهو لا يعرف أن مجرد مغازلة فتاة كما يفعل بعض الشباب في أسواقنا قد يقود إلى جريمة تحرش جنسي الرائج سوقها هذه الأيام في أمريكا، والعقاب فوق تصورنا، حتى أن طريقة القيادة والسلوك العام (حتى المقبول لدينا قد يكون مثل المحرمات عندهم) كلها قد تقود إلى تهم جرائم فيدرالية، متى حصلت، فقد تكون ذات أثر دائم على مستقبل الفتى. تقول الكاتبة إن الأجواء المعادية في أمريكا ستساهم في تأييد تخوفاتها.. ولكنها لا تنسى أن تلقي هذا السؤال وهي تقفل مقالتها قائلة: لماذا لا تستثمر الأموال في بناء جامعات هنا؟ .. إلى ماذا تلمحين يا أستاذة؟!
 
صادف في 25 الجاري ذكرى واحد من أهم حوادث التاريخ القريب جدا، وهو سقوط أكبر وأقوى أمة على وجه الأرض التي تناطح الولايات المتحدة.. سقوط الأمة السوفياتية التي كانت تبشر بنظام أممي بروليتاري ليسود العدل والسلام والمساواة وينتهي الحرمان والاستغلال.. ولكنها لم تحقق للعالم إلا ثورات وآلاما، وسمعنا وقرأنا عن أعنف معتقلاتها (اقرأ أرخبيل الكولاج) وقتل أعظم رؤسائها إعداما ما يقارب الأربعين مليونا، أكثر ممن مات بكل الحروب التي خاضوها.. انتهت أمة أخذت نصف الأرض، وكانت عينها على النصف الآخر.. وانتهت بأن تشظت في نصفها الذي لم تتمكن منه. ذلك اليوم ألقى الرئيس جورباتشوف آخر رئيس سوفياتي في التاريخ خطابا قال فيه:"نعيش الآن عالما جديدا، فلقد وضع حد نهائي للحرب الباردة، وسباق التسلح، وكل ما كبل الأخلاقيات والمبادئ والاقتصاد في هذه البلاد.. والتهديد الذري زال نهائيا عن العالم." يا سيد جوربا (كما يدلعونه) لم تنته الحرب الباردة، وزاد سباق التسلح، وضاعت أخلاق الروس وتشتتوا في الأرض يبيعون المحرم والحرام، أما التهديد الذري فلم ينته، وهو خبر كل اليوم.. الذي انتهى هو أنت، ودولة السوفييت العظمى!
 
وتقرير يقول إن المدخنين المقلين الذي لا يزيد استهلاكهم على 3 إلى 4 سجائر يوميا ترتفع معدلات احتمال إصابتهم بأمراض القلب وسرطان الرئة ثلاثة أضعاف المعدل العادي.. يعني، ثبت أن أوهام التدخين الخفيف لا يضر لم يعد إلا وهما، وثبت ذلك بعد بحوث طويلة مع متطوعين.. يعني أن التدخين بكل حالاته انتحار مؤلم طويل. ولكن الخبر الحلو ضمن كل هذا أنه ثبت أن الجسم يبدأ بتنظيف نفسه من سموم التبغ حال التوقف عن التدخين، الضغط والنبض سيهبط معدلهما فقط بعد ساعة من التوقف، والأكسيد الأحاديMonoxide معدله سيعود طبيعيا خلال يومين، دورة الدم ستتحسن خلال أسابيع قليلة.. ما رأيك؟ الفرصة متاحة، قبل أن يأتي يوم لا يعرف معنى للفرص!
بيت الجمعة: من القصيدة التي كتبها خليفة السماعيل عن "دون كيخوت" وزير العمل في إسبانيا: تعدى عمرك الستون عاما لماذا لا تريح وتستريحُ
 
.. مع السلامة!