مقتطفات الجمعة 119
سنة النشر : 01/05/2009
الصحيفة : الاقتصادية
أهلا بكم في مقتطفات الجمعة 119 ، وأتمنى لكم قراءة ممتعة.
موسم الحج الحمد لله يبدو أنه، إن شاء الله، خاليا من المشاكل الكبرى، وهذا من توفيق الله أولا، وبجهود لا يمكن أن لا نراها، وهي آلة عملاقة تهدر طوال الموسم في كل شأن ومجال. وهنا أقترح على المسؤولين، وعلى القائمين على التعليم العالي: ألم يحن الوقت لإنشاء كلية متخصصة في إدارة وهندسة المشاعر، فيبدو أنه من الآن وصاعدا سيكون الزحام منتصبا كمارد مخيف أمام كل محاولات التوسع وتذليل العقبات. إن إنشاء كلية مستقلة وبتخطيط ٍعال ٍلتخرّج لنا متخصصين في إدارة تحريك الجموع، واللوجستيك، وهندسة البناء والطرق والنقل، والبناء الميداني السريع لم يعد في رأيي مجرد خيار. وكان قد وصلني من الدكتور "محمد الحبوبي" من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن مجموعة بحوث مذهلة بالإنجليزية والعربية تقدم خططا علمية هندسية وبدراسة مضنية في تسييل حركة النقل واقتراح حلول رائدة للتنفيس عن الضغط الشديد لحركة الملايين الذين يتحركون في وقت واحد، منذ وصلتني تلك الدراسات وأنا أفكر لماذا لا تعد لجنة علمية رفيعة، وجيدة الاختيار من العقول العلمية القديرة من الداخل والخارج لإنشاء هذه الكلية؟ والحاجة إليها لن تنتهي أبدا.. فالحج لا ينتهي!
أجمعت كبريات الصحف العالمية ومنها "الواشنطن بوست" في عدد الأربعاء الماضي، و"التايمز" اللندنية، و"إنديا تايمز" الهندية .. على موضوع واحد، وتقريبا بنفس السبك والصيغة والاستنتاج. وهو عن موضوع التصوير بالهاتف النقال الذي قام به مجهولٌ من الذين حضروا مشهد إعدام صدام حسين، وأجمعت على أن هذا المشهد المصور بما حمله من سباب بغيض، وهتاف للموت، سيعمق الخلاف الطائفي بين العراقيين أكثر مما فعلته كل سنوات الحرب. ويجمعون أن حرص الحكومة على تحديد الفاعل لا يزيد الأمور إلا قبحا، فالمشكلة ليست بالصورة ولكن بما حملت الصورة من رسالة سوداء ضربت العراقيين كالزلزال.. و أجمعت الصحف أن طريقة إعدام صدام كانت غلطة سيندم عليها من قام بها، وأن خطرها الشديد سيصيب الجميع بمن فيهم من أطلق الأفراح لموته. لقد نجح المشهد المصور الذي انتشر في لحظة في أركان الأرض ليطوّب صدام حسين بطلا يقف أمام جلاده وهو أكثر ثباتا. لقد نجح مشهد الإعدام في مسح فظاعات صدام من الذاكرة العربية والإسلامية.. ولكنه فتح صفحات جديدة.. لفظاعات جديدة!
ورد بالبنط العريض في القسم الرياضي من جريدة "الاقتصادية" يوم الأربعاء الثالث من كانون الثاني (يناير) الجاري يقول: " فيجو اتحاديا بعشرة ملايين يورو..". عفارم على نادي الاتحاد، يصرفون ثروة على لاعب برتغالي وصل قطار طاقته قريبا من المحطة النهائية.. ولمجرد ثمانية عشر شهرا بأكثر من 40 مليون ريال. لن أعاتب الاتحاد بشرط واحد: أن يحصدوا كل جوائز الموسم. لا أدري هل هو قصر نظر من إدارة الاتحاد، وشهوة الفوز السريع، أم هو غبائي المنقطع النظير في التخطيط لناد رياضي، فعقلي الذي مثل "القدم المسطحة Flat foot " يقول لي: لو أن الاتحاد استثمر هذه الثروة في بناء أكاديمية علمية لكرة القدم لتعليم الصغار كي يكونوا لاعبين كبارا، ولتعليم فنون اللعبة لمدربي المستقبل، وتخصصا في علم إدارة الفرق الرياضية، وآخر في التدريب العلاجي لإصابات اللاعبين، وآخر لإعداد الحكام، لكان نادي الاتحاد رائدا فعلا في رحلة تنموية ناهضة للارتقاء باللعبة ليس موسما، ولا موسمين، ولكن سيكون نادي الاتحاد أمام أمته، وأمام كل جمهور اللعبة، بطل كل المواسم... "واللي عنده مال ومحيره، يشتري لاعب ويطيره!".
وبينما يتوافر المال عند صاحبة البرنامج الأشهر، ربما في كل الدنيا، "أوبرا وينفري"، فهي كما خرجت الأنباء، لم تنتبه كما فعلت إدارة الاتحاد إلى مسألة شراء اللاعبين، وهي إذن تحتاج إلى دورة تثقيفية من قبل إدارة نادي الاتحاد كي تصنع بأموالها فريقا من ذهب لكرة القدم. تصور أن هذه الساذجة بدل أن تشتري أعظم لاعبي الدنيا وتؤسس فريقا تفوز به في أي دوري حواري في عواصم الدنيا، راحت وتسرعت وصرفت أكثر من 40مليون دولار لبناء أكاديمية عليا للفتيات في جنوب إفريقيا. والشيء الأغرب الآخر أنها رجعية جدا، فهي أقامت الكلية فقط للفتيات. يجب أن يحتج هواة شراء اللاعبين، وأنصار تحرر المرأة ضد هذه الأوبرا..
وأحمد رجب كاتب مصري برقي السخرية اللاذعة، كتب في زاويته اليومية في جريدة "الأخبار" "نصف كلمة" الأربعاء الثالث من كانون الثاني (يناير) الجاري، يقول:" إن اتفاقية تآخي تم توقيعها بين مدينة شتوتجارت الألمانية ومدينة الجيزة، وبعد أن أصبحت المدينتان أختين.. امتلأت شتوتجارت بأكوام الزبالة!".. وأقول: ربما لو تآخت مدينة الجيزة مع.. مدينة أقرب!
قرأت قسَمَاً غريبا في عدد قديم لمجلة "النيشنال جيوغرافيك" يتلوه العريس عند قبائل الزولو الإفريقية أمام عروسه وعلى رؤوس الأشهاد، قائلا: "لينزف الدمُ من كل عروقي، ولتمزقني الصواعقُ إلى شطرين، وليحل على رأسي الجفافُ والجوعُ، ولتأكلني التماسيحُ إن كنت يوما أخون زوجتي".. والحمد لله أن بلادنا بلا أنهار، فهي إذن.. خالية من التماسيح!
أقوال الجمعة: " إرادة المحبة هي ما يمكن أن ينقذ العالم ولو بعد قرون طويلة."- الكاتب أنس زاهد، جريدة "المدينة". "ما أجمل النسيان.. هذه الأيام بالذات!"- الكاتب صالح الشيحي، جريدة "الوطن"...
مع السلامة.