مقتطفات الجمعة 115

سنة النشر : 01/05/2009 الصحيفة : الاقتصادية

 
أهلا بكم مقتطفات الجمعة 115 . وأرجو أن تتمتعوا بالقراءة.
 
أخذ الموتُ الخاطفُ عبد الله بن خالد الدبل، وفقدنا للأبد رجلاً ساهم في صياغة شكل الرياضة السعودية. عبد الله خالد الدبل الفقيد، وضع شيئا جديدا ومفصليا في عالم الرياضة السعودية فوشحها اللمسة الديبلوماسية، والرقي في الحوار والمناورة والدخول في عظم المنظمات العالمية الرياضية، كان الفقيدُ يفوز تقريبا بجهدٍ شخصي في الرياضة للأمةِ بأدوارٍ ومناصبَ، وهذه لا نسمعها أو نقرأها أو نشاهدها إلا عناوين أو أخبارا.. ولا يمكن لنا أن نعلم الجهدَ والسهرَ والقلقَ والمثابرة والتنقل، وخلـْعُ القلب بعيدا عن الأسرةِ والأهل والوطن لأكثر من ربع قرن.. كيف يمكننا أن نعلم، ونحن لسنا معه، وهو لا يقول؟ مات عبد الله خالد الدبل بعد أن أضاءَ في سماء بلاده، والشهبُ لا تسقط وإنما تذهب للخلود في أماكن لا يسعها إلا علمُ الله. عزاؤنا أن الرجلَ قدم دورا كاملا، وجاء دورُنا لنجبر دوره ونسجله.. ونكمله. يرحمك الله، ويمد بالسلوان من أحبك، ومن كان يفتقدك حيا، وسيفتقدك وأنت، بإذن المولى، في مكانٍ أعلى.
 
كان يمكن أن ينادي العاهلُ السعودي، لقمةٍ عاجلةٍ، كان يمكن أن يشجب الذي يجري من غباءٍ عدمي على التراب الفلسطيني بين الأهل، هذا الخزيُ الذي لطخنا جميعا، وأذهلنا، وأبعدنا عن مجرى القضية الرئيس، وهو أكثر مما يحلم به أعداؤنا، فقدمه لهم الفلسطينيون المتناحرون على طبق من دم أهلهم.. كان بإمكان العاهل أن يدعوهم للحوار، على أن العاهلَ جاوز التفكير المعتاد إلى مظان الإلهام. إلهامٌ يأتي الناسَ الذين ينعتقون من أجل قضية.. وقبل الإلهام يصير مشهدٌ مهم، وهو أن الإلهامَ لا يأتي من لا شيء، أو ينبتُ من اللحظة، أو يحط من الهواء. إنه لا يأتي إلا بعد أن تستغرق في قضية ما، أو موضوع ما، حتى تكاد تغرق فيه.. ولا نظن إلا أن العاهلَ قد أَرِقَ أياما لما يجري في الساحة الفلسطينية، وعرف بنفاذٍ من البصيرة، أن أي خوض بينهم، أو دعوة للتدخل بينهم، إنما هي مزيد من الغرق في حمأة الوحل المتحرك..وهنا الإلهامُ ساطع، خالٍ من دواعي السياسة المظهرية، أو تأدية الواجب المعتاد، وقلنا إن الإلهام لا ينزل إلا في ظروف غير عادية يمر بها شخصٌ غير عادي.. فجاءت الدعوةُ للمتنازعين أن يأتوا ليتحاورا في رحاب الحرم المكي.. انظر عناصر الإلهام هنا: إن من الصعب أن يصدق الطرفان أن الدولة المضيفة لن تتدخل حتى لو أبرمت لهم المواثيق (وهذا يحمل أيضا تبريرا مقنعا ومثبتا في تاريخ السياسة العربية.) معرفة العاهل تبصرا بهذا التخوف المتوقع جعله يناديهم للاجتماع في مكة من دون أن يتدخل بينهم أحد، ليس هناك مسلما واحدا – حقيقيا- ينقضُ عهدا في أطهر مكان على الأرض، فجاءت الرسالةُ مفهومة ومقبولة. كل مسلم، مهما كانت مصالحه ودوافعه ومقامه، تهدأ روحه في الأرض الطاهرة، وتحاول أن تتحرر من رغبات المادة ونزق العاطفة تطلعا إلى السماء، وهذا أكثر ما يتمناه من يريد إنجاح أي حوار .. أن تترفع النفوس أمام الهدف الكبير. العهود لا تضيع ولا تبرم تلك التي تعقد في أطهر أرض، فهذا ينسحب على الفلسطينيين كمسلمين، فيكون صعبا خرق الميثاق. ومن يخرق ميثاقا عقد برعاية الرحمن.. سيخون كل شيء.
 
وخرج كاريكاتيرٌ معبر جدا للرسام حلمي التوني في جريدة الأهرام، بتاريخ 30كانون الثاني (يناير). يبدو في الرسم علم مكتوب عليه هذا الشعار:" أقتل أخاك ظالما أو مظلوما" والتعليق: تم اعتمادُ العلم الجديد في فلسطين، ولبنان، والعراق، والسوادان، والصومال. أرجو من كل قلبي ألا تعتمد الجامعة العربية العلم لبقية الأعضاء!
 
نبارك للإمارات فوزها بكأس دورة الخليج، ونبارك لعمان ليس فقط تقدمها الكبير بل فوزها على نفسها، عمان قادمة، وقادمة بمجد كروي. جيدٌ أن تشارك دولة الإمارت مع نادي حاصدي الكأس لأول مرة معطية مذاقا جديدا للدورة الخليجية الكروية. أما نجم الفريق الإماراتي إسماعيل مطر حارث أرض الملعب، ومسدد القذائف الحاسمة، يذكرنا بجوهرة البرازيل بيليه.. إسماعيل مطر: جوهرة الخليج!
 
وعبرت الكاتبة عائشة سلطان عن فوز فريق بلادها في البيان الإماراتية وعن لاعبهم الأول، في البيان الإماراتية عدد الأول من شباط (فبراير) الجاري، قائلة: " اليوم وبلا مبالغة منحت الجماهير للاعبها المعجزة الداهية إسماعيل مطر ما منحته فرنسا لبطلها زين الدين زيدان، اليوم إسماعيل هو بطلنا القومي بكل جدارة وأصحابه في الكتيبة يستحقون كل أوسمة الاستحقاق وكل دموع الفرح التي ذرفت، وكل أغنيات الفوز التي صدحت وكل تظاهرات الانتشاء التي نظمت وطافت شوارع الدولة". أما عنوان المقال فكان: "كـأسك ياوطن!".
 
موقف الجمعة:" قررت إدارة نادي الاتفاق تسمية الملعب الرئيسي للنادي باسم عبد الله خالد الدبل رحمه الله عرفانا بما قدمه من جهود ملموسة في خدمة وطنه من خلال تمثيله المشرف لقطاع الرياضة السعودية." ونعم الموقف.. ونعم الوفاء.
 
مع السلامة.